40% من “هازمي السرطان” يصابون بمشاكل الذاكرة

 

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي بالسرطان معرضون أكثر لمشاكل في الذاكرة والتركيز إذا ما قورنوا بإناس لم يعانوا من هذا المرض في حياتهم. وسوف يتم عرض نتائج هذه الدراسة في المؤتمر الثالث للجمعية الأمريكية لبحوث مرض السرطان والذي سوف يعقد قريبا في ميامي.
وقد تكون مشاكل الذاكرة عند بعض مرضى السرطان السابقين بسيطة أو متوسطة ولكنها قد تكون حادة عند الآخرين بدرجة تؤثر على وظائف العقل كما يقول الباحث الأمريكي باسكال جين بيير أستاذ طب الأطفال المساعد بكلية طب ميلر بجامعة ميامي.
مشاكل تدوم
وأضاف أن الناس يشكون من مشاكل في التركيز والانتباه والتذكر وهي الأمور التي تظهر بوضوع عند القيام بأكثر من مهمة في آن واحد. والشيء المقلق كما أكد الباحث أن مشاكل الذاكرة تلك قد تستمر وتدوم ولايزال بعض الناس يسجلون مشاكل في الذاكرة بعد مرور 10 سنوات من العلاج من مرض السرطان.
ولكن هل ترجع تلك المشاكل في الذاكرة لمرض السرطان نفسه أم للعلاج المتبع أم لحالة القلق التي تنتاب المريض عند تناول جرعات العلاج؟ هذا ما لم يكشف عنه بعد. وذكر بيير أن هناك عدة أدلة عن مسئولية الورم نفسه وكذلك نوعية العلاج المتبع عن تلك المشاكل في الذاكرة التي يعاني منها بعض المرضي بعد شفائهم.
وقد اعتمدت تلك النتائج علي بيانات من تقرير اختبارات الصحة والتغذية والتي جرت على عينة من 9800 شخص تزيد أعمارهم على 40 سنة. وقد أوضحت النتائج أن 1305 من هذه العينة يعانون حالياً أو سابقاً من مرض السرطان، وأن 40% ممن عانوا من السرطان لديهم مشاكل في الذاكرة مقارنة بـ8% فقط ممن ليس لديهم تاريخ مرضى مع السرطان.
كثيرون يهزمون المرض
ولأن كثيراً من مرضى السرطان يتغلبون عليه بسبب تحسن العلاجات المختلفة لهذا المرض الخبيث فيجب على الأطباء وضع مشاكل الذاكرة في اعتبارهم عند متابعة هؤلاء المرضى قبل وبعد الشفاء الكامل من السرطان.
وعن ذلك أشار الباحث إلى أنه يجب على الأطباء متابعة الحالة الذهنية للمرضى بشكل منتظم كما يجب على المرضى إخبار أطبائهم بأي أعراض أو تغيرات في ذاكرتهم. فقد تؤثر تلك المشاكل الذهنية على العلاج من السرطان نفسه إذا ما بدأ المريض في نسيان نظام العلاج اليومي له.
ويدرس الأطباء حالياً كيفية تحسين كيميائية العقل سواء بإعطاء علاجات دوائية أو تدخلات في السلوك. كما قد يساعد ممارسة بعض الأنشطة الرياضية. وأوضحت أندريا ماريان -45 عاماً- باحثة في سياتل ومريضة سابقة بسرطان الثدي والعظام بأنها لم تكن تنسى الكثير من الأمور إلا أنها كانت تعاني أحياناً بضبابية في الذاكرة ولا تستطيع التركيز بوضوح. إلا أنها ليست متأكدة كم استمرت هذه الحالة لديها وإن كانت تعتقد أنها ظلت تعاني منها عامين بعد خضوعها للعلاج الكيميائي من سرطان الثدي.
التمارين تساعد
وتقول ماريان: “لقد كنت أحاول أن أستجمع ذاكرتي وأكون منظمة كي أستطيع التركيز وقد ساعدتني كثرة التمارين على ذلك، لقد لفتت هذه الدراسة انتباه المختصين لمشكلة مهمة جداً تواجه الناجين من السرطان”.
 
هذا ما يقوله د. جيفري ويفل أستاذ مساعد طب الأورام العصبي بجامعة تكساس ومركز أندرسون لعلاج السرطان بهيوستن. وأضاف “إذا ما شعر مريض السرطان بهذه الأعراض فعليه أن يخبر طبيبه في الحال فقد يساعد العلاج المبكر في حل المشكلة أو منع تطورها”.
وقال ويفل إن كثيراً من الدراسات التي تمت علي هذه الظاهرة ركزت على مرضى سرطان الثدي السابقين. وقد أظهرت أن عدداً من المريضات يعانين من مشاكل في الذاكرة عند تناول الجرعات الكيميائية بل وقبل بدء العلاج أحياناً، وهذا ما يجعل البعض يرى أن السرطان نفسه يتسبب في تغيرات في الوسط البيولوجي ويتسبب في مشاكل في الإدراك إلا أن الأمر لم يحسم بعد لأن أحداً لم يعرف بعد سبب حدوث ذلك.

المصدر:موقع العربية

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *