نصير الدين الطوسي وهولاكو
Share your love
‘);
}
نصير الدين الطوسي هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، فيلسوف وفلكي وعالم رياضيات فارسي بارز، من مواليد 18 شباط 1201 في مدينة الطوس في خراسان التي هي إيران حاليًا، عاصر العديد من الحُكّام واتهم بالتظاهر في تعامله معهم، توفي في 26 حزيران 1274 في مدينة بغداد في العراق،[١] ولكن تأثيره استمر في مجالات متنوعة مثل الأخلاق والفلسفة والرياضيات والمنطق وعلم الفلك حتى بعد وفاته، وأصبح يشار إليه باسم أستاذ البشر والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي.[٢]
علاقة نصير الدين الطوسي وهولاكو
مع سقوط العاصمة ألموت في عام 1256 في يد القائد المغولي هولاكو خان حفيد القائد جنكيز خان، تولى الطوسي منصب مستشار علمي لدى المغول، واستفاد الطوسي من إيمان القائد هولاكو بعلم الفلك بحصوله على الدعم لبناء مرصد فلكي في العاصمة مراغة التي توجد الآن في أذربيجان، حيث كان مرصدًا متميزًا حيث زوده هولاكو بمكتبة من الدرجة الأولى بالإضافة إلى علماء إسلاميين وصينيين بارزين، واستمرت الأبحاث فيه لمدة 25 عامًا على الأقل بعد وفاة الطوسي، وألهمت بعض أدوات المرصد الفلكية تصاميم لاحقة في مدينة سمرقند التي توجد الآن في أوزبكستان.[١]
‘);
}
نشأة نصير الدين الطوسي واعتناقه الإسماعيلية
تلقى تعليمه لأول مرة في مدينة الطوس، حيث كان والده فقيهًا في مدرسة الإمام الثاني عشر وهي مدرسة للطائفة الرئيسية للمسلمين الشيعة، وأنهى تعليمه في مدينة نيسابور، وفي عام 1227 وفّر الحاكم الإسماعيلي ناصر الدين عبد الرحمن ملاذًا للطوسي في حصونه الجبلية في خراسان بعد غزو المغول للعالم الإسلامي، فخلده الطوسي في أشهر أعماله التي حملت عنوان الأخلاق الناصرية، ثم تمت دعوة الطوسي للبقاء في العاصمة ألموت في أذربيجان واعتنق العقيدة الإسماعيلية تحت حكم الإمام الجديد علاء الدين محمد.[١]
نصير الدين الطوسي والمغول
وُلِد الطوسي في العصر الذي كانت فيه القوة العسكرية الهائلة للمغول تجتاح مناطق شاسعة من العالم الإسلامي، حيث أظهر المغول عداوة كبيرة للإسلام، وفي عام 1256 كان الطوسي في قلعة ألموت عندما هوجمت من قبل قوات الزعيم المغولي هولاكو، ويدّعي البعض أن الطوسي قد خان دفاعات ألموت للغزاة المغول، ربما كان الطوسي قد شعر بالفعل أنه محتجز في ألموت رغماً عنه، لكنه بالتأكيد بدا متحمسًا للانضمام إلى المغول المنتصرين الذين عينوه مستشارًا علميًا لهم ثم عُيّن مسؤولاً عن وزارة الوصايا الدينية، وقد تزوج الطوسي بفتاة من المغول.[٣][١]
كان المستعصم آخر الخلفاء العباسيين في مدينة بغداد، زعيماً ضعيفاً ولم يُثبت أنه سيستطيع الدفاع عن بغداد ضد قوات هولاكو المغولية، فلما لبثت المدينة أن سقطت في يد هولاكو وجيشه، بعد أن أحرق ونهب المدينة وقتل العديد من سكانها، من المؤكد أن الطوسي قد اتخذ الخطوة الصحيحة فيما يتعلق بسلامته الشخصية، كما أنه سيستفيد علميًا من خلال تغيير ولائه،[٣] وفي عام 1274 غادر الطوسي العاصمة مراغة مع مجموعة من طلابه إلى بغداد وتوفي فيها في نفس العام.[٢]
الإرث العلمي والفكري للطوسي في الدولة العثمانية
اشتهر نصير الدين الطوسي بكثرة مؤلفاته في الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، حيث كتب أكثر من 150 عملاً باللغتين الفارسية والعربية في الموضوعات الدينية والعلمانية على حدٍ سواء، واعتُرف به كعالم في الدولة العثمانية وفي أجزاء أخرى من العالم الإسلامي، وأُدخلت كتبه إلى المدارس ككتب مدرسية وتم الاحتفاظ بنسخ عديدة منها في المكتبات العثمانية، وتمت ترجمة أعماله إلى اللغة التركية من قِبل العديد من العلماء العثمانيين.[٤]
وتمت الاستفادة من بعض أدوات المراقبة التي طورها الطوسي في مرصد مراغة في تطوير الأجهزة الفلكية في الدولة العثمانية، ويمكن القول أن مصدر الأعمال التي أثرت في علم الفلك العثماني هو أعمال العلماء الذين كانوا أعضاء في مدارس مراغة وسمرقند ومدارس الرياضيات الفلكية المصرية.[٤]
المراجع
- ^أبتث“Naṣīr al-Dīn al-Ṭūsī”, britannica, Retrieved 10/1/2022. Edited.
- ^أب“Nasir al-Din al-Tusi and Astronomy”, The Institute of Ismaili Studies, Retrieved 10/1/2022. Edited.
- ^أب J J O’Connor and E F Robertson (1/7/1999), “Nasir al-Din al-Tusi”, School of Mathematics and Statistics University of St Andrews, Scotland, Retrieved 17/1/2022. Edited.
- ^أبSalim Ayduz (29/6/2011), “The Influence of Nasir al-Din al-Tusi on Ottoman Scientific Literature”, muslim heritage, Retrieved 10/1/2022. Edited.