مرض الهربس النطاقي

ينتج مرض الهربس النطاقي  أو ما يسمى بالحزام الناري نتيجة إعادة تنشيط الفيروس النطاقي الحمامي، وهو نفس الفيروس الذي يسبب مرض جدري الماء عند إصابته للجسم لأول مرة، ثم يبقى هذا الفيروس في  الجهاز العصبي، ومن الجدير بالذكر أن الطريقة التي يتم فيها إعادة تنشيط هذا الفيروس في الجسم غير مفهومة بشكل كبير، ولكن هناك عدة نظريات يمكنها أن تفسر ذلك.

يشيع مرض الهربس النطاقي عادة عند كبار السن، وقد تصيب بعض مرضى المناعة الذاتية، أو المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تضعف جهاز المناعة، وفي الواقع يعتبر ضعف المناعة هو عامل الخطر الأكبر للإصابة بالهربس النطاقي، كما يعتقد الباحثون أيضاً أنه من الممكن أن يلعب الضغط النفسي أو التوتر دوراً كبيراً لإصابة بعض الأشخاص بالمرض.

يتسبب مرض الهربس النطاقي بحدوث طفح جلدي مؤلم وقبيح يتشكل عادة على منطقة الجذع أو الوجه وغالباً يكون بالقرب من العين، بالإضافة إلى حدوث مضاعفات محتملة طويلة الأمد، ولعل من أكثرها شيوعاً هي الحالة المعروفة باسم الألم العصبي التالي للهربس النطاقي، والذي يتميز بحرقان شديد في موضع الإصابة بالهربس النطاقي. 

ما هي أعراض مرض الهربس النطاقي؟

غالبًا ما تبدأ أعراض الهربس النطاقي بالإحساس بالوخز أو الألم على جانب واحد من الجذع أو الرأس، وفي غضون يوم إلى خمسة أيام سيظهر الطفح الجلدي، وبعدها بعدة أيام سيتحول الطفح الجلدي إلى بثور مليئة بالسوائل أو ما يسمى بالنطفة، ثم تبدأ هذه البثور بالجفاف بعد حوالي أسبوع وستبدأ بالاختفاء خلال الأسابيع القليلة القادمة. 

ما هي العلاقة بين مرض الهربس النطاقي والضغط النفسي؟

هناك فرضية تقول بأن الضغط النفسي العاطفي قد يكون محفزًا للهربس النطاقي، وذلك لأنه يضعف جهاز المناعة في الجسم، ويعتقد بعض الباحثين أن ضعف جهاز المناعة يمكن أن يعيد تنشيط الفيروس النطاقي الحمامي، حيث يمكن أن يصيب المرض الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة مفاجئة أو نوبة من الاضطراب العاطفي مثل وفاة شخص مقرب أو فقدان الوظيفة أو الأشخاص الذين يواجهون ضغوط عمل أو ضغوط حياة كبيرة.  وتتضمن هذه النظرية على ما يلي:

  •  يرتبط التوتر في كثير من الأحيان بحدوث تغيرات صحية كثيرة بما في ذلك المشاكل المعوية والصداع النصفي، والأكزيما لذا تعتبر هذا النظرية منطقية إلى حد كبير.
  • يكون الضغط النفسي عامل خطر مهم في حال تواجدت عوامل خطر أخرى مثل التقدم في السن، والإصابة باضطرابات المزاج، وسوء التغذية، فاجتماع هذه العوامل معاً يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة وبالتالي يزيد من فرصة إعادة تنشيط الفيروس المسؤول عن ظهور المرض.
  • ثبت أيضاً أن الضغط النفسي يمكن أن يغير من إدراك الشخص للألم، حيث من المرجح أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي بالأعراض الجسدية للمرض بشكل أكثر حدة، فتصبح أعراض الحرقة والحكة والألم غير محتملة عندما يكون الشخص تحت تأثر ضغط نفسي كبير.
  • يمكن أن يؤدي استمرار الضغط النفسي لدى الشخص المصاب إلى إطالة أمد الإصابة وعدم الارتياح، حيث يبقي الضغط النفسي جهاز المناعة ضعيفاً، وبالتالي يقلل من فرصة التعافي السريع من المرض. 

ما هو تأثير الضغط النفسي على الجسم؟

يختلف العلماء في آرائهم حول العلاقة بين الضغط النفسي والهربس النطاقي، ولكن يتفق معظمهم على التأثير العام للإجهاد على الجسم، وفيما يلي بعض هذه التأثيرات:

  • الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالسمنة.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • الأرق واضطرابات النوم.
  • الصداع.
  • حدوث تغييرات في الرغبة الجنسي.
  • حدوث تغييرات في المزاج، بما في ذلك زيادة مشاعر الغضب والحزن والقلق.

كيف يمكن لنقص المناعة أن تكون سبباً في الإصابة بمرض الهربس النطاقي؟

يعتبر نقص المناعة هو السبب الأكثر شيوعاً لإعادة تنشيط الفيروس النطاقي الحمامي، وبالتالي فإن أي عامل مرتبط بإضعاف جهاز المناعة قد يزيد من خطر الإصابة بالهربس النطاقي، ومن هذه العوامل ما يلي:

  • أن يكون عمر الشخص 50 عاماً أو أكثر، حيث تنخفض المناعة مع تقدم العمر.
  • أن يكون الشخص مصاباً بفيروس العوز المناعي البشري (فيروس الإيدز).
  • أن يكون الشخص مصاباً بأحد الأمراض المزمنة، مثل سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، والسكري، إذ تؤدي هذه الأمراض المزمنة إلى إضعاف جهاز المناعة.
  • أن يستخدم الشخص الأدوية المثبطة لجهاز المناعة، مثل أدوية العلاج الكيميائي، والستيرويدات.
  • الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة مناعية بداعي زراعة الأعضاء

نصائح لتجنب التوتر العصبي أو الشعور بالضغط النفسي

قد لا يضمن تقليل الشخص للإجهاد أو التخلص منه عدم الإصابة بمرض الهربس النطاقي، ولكنه يضمن جسم أكثر صحة، أما إذا كان الشخص مصاباً بالمرض، فإن التقليل من الضغط النفسي يسرع عملية الشفاء ويحد من إمكانية حدوث المضاعفات، وفيما يلي بعض النصائح للسيطرة على مستويات التوتر والضغط النفسي:

  • التحدث عن المشاعر: وييتمُل ذلك بالتعبير عن مشاعر التوتر للأصدقاء أو الأحباء أو المقربين أو المعالج النفسي.
  • تحديد أسباب التوتر والضغط النفسي النفسي: حيث يمكن للشخص تجنب المواقف التي تسبب له الضغط النفسي أو يقلل من إمكانية تأثيرها عليه.
  • اعتماد أسلوب حياة صحي: من خلال الحصول على ما يكفي من النوم، واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام وتجنّب الإكثار من الكافيين وعدم شرب الكحول.
  • البحث عن تقنية معينة للتأمل والاسترخاء: حيث يمكن للشخص أن يمارس تقنية معينة عند شعوره بالضغط النفسي أو الإرهاق لتساعده على التخلص من المشاعر السلبية مثل ممارسة اليوغا.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم المعنوي.
  • قضاء بعض الوقت مع الحيوانات الأليفة إذا كان الشخص محباً للحيوانات.
  • قضاء بعض الوقت في الطبيعة والتنزه.
  • ممارسة تمارين التنفس العميق.