” يوم الأسير” يوحد فتح وحماس ويرعب إسرائيل

يوم الأسير يوحد فتح وحماس ويرعب إسرائيل يبدو أن إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني جاء في توقيت هام جدا لتسليط الضوء مجددا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الصارخة لاتفاقيات جنيف حول أسرى الحرب هذا بالإضافة إلى إحباط المخطط الصهيوني الهادف لاستغلال أحداث سوريا لإخراج إسرائيل من عزلتها وتجميل صورتها أمام..

" يوم الأسير" يوحد فتح وحماس ويرعب إسرائيل

يبدو أن إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني جاء في توقيت هام جدا لتسليط الضوء مجددا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الصارخة لاتفاقيات جنيف حول أسرى الحرب، هذا بالإضافة إلى إحباط المخطط الصهيوني الهادف لاستغلال أحداث سوريا لإخراج إسرائيل من عزلتها وتجميل صورتها أمام العالم.

بل إن تلك الذكرى جاءت أيضا لتؤكد مجددا حقيقة حاولت إسرائيل القضاء عليها بكل ما أوتيت من قوة ألا وهي أنه لا بديل عن المقاومة والمفاوضات في آن واحد لإنهاء الاحتلال.

فمعروف أن إحياء “يوم الأسير” يرتبط بذكرى خروج الأسير الفلسطيني محمود بكر حجازي من سجون الاحتلال في أول عملية تبادل للأسرى بين الثورة الفلسطينية وإسرائيل في 17 إبريل 1974 .

وبالنظر إلى أن صفقات التبادل التي تمت في أعقاب الإفراج عن حجازي وآخرها صفقة “جلعاد شاليط” أكدت أن إسرائيل لن تفرج عن آلاف الأسرى في سجونها بدون ضغوط قوية وأوراق مساومة، فقد حرص الفلسطينيون على إحياء “يوم الأسير” هذا العام بشكل مختلف عبر تنظيم إضرابات عن الطعام واعتصامات، بجانب الاحتجاجات المتواصلة لإبراز قضية الأسرى مجددا باعتبارهم أسرى حرب ومواجهة الاعتقال الإداري الذي يتعرضون له دون محاكمة والذي يتنافى مع كافة مواثيق حقوق الإنسان الدولية.

وكان نحو ألف وخمسمائة أسير فلسطيني بدأوا إضرابا عن الطعام في 17 إبريل ، بينما رفض نحو 2300 آخرين تناول الطعام ليوم واحد، وذلك بمناسبة “يوم الأسير”.

كما خرجت مظاهرات احتجاجية واسعة في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر، حيث قمعت قوات الاحتلال مسيرة احتجاجية تحركت من وسط رام الله إلى سجن عوفر في الضفة الغربية المحتلة للتضامن مع الأسرى.

ولعل ما خطف الأضواء في تلك الفعاليات هو مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية فيها، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية جنبا إلى جنب من كل الفصائل بما في ذلك فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وألقيت كلمات دعت لوضع استراتيجية لنصرة قضية الأسرى، وصولا إلى تحريرهم بالكامل.

وتقرر أن يحتضن مقر الصليب الأحمر في غزة بشكل أسبوعي اعتصاما لذوي الأسرى وإضرابا عن الطعام تضامنا مع الأسرى المضربين في إطار حملة للضغط على إسرائيل لإطلاق سراحهم.

كما شهد المهرجان المركزي الذي أقيم على أرض جامعة الخليل مشاركة طلابية واسعة من حركة حماس، وتلاقت فيه رايات الفصائل الفلسطينية، وتوحدت خلف ما عدوه هما واحدا هو كرامة الأسرى، وذلك في سابقة من نوعها منذ الانقسام الفلسطيني أواسط 2007.

وشارك المئات من عائلات وأمهات الأسرى في المهرجان، بينهم لطيفة أبو حميد والدة أربعة أسرى مضربين في سجون الاحتلال، أكبرهم ناصر أبو حميد أحد قادة إضراب الأسرى، والمحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات.
وقالت أم ناصر: إنها بدأت إضرابا عن الطعام منذ 17 إبريل تضامنا مع أبنائها الأربعة المحكومين بالمؤبد والممنوعة من زيارتهم منذ أكثر من عامين.

