لاشك إن تربية الأطفال أمر صعب وشاق على الوالدين، فكل أسرة تتمنى أن تربي أطفالها بطريقة سليمة وتنشئهم تنشئة صالحة، ولكن على كل أسرة أن تدرك وجود بعض الإختلافات في التربية بين الأولاد والبنات، فالذكر والأنثى مختلفين في طبيعة تكوينهم الجسدي وأيضا النفسي، لذلك سنتحدث بشئ من التفصيل عن تربية كل جنس على حدى وسنبدأ بطريقة تربية البنات.
بداية الطريق:
بداية لابد على الأسرة أن تعرف بشكل مجمل طرق التعامل مع الأطفال حتى قبل أن يرزقوا بهم، فتأهيل الوالدين أمر هام جدا قبل إستقبال أي طفل، ثم بعد ذلك على الوالدين التعرف أكثر على سمات كل مرحلة عمرية منذ الميلاد إلى أن يبلغ الطفل أو الطفلة – بما أننا سنتحدث عن تربية البنات -، نضيف إلى ذلك التعرف على شخصية الطفلة وميولها، حيث توجد شخصيات مختلفة لكل إنسان ومعرفة الأهل لشخصية طفلتهم سيسهل طريقة التربية المتبعة، وأخيرا على الأهل أن يراعوا السمات الخاصة بالطفلة كأنثى من حيث الحساسية الزائدة والعاطفة والنعومة وغيرها، ولا نقول إنها مازالت طفلة لا تفهم مثل هذه الأشياء، لا بل على الأهل أن يشبعوا رغبات هذه الطفلة العاطفية حتى لا تلجأ لغيرهم للحصول على تلك الإحتياجات، فالأنثى منذ نعومة أظافرها تحتاج لمزيد من العطف والحنان وإظهار الحب، فلماذا لا نمدها بهم؟
رسالة للأم:
إن الأطفال بشكل عام يقلدون الكبار في كل شئ، وبما إننا نتحدث اليوم عن تربية البنات فسنوجه رسالة خاصة للأم، بإعتبار إنها أول وأهم أنثى تتعامل معها هذه الطفلة فبالتأكيد ستكتسب منها معظم الصفات والعادات وأيضا الأخلاقيات، فمثلا لو ظلت الأم تحدث أطفالها عن النظافة الشخصية وتعطيهم النصائح وتأمرهم يتطبيق العادات الصحية السليمة لن يجدي هذا إلا عندما يشاهدوها بأنفسهم تحرص على هذه العادات وتطبق ما تأمرهم به، فالأطفال وخصوصا البنات يطبقوا ما يروه أكثر مما يسمعوه، لذا فعلى الأم إغتنام هذه الفرصة الذهبية لتعليم طفلتها الفضائل والأخلاقيات والصفات المحمودة من خلال كونها قدوة ومثل يحتذا به – على الأقل في عيون أطفالها -.
وأذكر هنا بعض الكلمات التي قالتها إحدى الزوجات عن أمها التي كانت تربيها على إن البنت لها دائما أشيائها الخاصة، فقد كانت هذه الأم تشترى لها دائما – منذ الصغر وبالتأكيد حسب المرحلة العمرية – أشياء خاصة بها، وتشجعها على إستعمالها وعلى تجريب أي شئ بالمنزل أمام عينها، فقد كانت تزرع في هذه البنت ثقتها بنفسها وتشعرها بكونها مبدعة ومقبولة بالمنزل أكثر من أي مكان، وتقول هذه البنت إن هذا الأمر أثر في شخصيتها بشكل إيجابي جدا ودفعها هي الأخرى أن تسلك نفس الطريق أثناء تربية بنتها.
مراعاة المشاعر:
وهذه نقطة هامة جدا أثناء تربية البنات بشكل خاص وفي التربية بشكل عام، فنجد ا. سناء عيسى تنصح كل أسرة بمراعاة مشاعر أطفالها في كل الأوقات، فمفهوم مراعاة المشاعر هو أن نراعي مشاعر الطفل أثناء غضبه أو فرحه أو حزنه أو تعبه، فهذا الأمر سيشعر الطفل بأنه مقبول من والديه وسيهدئ من مشاعره السلبية الضارة – له ولغيره – وسيعلمه أن يراعي أيضا مشاعر الأخرين، وكل الأطفال بحاجة لذلك خصوصا البنات.
مثال: وهذا المثال ذكرته ا. سناء عيسى على صفحتها على الفيس بوك يوضح مدى أهمية مراعاة المشاعر فتقول، إن إحدى الأمهات إستقبلت أصدقاء أطفالها بالمنزل وعندما دخلت إلى المطبخ لتعد لهم شئ سمعت أصوات ضحك ومرح عالية جدا دليل على سعادتهم وعندما خرجت إليهم وجدت فوضى عارمة بالمكان فصمتت من المفاجآة إلا أن أحد الأطفال لاحظها وتوقف عن اللعب والضحك، فما حدث جعل هذه الأم أكثر دهشة فقد قال أحد أبنائها لهذا الطفل الذي توقف عن اللعب لا تخف إن أمي لا تصرخ ونحن سنساعدها في التنظيف بعد الإنتهاء، فتقول هذه الأم إن دهشتها تحولت لسعادة من الصورة التي أخذها عنها أطفالها بسبب مراعاتها لمشاعرهم، وما حدث بعدها زاد من سعادتها لأنهم بالفعل نظفوا ورتبوا المكان بعد أن ذهب أصدقائهم.
لذا أنصح كل أسرة لديها أطفال وخصوصا بنات أن تراعي مشاعرهم وتوصل لهم إن مشاعرهم مقبولة، وكذلك على كل أسرة أن توفر إحتياجات أطفالها – وخصوصا البنات – العاطفية حتى لا يكبر الأطفال مفتقدين لشئ ويبحثوا عنه خارج الأسرة.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات والنصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”هكذا تتقبلوا أطفالكم“، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم في التعامل مع أطفالكم.