هل الدعاء في العمرة مستجاب

هل الدعاء في العمرة مستجاب

بواسطة:
إبراهيم أبو العدس
– آخر تحديث:
٠٨:٥٢ ، ١٥ يوليو ٢٠١٩
هل الدعاء في العمرة مستجاب

‘);
}

مفهوم العمرة

العمرة هي زيارة بيت الله الحرام -الكعبة المشرفة- بقصد التعبد، وتبدأُ مناسكها بالإحرام وتنتهي بالتحلل تقصيرًا أو تحليقًا، والعبادات التي يمارسها المسلم في العمرة منها عبادات قولية وأخرى عملية، فمن العبادات القولية نية الإحرام والدعاء في أماكن وأزمنة مخصوصة، وهناك عبادات عملية كالطواف والسعي والتحلل، ويحرصُ المسلم على استغلال مواسم الخير؛ للتقرب والتذلل لله تعالى وسؤال حاجاته الدنيوية وفي الآخرة، والجواب عن التساؤل هل الدعاء في العمرة مستجاب؟ بنعم، ليس ضربًا بالغيب، فلا يعلم إجابة الدعاء من رده إلا الله سبحانه وتعالى؛ وإنما معناه أن الدعاء في مواسم الخير والقُرَبِ كالعمرة أَدْعى وأرجى للإجابة من غيرها من الأوقات، فيُستحب للمسلم أن يجتهد فيها بالدعاء عسى أن ينال الإجابة.

هل الدعاء في العمرة مستجاب

منهجُ أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لا يجب عليه شيء، فيفعلُ الله ما يشاء ويذر ما يشاء[١]، فالجواب بنعم على سؤال هل الدعاء مستجاب في العمرة؟ ليس من باب إيجابِ إِجابةِ الدعاء وقَبوله على الله سبحانه وتعالى، وإنما من باب الرجاء وإحسان الظن بالجواد الكريم سبحانه وتعالى، ومن أراد إجابة دعائه فليس عليه إلا أن يختار الأزمنة والأمكنة المباركة، والعمرة من المواسم المباركة والتي يرجو فيها المسلم قَبول عمله، فهي تُكَفِّرُ وتمحو الذنوب؛ لكثرة التذلل والخضوع لله -عز وجل- والعزم على عدم العود لما سبق من الذنوب[٢]، وقد قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا”[٣]، فالمعتمر إذا تساءل، هل الدعاء في العمرة مستجاب في جميع الأزمنة والأمكنة؟ يجيبه السادة العلماء ببيان بعض الأزمنة والأمكنة التي يُستحب للمعتمر أن يستغلها بالدعاء خلال عمرته، ومنها:

‘);
}

  • الدعاء عند استلام الحجر الأسود وعند الطواف وعند الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ويسن الدعاء بين الركن اليماني وعند الوقوف على الصفا والمروة وعند البدء بالسعي وأثنائه[٤].
  • من الأماكن التي يستحب فيها للمعتمر الدعاء رجاء الإجابة، الدعاء في الميقات عند الإهلال بالعمرة والاستمرار بالدعاء في الطريق الى مكة بعد الإهلال[٥]،
  • العمرة تشترك في أوقات إجابة الدعاء مع أوقات أخرى يمكن للمعتمر أن يستغلها أثناء اعتماره، فيستطيع الدعاء لله في سجوده وفي جوف الليل فقد ذكر العلامة ابن باز -رحمه الله- أن هذه الأوقات من أوقات الإجابة[٦].
  • يمكن للمعتمر أن يستغل رؤيته للكعبة بالتقرب لله تعالى بالدعاء، فقد بين العلماء أن الدعاء عند رؤية الكعبة مستجابٌ[٧].

من الأدعية المأثورة في العمرة

مما يهم المعتمر الذي يتساءل هل الدعاء في العمرة مستجاب، أن يعرف ما يستحب من الدعاء ومتى يبدأ بالدعاء، فقد نقل العلماء الأجلاء جملة من الأدعية المأثورة في العمرة، وإن كان بعضها ضعيفًا إلا إنهم رأوا أن الحديث الضعيف يُعمل به في باب فضائل الأعمال ما لم يكن به مخالفة شرعية ظاهرة، ومما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء:

