10 أمور ستهمُّك كثيراً في السنين العشر القادمة

هل يمكنك تخيُّلُ كيف سيكون شكل حياتك بعد مرور 10 سنواتٍ من الآن؟ هذا صعب، أليس كذلك؟ إذ يوجد الكثير من المتغيرات والمصادفات والأمور المجهولة التي تجعل من المستحيل التنبؤ بما سيكون عليهِ الحالُ في المُستقبل. لذا تابع معنا عزيزي القارئ ما سنُخبركَ إيَّاه في السُّطور التالية، لتعلمَ بشأن بعض الأمور التي ستهتمُّ لأمرها في قادمِ سِنِيِّ حياتك.

Share your love

لكن إن نظرتَ إلى الأشخاص الأكبر منك بعقدٍ أو عقدين، ستمتلك فكرةً تقريبيةً عن واقع الحال بعد مُضيِّ عشر سنوات؛ فمنهم الناجح ومنهم من بالكاد يتدبّر أموره، ومنهم من تزوّج وأسّس عائلةً لنفسه، ومنهم من بقيَ وحيداً، ممّا يجعلك تتساءل: هل سارت أمورهم كيفما أرادوا؟ وهل هم سعداء يا تُرى، أم أنَّ وراءَ كل واحدٍ منهم حكاية مستورة؟

تنشأ رغباتنا في بداية الأمر بشكلٍ محدود، مثلَ همساتٍ ناعمة بالكاد يُمكن سماعُها، ورغم أنَّنا نبذل قصارى جهدنا للسيطرة عليها، فإنَّها تنمو تدريجياً وتكبرُ لتتحوّل إلى رغباتٍ عارمة، ثمَّ إلى ندمٍ في حالِ لم يتمَّ إرضاؤها.

لكن ومن ناحية أخرى، توجد أمورٌ قد نهتمُّ بأمرها الآن، وننساها وتتلاشى رغبتنا فيها بمرور الوقت. إذاً ما الفارق بين الاثنين؟ وما هي الأمور التي نهتم لأجلها أكثر مع مرور الوقت، والأمور التي سننساها؟

سنُجيب في مقالنا هذا عن الشِّقِّ الأولِ من السؤال، ونترك الشقَّ الثاني لنجيبَ عنه في مقالةٍ أخرى بعنوان (10 أمورٍ لن تهتمَّ لأمرها كثيراً في السنين العشر القادمة)؛ لذا تابع معنا عزيزي القارئ ما سنُخبركَ إيَّاه في السُّطور التالية، لتعلمَ بشأن بعض الأمور التي ستهتمُّ لأمرها في قادمِ سِنِيِّ حياتك.

1. أحلامُك:

إنَّ آمالك وتطلّعاتك عبارةٌ عن أمورٍ في غايةِ الأهميَّة؛ وستزداد أهميتها بمرور الوقت، لكن ليس بالطريقة التي تفكر فيها بالضرورة؛ فأولاً وأخيراً، يوجد نوعان من الأحلام:

  • النوع الأول عبارةٌ عن تطلعات بعيدة المنال؛ وهي الحالات التي تتخيّل نفسك فيها وأنت تُنجزُ هدفاً من شبه المُستحيلِ إنجازه؛ كأن تصبح ممثلاً مشهوراً من الدرجة الأولى، أو لاعبَ كُرة قدمٍ محترف، أو أن تؤسس موقع تواصلٍ اجتماعيٍّ يتفوق على الفيسبوك مثلاً. وعلى الرغم أنَّه لمن الممتع أن يحلُمَ المرءُ بتحقيق مثلِ هذه الأهداف، إلا أنَّها لن تحدث للغالبية العظمى من الناس؛ فهي تشتمل على العديد من العوامل التي تكون خارج نطاق سيطرتهم، بما في ذلك الكثير من الحظ. لذا يتقبل معظم الناس حقيقة أنَّ هذه الأحلام لن تتحول إلى أمرٍ واقع، ويرضونَ بذلك.
  • كما يوجد النوع الثاني من الأحلام؛ وهي الأحلام التي يمكن تحقيقها؛ مثلَ زيارة بلد معين، أو إتقان مهارةٍ ما، أو القيامَ بعملٍ خيري. لكن وبرغم إمكانية تحقيقها، فإنَّ الوصول إليها دونَهُ الكثيرُ من العقبات أيضاً. فقد تنشغلُ عنها، أو لا تجد الوقت المناسب أو الشجاعة الكافية للبدء بها. وحينما تنظر إلى الوراء، وتُدرِكُ أنَّه كان من الممكن تحقيق هذا النوعِ من الأحلام؛ فستشعرُ بالنَّدم، وتتحول في نظركَ كل الأسباب التي دفعتك إلى عدم القيامِ بذلك، إلى مجموعةٍ من الأعذار الواهية.