ومن جانبها، نظمت الحركة الوطنية للدفاع عن الأسرى داخل الخط الأخضر أو فلسطين المحتلة عام 48 سلسلة فعاليات شملت إيقاد شعلة الحرية بمنزل عميد الأسرى كريم يونس، بالإضافة إلى عقد مهرجان شعبي بالناصرة.
وقال المنسق الإعلامي للحركة الأسير السابق أيمن حاج يحيى :”لقد نجحت الحركة الأسيرة تاريخيا عبر معركة الأمعاء الخاوية في استرجاع بعض من حقوقها المسلوبة وفرض مطالبها على إدارة السجون وإعادة ترتيب ورص صفوفها والارتقاء بنضالها لتحسين الظروف الحياتية والمعيشية بالأسر”.

وأضاف يحيى أن إسرائيل تستغل الانشغال بالثورات العربية وعدم تثبيت المصالحة لتشن هجمة شرسة على الأسرى، حيث حرصت سلطات السجون على ألا تكون صفقات التبادل رافعة لقضايا الأسرى ومطالبهم، بل على العكس تماما استغلت كافة الظروف للتفرد بالأسرى والانتقام منهم والنيل من نضالهم.

بل وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أيضا أن ثماني ناشطات أجنبيات شاركن في حملة “أهلا بكم في فلسطين” وجرى احتجازهن في سجن إسرائيلي أضربن أيضا عن الطعام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين بمناسبة “يوم الأسير”.

ومن جانبه، دعا وزير شئون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إلى جعل “يوم الأسير” الفلسطيني مناسبة عالمية للدفاع عن الأسرى وإبراز معاناتهم، مشيرا إلى فعاليات مختلفة ستنظم في الأردن ومصر وتركيا وفرنسا بالتوازي مع بدء إضراب الأسرى.

وقال قراقع قي تصريحات لقناة “الجزيرة” : إن إضراب الأسرى جاء بعد أن حولت حكومة الاحتلال الأسرى إلى عناوين للانتقام من الفلسطينيين عامة بالاستفراد بهم في السجون، وارتكاب جرائم الحرب بحقهم.

وطالب الوزير الفلسطيني المجتمع الدولي والأمم المتحدة راعية اتفاقيات حقوق الإنسان في العالم بالخروج عن صمتها وتحمل مسئولياتها ووضع حد لاستباحة حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين وإرسال لجنة تحقيق دولية للاطلاع على أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال.

وفي السياق ذاته، أكد مدير المركز الفلسطيني للدفاع عن الحريات والحقوق المدنية حلمي الأعرج أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4600، بينهم ست أسيرات، و27 نائبا في المجلس التشريعي و19 أسيرا معزولا بشكل دائم، و1000 أسير مريض و183 طفلا، و320 معتقلا إداريا و475 أسيرا من قطاع غزة ممنوعون من الزيارة منذ العام 2006.

وأضاف: ” يعتبر كريم يونس من بلدة عارة بأراضي 48 عميد الأسرى بمرور أكثر من ثلاثين سنة على اعتقاله، وهناك مائتا أسير قبل اتفاقية أوسلو يعرفون بالأسرى القدامى مضى على غالبيتهم العظمى أكثر من ربع قرن في غياهب السجون، منهم 15 أسيرا من الداخل الفلسطيني تعتبرهم إسرائيل شأنا داخليا وترفض إدراجهم بالتبادل، وكذلك ثلاثون نائبا بالبرلمان الفلسطيني وقيادات من مختلف الفصائل”.

وأشار الأعرج إلى أن مطالب الأسرى المضربين تتركز على وقف سياسة العزل الانفرادي التي يعانيها 19 من قيادات الأسرى بعضهم مضى على عزله 10 سنوات، وكذلك وقف سياسة الاعتقال الإداري وإعادة التعليم الجامعي والسماح بزيارات ذوي الأسرى، خاصة من قطاع غزة.

وتابع أن الإضراب الذي بدأ تحت شعار “معركة الأمعاء الخاوية” يأتي تنديدا بالتنكيل المتواصل للأسرى، حيث تمادت سلطات الاحتلال بالإجراءات التعسفية ضدهم وعمقت من معاناتهم بالاقتحام الدوري للمعتقلات والتفتيش العاري ومصادرة أغراضهم وحرمانهم من التعليم الجامعي ومنع الكتب والصحف عنهم، بالإضافة إلى ضربهم وتعذيبهم.

وبصفة عامة، يجمع كثيرون أن “يوم الأسير” الذي يعتبر رمزا للنضال في طريق التحرر والاستقلال يبعث برسالة واضحة للفلسطينيين، خاصة حركتي فتح وحماس، مفادها أنه لا بديل أمامهم سوى نبذ الفرقة والالتفاف حول خياري المصالحة والمقاومة لردع الاحتلال الإسرائيلي وتعريته أكثر وأكثر أمام العالم.
 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!