معرض «رمضانيات» بغاليري «ركن الفن»: لوحات مستوحاة من الطقس الشعبي والديني المصري

القاهرة ـ «القدس العربي»: أقيم مؤخراً في غاليري «ركن الفن» في القاهرة معرض جماعي لمجموعة من شباب الفنانين التشكيليين، بعنوان «رمضانيات» وقد استوحى الطقوس الشعبية والدينية المُصاحبة لهذا الشهر المقدس، من خلال رؤية العين المصرية لهذه الطقوس، ومحاولة التعبير البصري عنها من خلال اتجاهات فنية وأساليب تقنية مختلفة، ما بين تصوير المساجد والحواري الشهيرة في القاهرة الإسلامية، إضافة إلى الاهتمام البادي واللافت للعمارة الإسلامية التراثية، من خلال وجوه حداثية حيّة نطالعها الآن، حيث لم يزل هذا التفاعل ما بين تكوينات وأشكال قديمة وشخصيات لم تزل تحيا وسط هذه البيئة، من دون أدنى شعور بالانقطاع عنها، رغم ــ مظاهر ــ الحداثة التي ضربت المجتمع المصري.

Share your love

معرض «رمضانيات» بغاليري «ركن الفن»: لوحات مستوحاة من الطقس الشعبي والديني المصري

[wpcc-script type=”d980ec3d2c217a3a5a1e239e-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي»: أقيم مؤخراً في غاليري «ركن الفن» في القاهرة معرض جماعي لمجموعة من شباب الفنانين التشكيليين، بعنوان «رمضانيات» وقد استوحى الطقوس الشعبية والدينية المُصاحبة لهذا الشهر المقدس، من خلال رؤية العين المصرية لهذه الطقوس، ومحاولة التعبير البصري عنها من خلال اتجاهات فنية وأساليب تقنية مختلفة، ما بين تصوير المساجد والحواري الشهيرة في القاهرة الإسلامية، إضافة إلى الاهتمام البادي واللافت للعمارة الإسلامية التراثية، من خلال وجوه حداثية حيّة نطالعها الآن، حيث لم يزل هذا التفاعل ما بين تكوينات وأشكال قديمة وشخصيات لم تزل تحيا وسط هذه البيئة، من دون أدنى شعور بالانقطاع عنها، رغم ــ مظاهر ــ الحداثة التي ضربت المجتمع المصري.
من ناحية أخرى جاء الخط العربي والأيقونات، إن جاز التعبير، مثل الأواني والرقاع الجلدية والأشكال المنتمية للعمارة الإسلامية. وقد شارك في المعرض كل من الفنانين … أحمد عبد الحميد، إيمان ناميس، تسنيم المشد، جيهان وليام، حنان يوسف، رحاب محمد، شعبان عيد، نهى المفتي، وليد ياسين، هبة فكري، يسرا عبد العزيز، صلاح شعبان، طاهر عبد العظيم، فتحي علي، غادة المفتي، لينا أمين ومصطفى سليم.

المعمار الإسلامي

جاءت العديد من الأعمال ليكون العنصر الأساس في اللوحة هو تكوين أقرب إلى تسجيل مشهد أو لقطة لمسجد شهير في القاهرة، أو أثر إسلامي، إضافة إلى البنايات التي تتميز بها القاهرة الإسلامية، حيث المشربيات وما شابه من هذه البنايات وتفاصيلها.
من ناحية أخرى تنوعت أحجام اللقطات ما بين لقطة عامة للمسجد ومآذنه وما يحيطه من أبينة وقلاع وبوابات تشتهر بها القاهرة الإسلامية، أو تفعيل العنصر البشري خلال اللوحة، كفتاة تطل من المشربية، توحي ملامحها، التي تبدو من خلال إطار الشبّاك كلوحة بورتريه منفصلة بفضل التكوين، واتجاه نظرة الفتاة، وكأنها تماثل النساء في ذلك العصر القديم، حيث الابتسامة الغامضة، والنظرة الواثقة، بحيث يدور اتجاه نظر المتلقي إلى عين الفتاة ثم ابتسامتها ومُطالعة تفاصيل اللوحة، من خلال هذا الوجه/مركز اللوحة، كجزء لا يتجزأ من بنية اللوحة ككل، وهو ما يؤكده اللون والظل ما بين الشخصية وما يحيطها من أشكال هندسية متكررة، وهي سمة معروفة في الفن الإسلامي، تكرارات الشكل التي توحي بالاستمرارية، وتخلق إيقاعاً مقصوراً على هذه التكوينات، هذه التكرارات التي تتوحد مع نظرة الفتاة التي توحي بدورها بثبات شديد وثقة أشد.

