6 تقنيات تعلم فعالة مدعومة بالأبحاث

نعيش في عالم تتسارع فيه عجلة التطور وتتزايد فيه التخصصات والمهارات الجديدة يوماً بعد يوم، ومع وجود هذا الكم الهائل مِن المعلومات والوقت الضيق للتعلُّم، بات مِن الضروري معرفة تقنيات التعلُّم الصحيحة.

Share your love

لكن إليك هذه الحقيقة الصادمة: معظم تقنيات التعلُّم التي تعلَّمتها في المدرسة خاطئة؛ ففي الواقع، أظهر أحد الأبحاث أنَّ معظم تقنيات التعلُّم التي يستخدمها طلاب الجامعات غير فعالة على الإطلاق.

حدَّد البحث نفسه مجموعةً من أساليب التعلُّم المفيدة حقاً؛ لذا سنستعرض في هذا المقال تلك الأساليب وبعض الطرائق الأخرى المفيدة في اكتساب مجموعة مهارات متنوعة، وفي نهاية هذا المقال، ستكون على دراية بجميع أساليب التعلُّم الضرورية لتعلُّم أيِّ شيء بفاعلية.

أفضل تقنيات التعلُّم:

يفضِّل معظمنا تقنيات تعلُّم أساسية مثل: القراءة والتحديد بالقلم، لكن ماذا لو علمتَ أنَّ كليهما عديم الفائدة؟ فكما تلاحظ يحتاج ذهنك إلى أكثر من ذلك بكثير للاحتفاظ بالمعلومات؛ لذا إليك أفضل تقنيات التعلُّم التي طرحتها الأبحاث:

1. توزيع فترات التعلُّم:

ربما تذكُر المرحلة الجامعية وكيف كنتَ تسهر الليل تحضيراً للامتحان، وفي صباح اليوم التالي لا تتذكر حتى نصف ما درسته، وحتى لو احتفظت بتلك المعلومات إلى يوم الامتحان ستنساها بحلول اليوم التالي.

قد تستطيع تدبُّر أمرك هكذا في حياتك الأكاديمية؛ حيث قد يكون هدفك الوحيد هو اجتياز الامتحان؛ لكن يمسي الأمر معقداً عندما تحاول تعلُّم مهارة جديدة، فلن تستطيع تعلُّم أي شيء يُذكَر بين ليلة وضحاها؛ إذ يستغرق إتقان أية مهارة وقتاً ليس بالقليل، سواء كانت رياضةً ما أم العزف على آلة موسيقية.

وهنا يأتي دور توزيع فترات التعلُّم، ففي تقنية التعلُّم هذه من المفترض أن تقسِّم حصص التعلُّم لديك بحيث تُعقد على فترات متباعدة مِن الوقت، ربما تتساءل: كم من الوقت يجب أن أنتظر قبل استئناف حصص التعلُّم التالية؟ حسناً، أمهلْ نفسك يوماً واحد على الأقل لتحقيق الاستفادة؛ فعلى سبيل المثال: إن كنت تتعلَّم العزف على الكمان، فحددْ موعد الجلسات في أيام متباعدة مِن الأسبوع.

تكمن الحيلة هنا في تحويل ذهنك مِن وضع التفكير المركَّز إلى التفكير الموزَّع؛ حيث تتعلَّم في الوضع المركَّز بفاعلية، كما في مثال العزف على الكمان؛ في حين تنتظر في الوضع الموزَّع حتى الحصة التالية وتفكر فيما تعلَّمته في السابقة وتتذكر كيف أجدتَّ العزف والأخطاء التي ارتكبتها.

2. التدرُّب على الاختبارات:

نحن جميعاً نعرف ذلك النوع مِن المعلِّمين الذي يكرهه جميع الطلاب لكثرة الاختبارات التي يُلزمهم بها؛ لكن كان يحظى جميع طلابه في الحقيقة بأعلى الدرجات، ويرجع السبب في ذلك إلى تقنية التدرب على الاختبارات.

تعمَد بهذه الطريقة إلى الاستغناء عن الجلسات التدريبية أو دراسة المواد وتحدي نفسك في تذكُّر ما تعلَّمته دون أية مساعدة، والشيء المثير للاهتمام حول التدرب على الاختبارات هو أنَّك غالباً ما ستفشل في الاختبار، ولكن بمجرد الوقوع في هذا الخطأ يصبح من السهل تصحيحه وتذكُّره.

