‘);
}

درس هناء على سطح القمر

رأت هناء فى منامها أنها ترتدي ملابس رواد الفضاء، وتنطلق بمركبة الفضاء بسرعة رهيبة متجهة إلى سطح القمر، وصلت مركبة الفضاء إلى القمر، وخرجت هناء ومشت خطوات قليلة، ثم وقفت في مكانها برهة دون حركة، وسألت نفسها: أين أنا؟ أين أهلي وبيتي وجيراني؟ أين مدرستي وأصحابي؟ أين المنازل والشوارع والناس؟ أين ذهبوا جميعاً؟ ولكنها سرعان ما تذكرت أنها تقف على سطح القمر.[١]

تأملت هناء ونظرت حولها فى دهشة، وقالت: ما هذا؟ الأرض هنا غريبة، الأحجار هنا مثل المرآة تعكس الأضواء، ثم وجدت نفسها تتحرك بسهولة، تقفز وتطير عالياً، قالت هناء وهي مسرورة: إنني أطير وأهبط مثل الفراشة، على الرغم مما أحمله من آلات ومعدات ثقيلة فوق ظهري، كم كنت أتمنى أن تكون معي صديقاتي وزملائي حتى نلهو، ونطير معاً بعيداً بعيداً. أحسّت هناء بالوحدة، فليس معها أنيس أو جليس على سطح القمر، وشعرت هناء بالخطر، من أن ينفد الطعام أو الشراب أو الأكسجين الذي فى مركبة الفضاء. تُرى ماذا فعلت هناء؟ [١]

أخذت تنظر في كل مكان يميناً ويساراً، كأنها تبحَث عَنْ شيء ما، فوقع نظرها عَلى مقعد به آلة عَجِيبَة كأنه مركبة فضائية، علت الفرحة وجه هناء، ولَمَعَت عيناها، وأسرعت تجلس فوق المقْعَد، وقالَت فى نفسها: يا ليت هذه الآلة تعمل، ضغطت هناء زر التشغيل، فانطلقت الآلة مثل السَهْم، وَدخلت مجال الجاذبية الأرضية، وأحسّت هناء بهزة عنيفة، ولَمْ تسعها الفرحة عِنْدَمَا رأت مِصْرالغالية بأهرامها الشامخة تفتح ذِرَاعيها، وكأنها تقول: أهلاً وسهلاً هناء رائدة الفضاء. وعندئذ استيقظت هناء على صوت أمها وهي تُناديها.[٢]