هل ندعو لـ”كيري” بالنصر؟!

هل ندعو لـكيري بالنصر! تدخل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل حاسم فتراجع نتنياهو وحكومته ودخل المصلون من كافة الأعمار إلى المسجد الأقصى وأدوا الصلاة بلا مضايقات ولا منع ولا تحديد للسن وكذلك لم تحدث أي واقعة اعتداء على المصلين بعد أسابيع كان الرصاص لا قنابل الغاز فقط هما اللغة الحاضرة طوال الليل والنهار..

هل ندعو لـ"كيري" بالنصر؟!

تدخل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل حاسم، فتراجع نتنياهو وحكومته ودخل المصلون من كافة الأعمار إلى المسجد الأقصى وأدوا الصلاة، بلا مضايقات ولا منع ولا تحديد للسن وكذلك لم تحدث أي واقعة اعتداء على المصلين بعد أسابيع كان الرصاص لا قنابل الغاز فقط، هما اللغة الحاضرة طوال الليل والنهار. توقفت الاعتداءات العسكرية على المصلين والمسجد، وتوقف المتطرفون الصهاينة واليهود عن أعمال الاقتحام. كل شيء تغير بعد أن عقد كيري اجتماعه الذي أحضر فيه نتنياهو للقاء ملك الأردن.

نجح كيري في أن يوقف كل شيء – أو هو قرر – فعاد المصلون للصلاة بلا منع ولا غاز ولا رصاص. قصد كيري التهدئة ونجح أو هو قرر فنفذ. وفي التفسير، جاء تحرك كيري تخوفاً من تفجر ملفات أخرى في الإقليم، فيما الولايات المتحدة لا ترى إلا ملفاً واحداً هو داعش والحرب عليها، بل هي تنصح الجميع – والأصح تضغط على الجميع- بأن يحذوا حذوها، فلا يعيرون انتباها لا لمذابح بشار ولا لجرائم الحوثيين ولا استمرار القتل على الهوية في العراق.

رأت الولايات المتحدة أن تفجير الملف الفلسطيني – وملف القدس خاصة – سيفضح كل ما يجري، ويكشف حقيقة الموقف الأمريكي –بل والأوروبي- إذ اشتعال الأحداث في هذا الملف بالذات وبهذه الطريقة الإجرامية من الجنود والمستوطنين ونواب الكنيست والساسة الصهاينة، سيجعل الجماهير العريضة في المنطقة في وضع المقارنة بين المواقف الأمريكية والأوروبية من داعش ومن “إسرائيل”.

نشكر الوزير كيري. لكننا لن ندعو له بالنصر على نتنياهو. إذ الرجل لم يفعل إلا كل ما يجدد زرع الشكوك في النفوس، بما فعل. التساؤلات شديدة الآن حول صمت كيري على كل الجرائم الإسرائيلية والذي لم يتحرك إلا الآن. وإذا كان التحرك ولو جاء متأخراً فهو أفضل من أن لا يأتي، فقد كشف كيري دون أن يقصد أن أمريكا لو أرادت، ف”إسرائيل” لا تستطيع أن تقول لا. والأخطر أن الرجل كشف بنفسه أن ما قصده لم يزد على إظهار موقف أمريكي خداعي، حين ترك الساحة بعدها لتعود كما كانت، إذ تجددت مشاهد الاعتداءات والرصاص والغاز. أو هو أوقف الجرائم الصهيونية ليوم أو يومين ليبيض وجه الولايات المتحدة ويظهر أنها ليست موافقة على ما تقوم به المنظمات الصهيونية والجيش، وبذلك عطل تحركات عربية ثم عاد وترك “إسرائيل” تفعل ما تشاء، ولاذ بالصمت مجدداً!.

تحرك كيري كشف المعادلة الحقيقية، فبديلاً عن حكاية سيطرة “إسرائيل” على قرارات أمريكا، ظهر للناس أن أمريكا هي صاحبة القرار وليس العكس. وتحرك كيري أظهر جانباً من ألاعيب الدبلوماسية الأمريكية التي حولت التعامل مع الملف الفلسطيني إلى لعبة خداعية، تقايضنا فيها الولايات المتحدة ببعض المواقف الجزئية هناك، لتمارس أشد الاعتداءات فتكاً بدول أمتنا تحت هذا الغطاء. كانت القضية الفلسطينية هي القضية الكاشفة لكل المواقف الأمريكية وكان الموقف العربي من أمريكا يتعثر تطوره بسبب مساندتها ودعمها ل”إسرائيل”. فجرت لعبة خطرة روج لها الكثيرون قالوا لنا إن أمريكا مسكينة واللوبي الصهيوني يسيطر عليها فلا تستطيع أن تفعل أكثر مما تفعل. برأت أمريكا نفسها عبر هؤلاء، من جرائم “إسرائيل” وصارت مثلها مثلنا ضحية.

نحن ضحايا لـ “إسرائيل” وهي ضحية لللوبي الصهيوني في داخلها. وهكذا أظهر تحرك كيري الآن، حقيقة المعادلة، الأخطر أنه كشف كيف استخدمت الضغوط والجرائم الإسرائيلية دوماً لإنفاذ سياستها وإستراتيجيتها في الإقليم. حين أرادت قصف واحتلال العراق قالت لنا قايضونا على العراق، نحن نحل لكم القضية الفلسطينية –عبر مؤتمر جنيف – وأنتم تتركون العراق لمصيره، وهكذا جرى الحال من وقتها وحتى الآن في كل اعتداءات أمريكا.

كيري تدخل فأظهر المعادلة الحقيقية للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وحدد بجلاء أن أمريكا هي صاحبة القرار، ولذا لن ندعو لكيري بالنصر على نتنياهو!.
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!