2. وقتُك:

عندما تكون أصغر سناً، يكون لديك كُلَّ الوقت الكافي لإنجازِ ما تُريدُ إنجازه (على الأقل، هذا ما تشعر به). ويكون المال هو العائق الرئيس أمامك؛ ذلك لأنَّك لا تملك إلا القليل من قوة الدخل. كما أنَّك لن تمانع في قضاء مزيدٍ من الوقت للقيامِ بأيِّ شيء؛ طالما أنَّ تكلفته أقل.

ولكن كلما تقدمت في العمر، تُصبح قوة دخلكَ أكبر، وتتراكم ثروتك. وبالمقابل، يُصبح لديك وقتٌ أقلَّ عموماً، وتزيد مسؤولياتك ويقلُّ وقت فراغك. لذا ستجبرك هذه العوامل على التفكير في كيفية قضاء ساعات استيقاظك بصورةٍ أفضل.

ونظراً لأنَّ الوقت يُصبح أكثرَ قيمة مع التقدم في العمر، يجب أن تقضي سنوات حياتك في اكتشافِ أشياء جديدة وتجربتها؛ لأنَّه من السهل عليك أن تُعَدِّلَ مسارك إذا لزم الأمر (فلديك هامشُ خطأ أكبر).

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/iBP_VIBBiA0?rel=0&hd=0″ data-mce-src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″]

3. صحتكَ:

يكون الجميع تقريباً بصحةٍ جيّدةٍ في سنِّ الشَّباب، ويشعرون بأنَّهم أقوياء وخالدون، ولا شيء يمكن أن يؤذيهم.

لكن يَمُرُّ عليهم وقتٌ تبدأ فيه صحتهم بالتدهور. يحدث ذلك بصورةٍ تدريجيةٍ في بداية الأمر، لكنَّه يتسارع بشدةٍ بالنِّسبة للبعض منهم؛ حيث يُصابون بالأمراض، أو يتعرضون لإصابات، أو يتحملون عواقب عاداتهم السيئة.

تعود هذه العادات في الغالب إلى عقودٍ مضت؛ وذلك حينما يختار المرءُ تناول طعامٍ غير صحي، أو عيشَ نمطِ حياةٍ يؤدي به إلى الإصابة بأمراضٍ معيّنة. لكن ومع هذا، يُمكِنُ منعُ الكثير منها إذا قَرَّرت تبني عاداتٍ صحيّة اليوم.

ولأنَّ أجسادنا تتدهور مع تقدمنا في السن، وبغضِّ النظر عمَّا نقوم به؛ لذا فإنَّ الأمر يستأهلُ ممارسةَ أنشطةٍ يتطلب القيام بها التحلي بصحة جيدة؛ مثل ممارسة الرياضة أو السفر.

4. علاقاتكَ:

ستصبحُ العلاقة مع أحبائك أكثرَ أهميَّةً بمرور الوقت؛ حيثُ تُفَكِّرُ أكثر فيما يمكنك القيام بِهِ من أجلهم، وكيفية قضاء المزيد من الوقت معهم. وتَقِلُّ نزعة الأنانية في نفسك، وتتمحور اهتماماتك حول أبنائكَ وزوجتك والأشخاص المقربينَ منك.

لكن ولمجرد أنَّه يتعين عليك التفكير في سعادة الآخرين، فهذا لا يعني أبداً ألا تُفكر في نفسك. في الحقيقة، إنَّها طريقةٌ جيّدةٌ لزيادة إحساسك بالرضا، والشعور بمزيدٍ من الحيوية؛ مما يساعد بدوره على التفاعل بشكلٍ أكثرَ إيجابية مع الآخرين.

5. إرثُكَ:

يساعدك الوقت في التمعّن في كيفية تأثير حياتك وعملك على الآخرين؛ كأن تُفَكِّر فيما تريد أن يقوله الآخرون عنك بعد وفاتك. هذه هي طبيعة الأفكار التي ستتزاحم في رأسك.

