20 أيار القادم

كتب: سميح المعايطة حين يكون العدو فيروسا ووباءا يجتاح العالم بما فيه بلدنا ومنطقتنا فان توقع الوصول الى اردن خال تماما من الفيروس امر خارج الحسابات
20 أيار القادم

كتب: سميح المعايطة

حين يكون العدو فيروسا ووباءا يجتاح العالم بما فيه بلدنا ومنطقتنا فان توقع الوصول الى اردن خال تماما من الفيروس امر خارج الحسابات ، ونحن نشاهد اليوم جهدا كبيرا من كل المؤسسات الرسمية والمواطن لمحاصرة الوباء لكننا نفاجأ في بعض الايام باصابات ليست متوقعه وهذا امر طبيعي فلو كان الامر حربا على عصابة ارهابية مثلا لكان هناك نهاية للمطاردة بارقام واضحة من قتلى العصابة والمعتقلين لكن عندما تكون المعركة مع فيروس فان النهاية ليست في خلو الاردن او اي بلد في العالم من هذا الوباء بل هنالك معايير اخرى مثل السيطرة على الانتشار ومنع التفشي بشكل كبير وهذا ما تقوم به الجهات المسؤلة في الاردن .

لن يكون موعد تكون فيه الاردن بلا فيروس كورونا  وحتى لو تحقق هذا فإن ما حولنا سيبقى موبوءا،ومن الطبيعي ان نتوقع حالات في حزيران وتموز وكل شهر ، ولن نتوقع ان نصل الى يوم بلا فيروس ، وهنا لايمكن لاي دولة ان تتحرك في وقت مفتوح ودون حدود في وقف عجلة الحياة العامة كلها ولا اقصد الجوانب الاقتصادية  فقط على اهميتها .

لايجوز ان نحدد من اليوم فترة التعطل الى امد بعيد ، فالامر ليس متاحا لاي دولة او حكومة في العالم ، والامر ليس قرارا في الفضاء بل هناك نقطة زمنية تحتاج فيها الدولة الى قرار ليس بمنطلقات طبية فقط بل قرار سياسي دوافعه المصلحة العامة للانتقال الى مرحلة التعايش مع وجود اصابات لكن دون تفشي او انتشار للوباء .

اليوم نسمع توقعات رسمية عن بقاء الامور حتى بداية حزيران ،لكن ماذا لو وصلنا الى العشرين من ايار او اول حزيران وكانت هنالك حالات قليلة تظهر في اماكن غير متوقعه مثلما راينا في جبل النصر او المنطقة الحرة او اي مكان اخر  فهل سنبقى ناخذ الدولة من عطلة الى اخرى ، وهنا لا اتحدث فقط عن الاقتصاد وهو الجانب الاهم بل عن كل الجوانب بلا استثناء .

ما اقوله ليس خروجا عن الاولوية الاردنية في الحفاظ على صحة الاردنيين ،وهي مسار هام وايجابي ، لكن الجهد المميز من الدولة الاردنية قطع اشواطا كبيرة وايجابية في محاصرة الوباء ومنع انتشاره ، لكن الاعلان عن مواعيد بعيدة مبكرا ليس امرا متاحا لاي دولة لان الدول تحكمها عوامل عديدة وضاغطة ،ولان طبيعة المعركة مع فيروس ليس له عدد محدد تنتهي معركتنا معه بالقضاء على هذا العدد .

في توقيت ما الازمات من هذا النوع لا يقودها  الراي الطبي على اهميته ، بل يكون القرار سياسيا مع وجود محددات طبية ،فتعطل الدول بشكل شامل يكون خطيرا اذا دخل في مرحلة الخيارات طويلة الامد .

ومثلما حققت الدولة الأردنية إنجازا بإدارة الملف فإن التوقيت السياسي الخطوة القادمة إنجاز أيضا .

Source: khaberni.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!