هرم ماسلو للحاجات

هرم ماسلو للحاجات

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٨:٤٤ ، ٦ ديسمبر ٢٠١٩
هرم ماسلو للحاجات

‘);
}

العالم ماسلو

قبل الحديث عن هرم ماسلو للحاجات، لا بُدّ من التعريف بمؤسّس هذه النظرية، وهو أبراهام هارولد ماسلو وُلد في 1 أبريل 1908- وتوفّي 8 يونيو 1970، وهو عالم نفس أمريكي، ولد في مدينة نيويورك، أبواه مهاجران ينتميان إلى يهود روسيا، اكتسب شهرة واسعة من خلال نظريته تدرّج الحاجات، درس تخصص القانون في بداية حياته بناءً على رغبة والديْه، وكان مجبرًا على ذلك، ولكنّه لم يستطع الاستمرار في هذا التخصص، وسرعان ما ترك مدينته ليدرس في جامعة وسكنسن، وقد حاز على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1930، ثمّ نال درجة الماجستير في الآداب عام 1931، وكذلك الدكتوراه في الفلسفة عام 1934، ويعدّ ماسلو أحدَ مؤسّسي معهد إسالن في كاليفورنيا.[١]

وجهة نظر ماسلو للإنسان

في سياق الحديث عن هرم ماسلو للحاجات، ستُعرَض وجهة نظر ماسلو للإنسان، حيث يرى ماسلو أنّ الإنسان هو مركز الوجود، ويرى أيضًا أن الإنسان صاحب الإرادة الحرة هو المسؤول عن أفعاله وسلوكه، ولا يقبل أن يكون الإنسان مسيرًا أو متأثرًا بقوى خارجية تحد من إرادته، ويرى أنّ الإنسان هو الفاعل الإيجابي الذي يقرّر مصيره، ويؤمن ماسلو أن الإنسان خير بطبيعته وكلّ ما يظهر لديه من سلوك عدائي أو اناني ما هو إلا أعراض مرضية، تحدث نتيجة صد الفرد عن تحقيق إنسانيته وهو حر لكن ضمن حدود معينة، ويرى أن الصحة النفسية تتمثل في تحقيق الشخص لإنسانيته تحقيقًا كاملًا، وهذا ما ذكره في هرم ماسلو للحاجات.[٢]

‘);
}

تدرج الحاجات

في سياق الحديث عن هرم ماسلو للحاجات، أسهم العالم ماسلو في ابتكار نظرية نفسية، وناقش من خلالها ترتيب حاجات الإنسان وتقوم هذه النظرية على مجموعة من الخطوات، منها شعور الإنسان بالحاجة إلى أشياء معينة وهذه الحاجة تؤثر على سلوكه، وتسبّب الحاجات غير المشبعة توترًا لدى الفرد فيسعى للبحث عن ما يشبع هذه الحاجة، وتتدرج الحاجات في هرم يبدأ بالحاجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يبين مدى أهمية الحاجات، ويؤدي عدم إشباع الحاجة لفترة طويلة إلى إحباط وتوتر حاد ينجم عنه آلام نفسية، مما يدفع الفرد إلى استخدام حيل الدفاع والتي تمثل بدورها ردود أفعال يستخدمها الفرد محاولًا حماية نفسه من هذا الاحباط.[٣]

وهذا يفسّر محاولة ماسلو في وضع نسق مترابط يتم من خلاله التوصل الى طبيعة الدوافع أو الحاجات التي توجه السلوك الانساني وتشكله، وفي هذه النظرية يعتقد ماسلو أن الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم في تدرج أو نظام متصاعد حسب الأولوية أو شدة التأثير، فعندما تشبع الحاجات الأكثر أولوية أو ذات التأثير الأكبر والأكثر إلحاحًا، يأتي دور الحاجات الآتية في التدرج الهرمي، التي تبرز وتطلب الإشباع هي الأخرى، وعندما تُشبَع تكون قد ارتفعت درجة أعلى على سلم الدوافع، وهكذا حتى تصل إلى قمة الهرم.[١]

مستويات الحاجة هرم ماسلو للحاجات

ينقسم هرم ماسلو للحاجات إلى خمسة مستويات، وتتوزع هذه الحاجات والدوافع حسب الأولوية، وفق النظام المتصاعد، كما وصفه ماسلو في النظرية الإنسانية للدوافع، وتندرج في هرم ماسلو للحاجات كما يأتي:[١]

الحاجات الفسيولوجية

أو دافع البقاء، وتقع في المستوى الأول وتضمّ: الطعام والشراب والهواء وتجنّب الألم والجنس، وغيرها من الحاجات التي تخدم البقاء البيولوجي بشكلٍ مباشر.[٤]