ورغم أنَّ مساعدة الآخرين هو أمرٌ يمكن القيام به في أيّ مرحلةٍ من مراحل الحياة، إلا أنَّه يبرزُ أكثرَ في الأوقات اللاحقة. لقد قضيتَ سنوات حياتك السابقة في العمل بجدٍّ للحصول على الموارد، وبذلتَ قصارى جهدك لمساعدة نفسك؛ لذا ستمتلك في النهاية، مواردَ كافية تجعلك تُفكِّرُ بكيفيَّةِ تسخيرها لمساعدة الآخرين. ولهذا السبب نجد فلسفة “ساعد نفسك، لتتمكن من مساعدة الآخرين” عند أبرز المُحسنين في العالم؛ فقد ركزوا في السنوات الأولى من حياتهم على التَّعلم، وبناءِ الثروة وتجميعها، قبل التفكير في طريقةٍ تُمَكِّنُهم من تسخير ما يملكون للتعامل مع المسائل العالمية الأوسعِ نطاقاً.

6. فُرصُكَ الضَّائعة:

هل سبق وأن حظيتَ بفُرصَةٍ جيدةٍ على طبقٍ من فضة، وانتهى بكَ المطاف لرفضها؟ غالباً ما تكون الإجابة هي “نعم”، حيث تكون تمتلك سبباً وجيهاً للرفض حينها؛ لذا ترفضها وتتابعُ حياتكَ بصورةٍ طبيعيَّة.

لكن يحدث بمرور الزَّمنِ شيءٌ مثيرٌ للاهتمام؛ إذ تنظر إلى الوراء وتتساءل إن كنتَ قد اتخذت الخيار الصحيح، وتتأمّل في مراحل حياتك وتفكّر:

  • كيف كان سيصيرُ عليه الحال لو لم ترفض؟
  • وهل كانت ستتغيَّر حياتُك للأفضل لو حدثَ ذلك؟
  • وهل ارتكبت خطأ جسيماً بحقِّ نفسك؟

قد يتبادر السؤال الأخير إلى ذهنك بشكلٍ صارخٍ حينما تعيش أوقاتاً مؤلمة.

إنَّه لمن المستحيل طبعاً، معرفة الإجابات الصحيحة عن مثل هذه الأسئلة، والشيء الوحيد الذي يمكنك القيام به هو التسامح مع الأمر، مع إدراكك بأنَّك اتخذت ما تظنُّ أنَّه الخيار الأفضل؛ بناءً على الظرف الذي كُنتَ تعيشه. ومن يدري؟ فقد كان من الممكن أن يكون حالكَ أسوأ إن تصرفتَ بطريقةٍ مُغايرة!

7. المخاطر التي تؤتي ثمارها:

فكّر في آخر مرّةٍ قمت فيها بأمرٍ يحمل في طياته شيئاً من المُجازفة؛ ألم يبدو لك ذلك جسيماً في حينه، لدرجة أنَّك ظننت بأنَّه لا يمكن التغلب عليه؟ لكن وبمجرد أن تغلبت على هذه المخاوف وقمتَ به، نظرت إلى الوراء وقلت لنفسك: “يا إلهي، لقد فعلتها! لم يكن الأمر بذلك السوء الذي تخيلته”.

كثيراً ما نُقابلُ أشخاصاً يمكن أن يتذكروا كيف قاموا ولو بأمرٍ واحدٍ، أرعبهم القيامُ به في ذلك الوقت؛ مثل العيش في الخارج، أو الاندماج في ثقافة مختلفة. ونجدهم يتحدثون عن تلك الأوقات باعتزاز، كعلامةٍ بارزةٍ في حياتهم (حتى بعد مُضيِّ عدة عقود).

أمَّا بالنسبة للمخاطر التي لم تؤتي ثمارها، فيمكن إعادة محاولة إنجازِ الغالبية العظمى منها. صحيحٌ أنَّ الأمر قد يشتمل على بعض الحرج والضغوطات وانعدام اليقين؛ بيد أنَّها ستصبح يوماً ما، مُجرَّدَ صفحةٍ في كتاب حياتك المليء بالانجازات.

8. عاداتُكَ:

قد لا تُمثّل عاداتٌ مثل ممارسة التمرينات الرياضية، أو تنظيف الأسنان، أو العمل على مشروعٍ شخصيّ، الشيءَ الكثير. بيد أنَّها ستتراكم بمرور الزَّمن، لتُشكِّلَ تلك السنوات العشر التي تُمعن التفكيرَ فيها في أحد الأيام.