لا يجرؤ الكثيرون على اختبار أنفسهم؛ وذلك لأنَّهم يخشون أن تُكشف مَواطن ضعفهم، ولكن هذا هو الغرض من التدرب على الاختبارات؛ وبمعنىً آخر: لتسليط الضوء على مَواطن ضعفك كي تتمكن مِن معالجتها. إضافةً إلى ذلك، يسمح لك التدرب على الاختبارات نقل ما تعلَّمته مِن الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد.

شاهد بالفديو: 7 طرق مثبتة لتقوية الذاكرة طويلة الأمد

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/Il6sZUQ_ehY?rel=0&hd=0″]

ليس عليك إجراء اختبار فِعليٍّ في بيئة اختبار مناسِبة، لكن حسْبَ ما تحاول تعلُّمه، تحدَّ نفسك للمحاولة أو الإجابة عن أكبر عدد مِن الأسئلة حول ما تعلَّمتَه. تتبَّع أداءك في تلك الاختبارات وحاول التنافس مع نفسك إذا لم تجِد مَن تتنافس معه، فأقسى منافسيك هو أنت.

3. التدريب المتداخل:

تُعدُّ هذه إحدى أكثر تقنيات التعلُّم إثارةً للاهتمام بالنسبة لبعض الأشخاص كونها تحثهم على تعلُّم شيئين في آنٍ واحد.

تُراجِع في التدريب المتداخل الأشياء أو تتدرب عليها بالتناوب، لنفترض مثلاً أنَّك تتعلَّم المحادثَة الفرنسية: لن تتدرب على هذه المهارة دفعةً واحدةً في يوم محدَّد؛ بل ستدرس قليلاً من الفرنسية ثم تحوِّل انتباهك عنها إلى التدرب على مهارة أخرى قبل أن تعود إلى التدرب على الفرنسية مجدداً.

وكما هو الحال في طريقة توزيع فترات التدريب، تسمح لك هذه التقنية أيضاً بالتبديل بين طريقة التفكير المركَّزة والموزَّعة، وفضلاً عن ذلك، تمنحك تقنية التعلُّم المتداخل فائدةً أخرى وهي تصعيب تذكُّر الأشياء والتدرب عليها، فجميعنا يعلم أنَّه كلما ازدادت صعوبة التدريب خاصتك، اكتسبتَ علماً أنفعَ.

4. التفسير للذات:

لقد ناقشنا حتى الآن بعض تقنيات التعلُّم المفيدة التي يمكن تطبيقها على معظم أنواع التعلُّم، وعلى الرغم مِن عدم الانتشار الكبير لتقنية التفسير للذات التي نحن بصددها الآن؛ إلا أنَّها تُظهِر نتائج واعدةً.

في هذه التقنية، تشرح لنفسك ما تحاول تعلُّمه، وهذا في الحقيقة يمكن تطبيقه تطبيقاً أفضل عند دراسة المواد الدراسية أو النظرية، يعمل الذين يفسرون لأنفسهم عملَ المعلِّم تماماً؛ فمثلاً: إن كنت تتعلَّم المحاسَبة لتؤسِّس عملاً تجارياً أو تعمل على تقنيات تسويق مختلفة، فحاول أن تشرح لنفسك كيفية عمل هذه الأساليب وسبب جدواها.

لا تقلق كثيراً بشأن ما إذا كانت تفسيراتك منطقيةً أم لا، فأنت ما إن تبدأ الشرح حتى تستفيض به ودون تخطيط مُسبَق، ولكنَّك في خضم ذلك ستكشِف عن تفاصيل ومفاهيم لم تعلَمْ بوجودها، وهذه الطريقة مفيدة للمفكرين المتعمقين والمتعلِّمين في إطار مفاهيمي يتضمن الأفكار الرئيسة والنقاشات التي تدور حول الموضوع.

5. الإسهاب في الاستفسار:

الإسهاب في الاستفسار أسلوب تعليمي مشابه لأسلوب التفسير للذات، وبناءً عليه فهو أيضاً أكثر نجاحاً عند التطبيق على التعلُّم النظري. وفي هذه الطريقة، تسأل نفسك باستمرار في أثناء عملية التعلُّم، فإن صادفتك تقنية ما أو حلٌّ معيَّنٌ مثلاً، يَخطُر في بالك الاستفسار عن السبب، فتحاول شرْحَ الإجابة لنفسك، وبالعودة إلى مثالنا السابق عن تعلُّم المحاسَبة، قد تطرح أسئلةً مثل: لماذا تدرُّ الأعمال التجارية كذا وكذا من الأرباح؟ وتشرحها استناداً إلى معرفتك بالمحاسَبة.