حاجات الأمان

تضمّ الحاجات المتصلة بالحفاظ على الحالة الراهنة وضمان نوع من النظام والأمان المادي والمعنوي، وتتمثل في الحاجة إلى الإحساس بالأمن والثبات والنظام والحماية، والاعتماد على مصدر مشبع للحاجات، ويؤدي عدم إشباع هذه الحاجات إلى مخاوف مثل: الخوف من المجهول أو الخوف من الغموض أو الفوضى أو الخوف من فقدان القدرة على التحكم في الظروف المحيطة.[١]

حاجات الحب والانتماء

يضم هرم ماسلو للحاجات أيضًا عددًا من الحاجات التي تتعلّق في إقامة علاقات وديّة مع الآخرين والحاجة إلى تكوين علاقة حميمة مع شخص آخر، وحاجة الإنسان التي تتمثل في الانضمام إلى جماعة منظمة، وكذلك الحاجة إلى بيئة أو إطار اجتماعي يحس فيه الإنسان بالمحبة والتآلف، مثل العائلة او المجتمع الذي يعيش فيه، ويشار إليها على أنها حاجات التقبّل والتودد.[٤]

حاجات التقدير

تحتلّ حاجات التقدير المستوى الرابع من هرم ماسلو للحاجات، ويرى ماسلو أن هذا المستوى له جانبان؛ جانب يتضمن احترام الذات والإحساس الذي ينبع من داخل الفرد بالقيمة الذاتية، والجانب الآخر يتعلق بالحاجة إلى اكتساب الاحترام والتقدير من البيئة المحيطة، ويضمّ الحاجة إلى اكتساب احترام الآخرين، ويضم أيضًا السمعة الحَسنة والنجاح والوضع الاجتماعي الجيّد.[١]

حاجات تحقيق الذات

تُعرَف أيضًا بالحاجات العليا، وقد وضعها ماسلو في قمة هرم ماسلو للحاجات، وقد حدّد ماسلو مجموعة من الحاجات أو الدوافع العليا، التي يصل إليها الفرد بعد تحقيق إشباع كافٍ لكلّ الحاجات التي سبقت في المستوى الأدنى، وتحقيق الذات يعتمدُ على حاجة الإنسان إلى تسخير كل قدراته ومواهبه وتحقيق كل إمكانياته الكامنة وتنميتها إلى أقصى حدّ يمكن أن تصل إليه.[١]

مآخذ حول هرم ماسلو للحاجات

بعد توضيح هرم ماسلو للحاجات لا بُدّ من الإشارة إلى وجهات النظر علماء النفس المختلفة حول هرم ماسلو، فقد تعرض ماسلو في حديثه عن الحاجات لبعض الانتقادات التي ذكرها معارضوه من العلماء الذين يدرسون الإنسان وسلوكه وحاجاته، يمكن إيجاز هذه الانتقادات فيما يأتي:[٣]

  • تعتمد النظرية الترتيب التدريجي للحاجات، وقد يختلف البعض في ترتيب هذه الحاجات، فمثلًا الشخص الذي يتميّز بالإبداع قد يبدأ السلم من الحاجة لتحقيق الذات وقد يهتمّ شخص آخر بالحاجات الاجتماعيّة.
  • قد يصرّ بعض الناس على مزيد من الإشباع لحاجة معينة وصلت الى حد الاشباع بالفعل، وهذا يخالف افتراض ماسلو الذي يرى فيه أنه في حال إشباع حاجة معينة يتم الانتقال إلى إشباع حاجة اخرى أعلى منها في هرم ماسلو للحاجات.
  • لم تحدد النظرية حجم الإشباع الذي يجب تحقيقه للانتقال إلى الحاجة الأعلى منها مباشرة، بل إنها تحدثت أنّ هناك إشباعًا فقط دون تحديد حجم الإشباع.
  • يفترض ماسلو أنه يتمّ الانتقال من إشباع إحدى الحاجات إلى إشباع حاجة أخرى فور إشباع الحاجة الأدنى، وهذا يتعارض مع احتمالية قيام الفرد بإشباع أكثر من حاجة في الوقت نفسه.
  • لا يرى ماسلو أن الغرائز والدوافع البشريّة تختلف باختلاف الفرد والبيئة الذي يعيشُ فيه.

المراجع[+]

  1. ^أبتثجح“ابراهام مازلو”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-14. بتصرّف.
  2. محمود التميمي، إرشاد الأزمات، صفحة 29، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^أب“تدرج مازلو للحاجات”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-14. بتصرّف.
  4. ^أبنجاة إنصورة، أساسيات وأصول علم النفس، صفحة 164، جزء 4. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!