والآن، تخيّل لو أنَّ أحدهم قد أخبرك بأنَّه يتوجّب عليك فعل شيءٍ ما، والمواظبةُ على القيام به لما تبقى من حياتك. كُنتَ لتشتكي وتتذمر غالباً من أنَّك تقوم بعملٍ كثيرٍ أصلاً، وتَحملُ على عاتقكَ مسؤولية مهامٍ كثيرة، ولا ينقُصكَ أن تُضيف إلى حياتكَ أيَّ التزاماتٍ جديدة.

سيبدو هذا شيئاً مُضنياً إذا نظرتَ إليه على هذه الشاكلة؛ فالأمر الغريب هو أنَّ تلك العادات لن تتطلبَ بذلَ جهدٍ كبيرٍ بمرور الوقت، وإنَّما ستُصبِحُ مُجرَّدَ أمورٍ تقوم بها بصورةٍ تلقائيَّة.

إنَّ ما تقومُ به لن يعنيَ الشيء الكثير في حينه؛ لكنَّ القيامَ بخيارٍ إيجابيٍّ واحدٍ اليوم، يمكن أن ينتجَ عنه سلسلةَ تغييراتٍ إيجابيةٍ في الغد.

9. قيمُكَ الخاصة:

عندما يكون المرءُ أصغرَ سناً، يُملي عليه الآخرون -مثلَ أهله ومعلميه ومديريه- طريقةَ تفكيره وسلوكه؛ لأنَّه إن لم يقم بذلك، يكون لقراره هذا عواقبَ مُحتملة.

لكنَّه وبمرور الوقت؛ يعيش المزيد من التجارب، ويكتسب مزيداً من الخبرة، وتتطوّر شخصيته وقيمه، ويَحيَا وفقاً لشعاره في هذه الحياة.

لذلك نجد أنَّ إحدى أكبرِ -إن لم يكن الأكبر- الأمور التي يأسفُ الناسُ على عدم القيامِ بها؛ هي العيشُ وفقاً لتفضيلاتهم، ويندمون على الاحتمالات غير المحققة التي يعتقدون أنَّها كانت لتحدُثَ لو أنَّهم قد اختاروا عيشَ الحياة التي يريدونها لأنفسهم.

10. استقرارُكَ:

اكتشفَ علماء النّفس ظاهرةً مثيرةً تحدثُ للناس، فقد وجدوا أنَّ طريقة تفكير المرء تتغير تدريجياً بمرور الوقت، ويصبح هاجسهم هو كيفية منع خسارة ما اكتسبوه، بدلاً من كيفية كسب المزيد.

تسري تلك الظاهرة على جميع مجالات الحياة كالمنزل والعلاقات الشخصية والعمل. وبدلاً من البحث عن أشياء جديدة ومثيرة، يتم التركيز أكثر على المحافظة على الوضع الراهن. فمثلاً؛ من المرجح أن يُفَكِّرَ الشخص الأصغر سناً في الحصول على ترقيات وفرص لتَعَلُّمِ أشياءَ جديدة، بينما سيفكر زميله الأكبر سناً، في الحصولِ على جدول عملٍ متوازن، وكسبِ ما يكفي لسداد دفعاتِ حسابه التقاعدي.

فإذا كنت تريد تحقيق شيءٍ ممتع، فمن الأفضل القيام بهذا في سنٍّ مبكرة، بدلاً من الانتظار إلى وقتٍ لاحقٍ؛ لأنَّك لن ترغب في القيام به حينئذٍ، وستشعر بأنَّه يوجد الكثير لتخسره.

في الختام:

لا أحد بمقدوره أن يتنبأ بالمستقبل؛ إذ يمكن أن ينتُجَ عن القيامِ بأيّ إجراء، عددٌ غير معروفٍ من النتائج. بيد أنَّنا لا نختلف عن بقيّة النّاس، لذا نمرُّ بأحداث سبقَ وأن حدثت مع أشخاصٍ آخرين. هذا ليس بالأمر السَّيّئ حقيقةً، فهو يساعدنا على رؤية ما قد ينتظرنا. ورغم أنَّنا قد نرتكب نفس الأخطاء التي سبق وأن وقع فيها شخصٌ غيرنا، إلا أنَّنا قادرون على التعلم منها، والتصرف بحكمة وتحسينِ صورة حياتنا في قادم السنين.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!