هكذا تنتعشُ نظرية مؤامرة فيروس “كورونا” داخل المجتمع الكندي

أعادَ فيروس "كوفيد 19"، الذي يواصلُ انتشارهُ بشكلٍ لافت، انتعاشَ نظريّة المؤامرة في مختلفِ بقاعِ العالم...

Share your love

هكذا تنتعشُ نظرية مؤامرة فيروس “كورونا” داخل المجتمع الكندي

هكذا تنتعشُ نظرية مؤامرة فيروس "كورونا" داخل المجتمع الكندي

أعادَ فيروس “كوفيد 19″، الذي يواصلُ انتشارهُ بشكلٍ لافت، انتعاشَ نظريّة المؤامرة في مختلفِ بقاعِ العالم، بحيث يرفضُ غالبية النّاس الرّوايات الرّسمية بشأنِ مخاطر الفيروس وتبعاتهِ الصّحية.

وانبرى بعض مستخدمي مواقع التّواصل الاجتماعي إلى ترويج أخبار ادّعوا فيها أنّ الفيروس تسرّب من مختبر صيني في ووهان، وادّعى آخرون أنّ انتشاره على علاقة بإطلاق إشارات الجيل الخامس G5.

وفي مقاطعة كيبيك الكندية، جرت مظاهرات مناهضة لارتداء الكمامة، ووجّه المتظاهرون رسالة إلى رئيس حكومة المقاطعة فرانسوا لوغو للتأكيد على أنّه “ليس بإمكان حكومته أن تجعل ارتداء الكمامة إلزاميّا في الأماكن العامّة المغلقة للحدّ من انتشار الفيروس”.

ووفقاً لما نقله “راديو كندا الدّولي”، تنتشرُ نظريّات المؤامرة حول جائحة “كوفيد-19″، إلى درجة خطيرة في مختلف أنحاء كندا، حسب قول الخبراء الذين يحذّرون من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تؤدّي إليها المعلومات الخاطئة المتداولة عبر الإنترنيت.

ويقول أنغوس بريدجمان، مرشّح الدكتوراه في جامعة ماكغيل الذي شارك في إعداد دراسة حول التضليل الإعلامي بشأن جائحة كوفيد -19، إنّ “خطر التعرّض للتضليل الإعلامي والاقتناع بما يُنشر يزداد كلّما اعتمد المرء على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد حول مرض كوفيد-19”.

ويعتمد 16% من الكنديّين على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للمعلومات حول الفيروس، كما يؤكّد أندرو بريدجمان في حديث إلى سي بي سي القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة.

وشمل الاستطلاع، الذي أجراه بريدجمان وفريق عمله 2500 شخص، وقام بفحص 620 ألف حساب باللّغة الإنجليزية على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. ويقول بريجمان إنّ المعلومات المضلّلة منتشرة على مواقع أخرى مثل “فيسبوك” و”يوتيوب” و”إنستغرام” و”رديت”.

وتنشر هذه المواقع معلومات مضلّلة؛ منها ما يشكّك بالبعد العلمي وراء ارتداء الكمامة، ومنها ما يندّد بالدكتور أوراسيو أرودا مدير وكالة الصحّة العامّة في كيبيك الذي جعل ارتداء الكمامة إلزاميّا في الأماكن العامّة المغلقة في المقاطعة.

وهناك معلومات مضلّلة تتّهم منظّمة الصحّة العالميّة بالتحيّز، وتتّهم مؤسّس مايكروسوفت بيل غيتس بأنّه وراء خلق الفيروس. وتنتشر المعلومات المضلّلة بسرعة، إلى درجة يصعب التحقّق من مصدرها، كما قال مرشّح الدكتوراه في جامعة ماكغيل أندرو بريدجمان.

ويكمن التّحدّي، حسب الدّكتور، في أنّ الناس من مختلف فئات الأعمار ومستوى التعليم والمعتقدات السياسيّة معرّضون للتضليل الإعلامي عبر الإنترنيت، ولا تشمل الظاهرة فئة دون سواها.

وجرت مظاهرات مندّدة بالكمامة الإلزاميّة في عدد من المدن الكنديّة؛ من بينها مونتريال وتورونتو وفانكوفر وكيبيك. وأعرب المتظاهرون عن رفضهم لها. وتقول أليسون ميك، أستاذة التاريخ في جامعة وسترن في أونتاريو، إنّ هناك أوجه شبه بين نظريّة المؤامرة حول “كوفيد-19” والحركة المناهضة للقاح Anti-Vaccination Movemen.

وتضيف الأستاذة الباحثة أنّ انتشار الأخبار المضلّلة حول الجائحة شبيه بنظريّات المؤامرة التي انتشرت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بشأن فيروس نقص المناعة البشريّة.

واضطرّت الحكومات أن تكيّف إرشادات الصحّة العامّة لمواكبة التطوّر العلمي المتسارع حول فيروس كورونا المستجدّ كما قالت ميك. وأضافت أنّ مجموعة من العوامل تضافرت، من عدم اليقين المحيط بالعمليّة العلميّة والإحباط الذي تسبّب به الإغلاق، والوضع الاقتصادي الصعب، وشكّلت كلّها أرضيّة خصبة لنموّ نظريّة المؤامرة.

“كلّ هذه الأمور تتضافر لتجعل من نظريّة المؤامرة أزمة صحّة عامّة يزداد التعامل معها صعوبة”، تقول أليسون ميك، أستاذة التاريخ في جامعة ميك في أونتاريو. وتؤكّد على أهميّة وقف نظريّة المؤامرة التي يموت ناس بسببها، ومواجهة التحدّي الذي فرضته.

Source: Hespress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!