  • دعاء المسلم إذا دخل المساجد بعمومها، وإذا دخل بيت الله الحرام بخصوصه معتمرًا، فيقول المعتمر بعد أن يدخل برجله اليمنى إلى المسجد الحرام[٨]، “بِسمِ اللَّهِ والسَّلامُ علَى رسولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي وافتَح لي أبوابَ رحمتِكَ”[٩].
  • ومن الدعاء المستحب مما أُثِرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول المعتمر عند بدأ الطواف: “بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ ، اللهمَّ إيمانًا بكَ ، وتصديقًا بكتابِك ، ووفاءً بعهدِك ، واتباعًا لسنةِ نبيِّك محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”[١٠]، ومع أن الحديث غريب والغرابة من درجات الحديث الضعيف إلا إن العمل به جائز لأنه من باب الدعاء وفضائل الأعمال ولا يترتب عليه مخالفة شرعية ظاهرة.
  • ومن الدعاء المأثور ما ورد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الركن الأسود “اللَّهمَّ إنِّي أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ” وقال الراوي في الدعاء عند الركن الأسود “فاوَضه فإنَّما يُفاوِضُ يدَ الرَّحمنِ”[١١].
  • ومن الدعاء المأثور في الطواف للمعتمر ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه فيما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من طاف بالبيتِ سبعًا ولا يتكلَّمُ إلَّا سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ مُحِيَت عنه عشرُ سيِّئاتٍ وكُتب له عشرُ حسناتٍ ورُفع له بها عشرُ درجات”[١٢].
  • ومن السنة كذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء في السعي وبالتحديد عند الوقوف على الصفا والمروة، ومما ثبت في ذلك “أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أبدأُ بما بدأ اللهُ به ، فبدأَ بالصفا فرقى عليهِ حتى رأى البيتَ، فاستقبل القِبلةَ فوحَّدَ اللهَ وكبَّرَه ثلاثًا وحمدَه وقال : لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ ، له المُلْكُ وله الحمدُ يُحْيِي ويُمِيتُ، وهو على كلِّ شيٍء قديرٌ ، لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أنجزَ وعدَه ، ونصر عبدَه ، وهزم الأحزابَ وحدَه ، ثم دعا بين ذلك، وقال مثلَ هذا ثلاثَ مراتٍ”[١٣]، واستحب العلماء أن يطيل المعتمر قيامه على الصفا، وأن يدعو بما أحب من خير الدنيا والآخرة، وإذا وصل إلى المروة ذكر الله تعالى بما ذكره على الصفا.
  • ومن مأثور الدعاء في السعي بين الصفا والمروة[٤] قول المعتمر “رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم”[١٤].
  • ويسن للمعتمر عند عوده من العمرة وانقلابه لبلده أن يكبر الله سبحانه ثلاثًا ويهلل الله ويحمده كما ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانَ “إذَا قَفَلَ مِنَ الغَزْوِ أوِ الحَجِّ أوِ العُمْرَةِ يَبْدَأُ فيُكَبِّرُ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ، وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ”[١٥].

فهذه جملة من الأوقات والأزمنة والأذكار التي ينبغي لمن قصد بيت الله الحرام بالعمرة أن يحافظ عليها، وهذه النصوص ليست لحصر المسلم بها وعدم الخروج عنها، إذ يحتاج المعتمر أن يدعو الله له ولأبنائه بأمور دنيوية كالنجاح في التعليم أو الحياة المهنية أو الشفاء من الأسقام والفرج من الهموم، فلم يقل أحد من علماء المسلمين بمنع المعتمر من ذلك.

المراجع[+]

  1. “عقيدة المعتزلة في وجوب الأصلح على الله والرد عليهم”، “fatwa.islamweb.net”، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  2. “فضل العمرة وصفتها”، “www.alukah.net”، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1773، حديث صحيح.
  4. ^أب“أدعية تقال في الحج والعمرة”، “www.islamweb.net”، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  5. “مواضع وصيغ الدعاء في العمرة”، “www.islamqa.info”، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  6. “الأدعية المستجابة، والأوقات التي يتحرى فيها المسلم الدعاء”، “www.binbaz.org.sa”، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  7. “الدعاء عند رؤية الكعبة مطلوب ومستجاب”، “www.islamweb.net”، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  8. “العمرة وأدعيتها الخاصة والعامة”، “www.archive.islamonline.net”، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
  9. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن فاطمة الزهراء، الصفحة أو الرقم: 2/163، حديث حسن.
  10. رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن عبدالله بن السائب، الصفحة أو الرقم: 6/195، حديث غريب.
  11. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/186، حديث حسن.
  12. رواه المنذري، في الترهيب والترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/186، حديث حسن.
  13. رواه الألباني، في حجة النبي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 45، حديث صحيح.
  14. رواه ابن حجر العسقلاني، في الفتوحات الربانية، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4/401، حديث موقوف صحيح الإسناد.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4116، حديث صحيح.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!