التشخيص

وبجانب فتاة المشربية وحوارها مع بيئة اللوحة القديمة، نلحظ شخصيات أخرى كصبي المقهى في ملابسه الحديثة، حيث يحتل مقدمة الكادر/اللوحة، وفي يده صينية تبدو كبيرة نسبياً دلالة على مهنته، هذه الحداثة في الملبس تبدو من الوهلة الأولى في تناقض مع الخلفية الشاسعة للحي الإسلامي العتيق، الذي يقف ويتصدره الصبي، إلا أن ظهور الخلفية وكأنها عبارة عن تكوينات توحي أكثر مما تجسد، تخلق تناغماً ما بين الشخصية وهذه البيئة، حيث البيوت القديمة، والبنايات العتيقة المتهالكة، بأقواسها المعروفة، ونوافذها الخشبية.
عالم يغيب في العمق، لكن الصبي يواصل العمل من خلال مهنته الموروثة والشهيرة، التي يبدو أنها لن تختفي. الأمر اللافت في هذه اللوحة هو تقنية الاختزال، فالتفاصيل مختزلة بشدة، والتعبير عن المكان والشخصية وتفاعل الأخيرة معه جاء في ترشيد مقصود، بحيث يعبّر عن عالم كامل بشخوصه وبناياته والانتماء لعالم تراثي، لم يزل على قيد الحياة.

الطقوس

أعمال أخرى ظهرت بها عدة طقوس تُذكّر بالشهر المقدس، الطقس هنا وإن كان ينتمي إلى فئة الذين ينظرون إلى المكان من خارجه، أو أن تُختصر المظاهر في ما يبدو على الرقصات التي تحيل إلى الصوفية وحالة الروحانيات التي تتولد أو تعطي الانطباع بأنها تعبّر عن هذا الشهر.
وبالطبع كان لتكوين الراقص أهمية قصوى، وخلق عالم من الدوائر، حيث الشكل الدائري هو المسيطر، كما تبدو حركة الراقص، وفلسفة الصوفية ورقصة التنورة الشهيرة، الدائرة التي يدور فيها الراقص ويظل باقياً للإيحاء بحالة الوصل التي لا تنتهي، أو محاولة الوصل بمعنى أدق مع المطلق من خلال هذه الحركات الشهيرة. والأمر وإن أصبح فلكورياً أكثر منه معنى، إلا أن اللوحة حاولت أن تستوحى الطقس، لما يحمله من دلالات شهيرة في نفس المتلقي.

الخط والأيقونات

عمل آخر يتخذ من الخط العربي وتوظيفه من خلال أيقونات شهيرة في الثقافة العربية والإسلامية، كالرقاع الجلدية، والأباريق وما شابه، إضافة إلى وجود عناصر تشكيلية دالة، وتوحي بقضايا معاصرة كمفتاح بيت المقدس، والكوفية الفلسطينية، وما يربط العمل بتقنية تراثية، لكن في الوقت نفسه يُناقش من خلالها قضية سياسية آنية، وتم ربطها بالمظهر الديني، المتمثل في الآية القرآنية «إن ينصركم الله»، وفقاً لما هو قار وثابت في الذهن الإسلامي والتراثي الشعبي، فالأمر يدخل ضمن الموروثات الحكائية من الأحداث والوقائع التاريخية القديمة.

محمد عبد الرحيم

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!