5 أمور تؤكد أهمية دور الأُم في حياتنا

إنَّ حبَّ الأمِّ حبٌّ غير مشروط، ولا يمكن مقارنته بأحد، فهي وحدها القادرة على أنْ تضحِّي بسعادتها من أجل أطفالها، ومنحهم الحبَّ والاهتمام والرعاية دون أيِّ مقابلٍ يُذكَر. تريد الأمُّ الأفضل لأطفالها دائماً، فتراها تبقى بجانبهم وتساندهم وتقدِّم الاستشارات والنصائح ويد العون لهم في مختلف مجالات الحياة، حتَّى عندما يكبرون. لذا سنقدِّم لك في هذا المقال 5 أمورٍ تؤكِّد أهمية دور الأمِّ في حياتنا.

تريد الأمُّ الأفضل لأطفالها دائماً، فتراها تبقى بجانبهم وتساندهم وتقدِّم الاستشارات والنصائح ويد العون لهم في مختلف مجالات الحياة، حتَّى عندما يكبرون.

لذا سنقدِّم لك في هذا المقال 5 أمورٍ تؤكِّد أهمية دور الأمِّ في حياتنا.

1. المربيَّة والمعلِّمة:

لقد خصَّت جميع الأديان السماويَّة الأمَّ مكانةً كبيرةٍ جداً في المجتمع، وذلك على اعتبار أنَّها المسؤولة عن تربية الأبناء وصلاحهم، وبالتالي مسؤولةٌ عن صلاح المجتمعات ككل؛ كما قد أولى الإسلام الأمَّ مكانةً أكبر من الأب، ورفعَ من شأنها، وجعل طاعتها ورضاها عبادةً أيضاً، فقد ورد في الحديث الشَّريف: “أمُّكَ، ثُمَّ أمُّكَ، ثُمَّ أمُّكَ، ثُمَّ أبُوكَ”، حيث أنَّ الأم هي التي حملت وأنجبت، وهي التي تقع على عاتقها المسؤولية الأكبر في تربية أطفالها على المبادئ الأخلاقيَّة، وغرس القيم الدينيِّة والاجتماعيِّة في عقلهم منذ الصِّغر.

لقد استطاعت الأم على مرِّ التّاريخ أنْ تنهض بالمجتمع، وتصنع من أبنائها شخصيَّاتٍ عظيمةً وعلماء ومخترعين؛ فقد كتب “توماس أديسون”، مخترع المصباح الكهربائي في مذكَّرته: “كنتُ ضعيف الفهم، ولكنَّ أمِّي حوَّلتني إلى عبقريِّ القرن”.

2. الملجأ الأوَّل دائماً:

يقول ويليام شكسبير: “ليس في العالم وسادةٌ أنعم من حضن الأمّ”؛ فكلَّما احتجت إليها، ستكون بجانبك، وستحتضنك دوماً، فهي أفضل صديقةٍ عند الحاجة؛ وعندما تتعرَّض إلى مشكلةٍ ما، ستكون أوَّل من يدرك أنَّك لست على ما يرام، وستفعل كلَّ ما بوسعها -حتماً- لمساعدتك، ولو كان هذا على حساب سعادتها؛ إذْ إنَّها الملجأ الأوَّل ومصدر الدعم وبيت الأسرار لكلِّ أفراد العائلة.

هناك حكمةٌ تقول: “تأخذ الأمُّ مكان الجميع، لكن لا يستطيع أن يأخذ مكانها أحد”، أي أنَّ وجود الأمِّ في المنزل وحدهُ كفيلٌ ببثِّ روح الراحة والطمأنينة في نفوس الأبناء، فتراها تقف معهم في أحلى الأوقات، وتعتني بهم وترعاهم وتسهر على مرضهم، دون أنْ تنتظر أيَّ مقابلٍ منهم؛ لذا تأكَّد أنَّه من المستحيل أنْ تتخلَّى عنك حتَّى لو خذلك الجميع، وستستقبلك بأذرعٍ مفتوحةٍ وتهوِّن عليك مصابك، وستكون متواجدةً دوماً من أجلك، وستبقى طفلاً في عينيها مهما بلغت من العمر.

3. تفهمُكَ أكثر من أيِّ شخصٍ آخر:

تدرك والدتك شخصيَّتك وعاداتك جيِّداً، وتستطيع أنْ تفهمك أكثر من نفسك حتَّى، فهي التي قضيتَ بصحبتها معظم فترات طفولتك، وشاركتها جميع أفكارك وتجاربك الأولى على مرِّ السنوات.

لا يخطئ قلب الأمِّ أبداً؛ لذا لن يكون بمقدورك إخفاء أيِّ شيءٍ عنها؛ لأنَّها ستكشف جميع أساليبك وحيلك بنظرةٍ واحدةٍ منها، فاجعل الثقة أساس علاقتك بها، والتمس استشارتها في جميع أمورك.

