‘);
}

نشأة عِلم الصّرف

نشأ عِلم الصّرف بالتّزامُن مع عِلم النّحو على نحوٍ جعلهما على اتّصال واتّساق، فلم يُنظر لعِلم الصّرف على أنّه علم مُستقلّ عن النّحو، بل كانت النّظرة العامّة الأولى أنّه جزء منه، وهو ما كان يضطر مَن أراد البحث في قضية تخص عِلم الصّرف لبحث عنها تحت عنوان “النّحو”، نظراً لتداخل العلمين دون وجود حدود تميّز أحدهما عن الآخر، وهو ما سبب الخلاف في زمن نّشأة عِلم الصّرف، فبعض الأقوال تشير إلى أنّه بدأ في زمن معاذ بن مسلم الهرّاء عام 803م، وكان السّيوطي من أصحاب هذا القول، أمّا القول الآخر فيشير إلى أنّه كان في زمان مُتأخّر أي في عام 1474م، والأرجح أنّ بدايات هذا العلم كانت مع النّحو في مُنتصف القرن الأول الهجريّ، إذ إنّ هذا ما ذكره أحمد الحملاويّ في كتابه (شذ العرف في عِلم الصّرف)، ويجب الإشارة إلى أنّ العديد من الباحثين أشاروا إلى هذا القول وأقرّوا بأنّ عِلم الصّرف -كما عِلم النّحو- عُرِف عن عُلماء الّلغة في عهدهم الأولّ، فقد كان العالِم بالّلغة لا بدَّ مُلمّاً بالعلمين معاً بالإضافة إلى غيرهما من عُلوم الّلغة الأخرى.[١]

أسباب نشأة عِلم الصّرف

تعود نشأة عِلم الصّرف إلى أسباب مُختلفة، إلّا أنّها لم تظهر جلياً خلال الفترة الزّمنيّة الممتدة بين العصر الجاهليّ وأوائل عصر الصّحابة؛ إثر اعتنائهم بالكلام الفصيح خير اعتناء، إلّا أنّ الفتوحات الإسلاميّة التي عقبت هذه المراحل، والتي دخل خلالها العديد من الأعاجم إلى بلاد العرب، وهو ما أدّى إلى اختلاط الّلغات بعضها ببعض دعت إلى إيجاد عِلم الصّرف والنّحو لحفظ اللغة العربية وعلومها، ويُمكن حصر الحاجات التي أفضت إلى وضع هذا العلم فيما يأتي:[٢]