يوم في حياة تلاميذ مدارس هذه البلد تحت حصار كورونا

اضطرت ملايين الأسر الأميركية للبقاء في المنازل، بعدما أغلقت جهات العمل الحكومية والخاصة والدولية أبوابها، وانتقلت للعمل عن بعد عن

Share your love

يوم في حياة تلاميذ مدارس هذه البلد تحت حصار كورونا

اضطرت ملايين الأسر الأميركية للبقاء في المنازل، بعدما أغلقت جهات العمل الحكومية والخاصة والدولية أبوابها، وانتقلت للعمل عن بعد عن طريق التطبيقات الإلكترونية، في مفاجأة لم تكن متوقعة أو مدروسة من قبل.

جاء ذلك تزامنا مع إغلاق مئات الآلاف من المدارس الأميركية، ليضطر ملايين التلاميذ للبقاء في منازلهم أيضا، والتعرف إلى نمط حياة مختلف عما عرفوه خلال السنوات الماضية.

لكن تجربة بقاء الأهالي في المنازل والتزامهم بجدول يوم عمل تقليدي لا يقل عن ثماني ساعات، بين حضور اجتماعات والمشاركة في نقاشات، تقاطعت مع وجود الأطفال في المنازل، لتخلق تجربة جديدة غير مسبوقة للأهالي والأبناء.

نرصد عدة نماذج لتلاميذ وأسر، اضطروا لتغيير نمط حياتهم والبقاء بين جدران منازلهم أثناء الحجر المنزلي في العاصمة الأميركية واشنطن دي سي وبعض المدن المجاورة.

تركت رياض الأطفال مفتوحة رغم الحظر في واشنطن (الجزيرة)

تركت رياض الأطفال مفتوحة رغم الحظر في واشنطن

التعليم عن بعد

طلبت المدارس من أولياء الأمور إلزام أولادهم بالاستيقاظ مبكرا، وكأنهم سيذهبون إلى مدارسهم، حيث يبدأ اليوم الدراسي -عند أغلب التلاميذ الذين تواصلت معهم الجزيرة نت- في الثامنة صباحا.

ويستخدم بعض هؤلاء التلاميذ تطبيق “سي سو” (SeeSaw) الذي يسمح بإنجاز الواجبات المدرسية والنقاش مع المدرسين والتصوير أو التحدث أو رفع بعض الملفات والفيديوهات الشخصية للعرض والتقييم من جانب من المدرسين.

أحد التلاميذ يتلقى درس الموسيقى عن بعد (الجزيرة)

أحد التلاميذ يتلقى درس الموسيقى عن بعد

واتفق أولياء أمور تلاميذ في إحدى المدارس الخاصة، على أن يقضي التلاميذ يوميا 45 دقيقة للتواصل والتحدث فيما بينهم عن طريق تطبيق زوم، حتى لا يفقدوا مهارات التواصل الاجتماعي ودفء علاقات الصداقة مع زملائهم.

وسمحت التطبيقات الإلكترونية المتعددة التي تستخدمها المدارس الأميركية بتقسيم اليوم إلى نفس نظام الحصص المتبع في اليوم الدراسي العادي، لكن الجديد تمثل في إلقاء المزيد من المهام على الأهالي الذين يجب عليهم مساعدة أولادهم في فهم استخدام التطبيقات الإلكترونية، خاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية.

وتحدث أحد الآباء المقيمين في منطقة فيرفاكس بولاية فيرجينيا، معبرا عن إحباطه من “سوء التطبيقات الإلكترونية المستخدمة التي ما زالت في طور التجريب والتطوير، على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على قرار الإغلاق”.

ومن المتوقع أن يتم تمديد غلق المدارس حتى نهاية العام الدراسي الحالي، كما هي الحال في بعض الولايات الأميركية.

وعبّر أحد تلاميذ الصف الثاني الابتدائي عن حزنه لغلق المدارس، وقال “لا أستطيع أن ألعب مع أصدقائي في فترات الراحة، كانت لدينا فترتا راحة كل يوم، كنا نلعب خلالهما، إضافة لفترة تناول الطعام وهذا أكثر ما أفتقده من عدم الذهاب للمدرسة”.

سمحت المدارس للتلاميذ باستخدام الملاعب والحدائق الخاصة بها أثناء فترة الحظر الصحي (الجزيرة)

سمحت المدارس للتلاميذ باستخدام الملاعب والحدائق الخاصة بها أثناء فترة الحظر الصحي

الخروج من المنازل

ورغم تحذير السلطات المحلية من خطورة الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، لاحظنا خروج الكثير من التلاميذ للعب وقضاء بعض الوقت أمام منازلهم وفي الشوارع الخالية من حركة السيارات.

وتركت المدارس -المغلقة أبوابها- ملاعبها ورياض الأطفال فيها مفتوحة ومتاحة لسكان المنطقة، وسمح كذلك لكثير من الأهالي بترك أولادهم يلعبون بعد انتهاء يومهم الدراسي الإلكتروني.

وتحدثت إحدى الأمهات التي اصطحبت طفليها إلى ملعب مدرسة ميرش الابتدائية في شمال غرب واشنطن، وقالت “يحتاج الأطفال مساحة خضراء للجري واللعب وإخراج بعض ما لديهم من طاقة. لا يمكن حجز الأطفال في هذه السن داخل المنزل بلا أي حركة لأسابيع”.

تلاميذ يلعبون كرة السلة بعد إغلاق المدارس بسبب كورونا في واشنطن (الجزيرة)

تلاميذ يلعبون كرة السلة بعد إغلاق المدارس بسبب كورونا في واشنطن

مخاوف تكنولوجية

ويعتري القلق كثيرا من أولياء الأمور، بشأن اعتماد أولادهم الكامل على التكنولوجيا خاصة في مجال التعليم. وتحدثت إحدى الأمهات قائلة “أحرص على أن يكتب ابني التلميذ بالصف الرابع الابتدائي بيده، وباستخدام ورقة وقلم، وبالطريقة التقليدية يوميا، حتى لا يتجاهل مهارات الكتابة مقابل استخدام التطبيقات الإلكترونية”.

ودعمت تجربة غلق المدارس والبقاء في المنازل علاقة أولياء الأمور بمدرسي أولادهم، فذكرت والدة أحد التلاميذ أنها تتحدث عدة مرات أسبوعيا منذ بدء الغلق مع مدرسي أولادها، وأصبحت تعرفهم بصورة شخصية، وهو ما يسهم في تطوير علاقة المدرسين بالتلاميذ في ضوء فهمهم المتزايد لظروفهم العائلية والاجتماعية.

Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!