يكمن عيب هذه الطريقة الأساسي في أنَّها تستغرق كثيراً مِن الوقت؛ ومع ذلك فلا يمكننا إنكار فائدتها على مَن يتَّبعها.

6. التدرب على الاسترجاع:

وضع الباحثون هذه الطريقة التي تشبه الكثير من التقنيات الأخرى في هذه القائمة؛ لكنَّها تنفرد بنفسها عن باقي التقنيات؛ وذلك لأنَّها تركز أساساً على الوقت الذي لا تتعلَّم فيه بصورة فعلية.

بعبارات أوضح: في تقنية التدرب على الاسترجاع، تحاول تذكُّر ما تتعلَّمه بعد الحصة الدرسية، مما يُمثِّل تحدياً لذهنك في استرجاع أية معلومات لديه حول الموضوع دون أن تكون ضمن بيئة تدريب أو اختبار حقيقي.

سيمنحك التدرب على الاسترجاع فكرةً جيدةً عن الطريقة التي يجب أن تتصرف بها إن كان عليك استخدام مهاراتك أو معرفتك على أرض الواقع.

تقنيات التعلُّم غير المجدية:

الآن وبعد أن غطَّينا جميع طرائق التعلُّم المدعومة علمياً، دعونا نستعرض باختصار بعض تقنيات التعلُّم الشائعة غير المجدية على الإطلاق؛ حيث توصَّلت الدراسات إلى أنَّ ليس لهذه الطرائق تطبيقات عملية واسعة النطاق، وأول وأهم تقنيات التعلُّم غير المجدية هي التحديد بالقلم والتأكيد على ما نرغب بحفظه مِن خلال التسطير تحته؛ فتُظهر الأبحاث أنَّ هاتين الطريقتين لا تساعدان في تحسين عملية التعلُّم أبداً.

ثانيها هي تقنية تقوية الذاكرة؛ حيث نحفظ في هذه التقنية الكلمات المفتاحية بترتيب معين لتذكُّر مفهوم معقَّدٍ، ومع أنَّ الدراسات قد لاحظت فائدةً لهذه الطريقة في حالات معيَّنة؛ إلا أنَّ تطبيقها العملي كان متواضعاً.

شاهد بالفديو: ست خطوات ذهبية تساعد على تقوية الذاكرة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RV3Fm_AgZ0o?rel=0&hd=0″]

من المثير للدهشة أنَّ الباحثين يَعدُّون تقنية إعادة القراءة طريقةً تعليميةً غير مجدية؛ فعلى الرغم من القول الشائع أنَّ في التكرار إفادة في عملية التعلُّم؛ إلا أنَّ للأبحاث رأي مغاير، فإن كنت ممن يفضلون هذه التقنية، فواظب على التعلُّم باستخدام نظيرتها (التدرب على الاختبارات).

الجمع بين هذه التقنيات والتوسع فيها لتحقيق أقصى استفادة:

إن واظبت على اتباع تقنية واحدة دون البقية فستضر بعملية تعلُّمك؛ وذلك لأنَّك تصبح جامداً للغاية في نهجك التعليمي؛ فكما تلاحظ، يتمتع الناجحون بشخصيات مرنة وحيوية، ويتعلَّمون التكيف والتغير حسْبَ المتطلبات.

قد يتوجب عليك استخدام أساليب تعلُّم مختلفة حسب ما تحاول تعلُّمه، ولهذا السبب يجب أن تكون قابلاً للتكيف بغية إتقان التعامل مع هذه الطرائق. عليك في البداية معرفة أساليب التعلُّم المناسبة لك، والجمع بينها لتكوِّن تقنيتك الخاصة، ثم تقييم تقنيات التعلُّم التي يجب أن تحسِّنها وتحاول التوسع فيها.

لا يعني هذا أنَّ عليك إتقان تقنيات التعلُّم المذكورة في هذا المقال جميعها؛ لكنَّ معرفة أساليب التعلُّم المناسبة لك وغيرها التي عليك تحسينها أمر جوهري للتطور السريع.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!