تذكَّر أنَّ أمك قد تحتاج إلى بعض الدَّعم والصَّداقة من أبنائها أيضاً؛ لذا تحدَّث إليها دائماً، وتأكَّد أنَّها مهما كانت تعاني من يومٍ سيء، فهي ستخصِّص وقتاً من أجلك ومن أجل سماعك؛ فاجعلها صديقتك المفضَّلة، وأخبرها عن تفاصيل يومك، وعمَّا يجول في خاطرك، فلربَّما تكون قد مرَّت بتجارب مماثلةٍ لتجاربك عندما كانت في سنِّك، وستبادلك الخبرات والنصائح الهامَّة.

اجعل علاقتك بأمِّك مميَّزةً وأقلَّ تعقيداً، واقضِ بعض الوقت معها خارج المنزل، كأَنْ تذهبا معاً إلى صالة السينما، أو أنْ تتناولا العشاء سوياً، أو أن تتناولا مشروباً ساخناً في مكانٍ هادئ.

4. أكثَر من يخاف على مصلحتك:

إنَّ والدتك أكثر مَن يكترث لأمرك، فهي تضع مصالحك دوماً فوق مصلحتها، فلقد حملتك مُسبقاً في جوفها، وستبقى تحملك مدى الحياة في قلبها وعقلها؛ لذا لا تتذمَّر من أوامرها ومتطلَّباتها، فهي تخاف وتقلق عليك أكثر من أيِّ شخصٍ آخر، وتحرص دوماً على راحتك وسلامتك، وتغفر جميع أخطائك؛ فلا تخشَ عقابها إنْ ارْتَكَبْتَ خطأً ما، ربَّما ستغضب منك قليلاً في بادئ الأمر، لكنَّها ستغفر لك وتنسى، فهي لا تكره ولا تحقد أبداً؛ وحتَّى في عقابها مُحِبَّة، فهي لا تريدك أنْ تخطئ، بل تريدك أنْ تكون الأفضل، وتسعى دوماً إلى جعلك كذلك.

تحاول الأمُّ دوماً تقديم أفضل النصائح لأبنائها، وذلك بناءً على محبَّتها لهم وخبرتها وتجاربها في الحياة؛ ولذلك عليك أخذ كلامها على مَحْمَلِ الجدّ والعمل به. ربَّما ستطلب منك طلباتٍ متعدِّدة، مثل: أنْ تعود باكراً إلى المنزل، أو أنْ تبتعد عن صديقٍ أو شخصٍ ما، أو أنْ تدرس، أو أنْ تكون حذراً عبر ما تنشره على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فخذ بكلامها؛ لأنَّها أكثر تبصُّراً وأدرى بمصلحتك منك.

5. مصدر الحبِّ والدَّعم:

دائماً ما تغدق الأم أبناءها بالحنان وعبارات المدح والتشجيع والثناء، ممَّا يرفع من معنوياتهم، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة الحياة بقوَّةٍ أكبر.

تشفي الكلمة الطيبة النفوس وتشحنها بالطاقة الإيجابيَّة، كما يصل أثرها إلى عقلك الباطن؛ ممَّا يساعد الشخص على تحقيق نتائج أفضل في حياته؛ فتخيَّل إذاً عدد المرات التي سمعت فيها مدحاً أو إطراءً أو دعوةً من أمِّك.

هناك مثل روسيٌ يقول: “مهما كانت الأم فقيرة، فإنَّها لا تحرم ابنها الثياب الدافئة”، أي أنَّ الأمَّ مستعدةٌ لأنْ تعطي، حتَّى لو لم تكن تمتلك شيئاً؛ فإن أَظلمتْ الدنيا خارجاً في وجه أبنائها، تراها مصدر الضوء والدفء الذي لا يغيب ولا ينقطع، فلا تكفُّ عن الدُّعاء لهم في ظهر الغيب، وترغب في رؤيتهم الأفضل في كلِّ شيء، وتؤمن بالقدرات الكامنة في داخلهم؛ كما وتراهم دوماً أجمل وأكثر تميُّزاً ممَّا هم عليه في الواقع.

ختاماً:

دور الأمِّ هو الأكثر أهميَّةً وتأثيراً في حياة الأبناء، إذ يشتمل على جميع جوانب حياتهم، فهي المسؤولة عن تقديم الرعاية لهم طوال اليوم، ومساعدتهم في حلِّ واجباتهم المدرسية، وتعليمهم الدروس الأخلاقية، وتقديم الاستشارات لهم، وحمايتهم، ومساعدتهم على اكتشاف شغفهم وأحلامهم في جميع مجالات الحياة؛ سواءً بما يتعلَّق في الدراسة، أم الموسيقى، أم التكنولوجيا، أم الرياضة، أم الفنون المختلفة.

يزداد دور الأم صعوبةً وتعقيداً في عصرنا الحالي عندما لا تكون ربة منزلٍ فحسب، بل امرأةً عاملةً أيضاً، حيث أثبتت المرأة قدرتها على أنْ تأخذ على عاتقها دور الأمِّ والأب معاً في تحمُّل نفقات ومصاريف المنزل؛ سواءً كانت أمَّاً متزوجة، أم عزباء، أم مطلَّقة؛ فهي بمثابة حجر أساس كلِّ أسرة، ونعمةً من الخالق لا تقدَّر بثمن.

تذكّر أنَّك ستقابل في حياتك أشخاصاً كُثر، لكنَّك لن تجد في العالم برمَّته قلباً كقلب أمِّك.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *