75% من أصحاب الإنجازات والناجحين ينحدرون من أسر مُضطربة, فما السبب؟

تَرعرَعَ "هوارد شولتز" رئيس شركة "ستارباكس" (Starbucks) في أحد المجمعات السكنية ذات الظروف القاسية، وواجهَت "أوبرا وينفري" في طفولتها ظلماً مرعباً، في حين تُوفيَّ والد السياسية الأمريكية المشهورة "أيلينور روزفيلت" بسبب إفراطه في شرب الكحول.

Share your love

فقد تحدثت “جاي” بالتفصيل في الواقع عن دراسةٍ كلاسيكية شملت 400 من أصحاب الإنجازات الخارقة والذين كُتِبَ عن حياتهم سيرتَيْن ذاتيَّتَيْن على الأقل نظراً لإسهاماتهم الإيجابية، وحينما درس الباحثون قصص أصحاب النجاحات هؤلاء وجدوا، على نحوٍ ملفتٍ للنظر، أنَّ 75% منهم واجهوا مصاعب شديدة كفقد أحد الوالدين، أو الفقر المدقع، أو التعرض للظلم في مرحلة الطفولة.

المِحن في مرحلة الطفولة:

هذا لا يعني بالطبع أنَّ الطفولة المزرية لا تُعَدُّ أمراً مرعباً، فمعظم الأطفال الذين يشهدون هذه المعاناة لا يصبحون مديرين تنفيذيين أو نجوماً على شاشات التلفاز حينما يكبرون بل يعيشون حياةً تهيمن عليها تجاربهم السابقة. فالصدمة ليست من الأمور التي تتمنى أن يتعرض لها أي شخصٍ في يومٍ من الأيام، ولكن فكرة “جاي” هي أنَّ الصراعات التي نعيشها في مرحلة مبكرة من حياتنا تعلمنا أن نكون مرنين بشكلٍ كامل وهو الأمر الذي يقودنا إلى تحقيق إنجازاتٍ لا تُصدَّق.

وقد دعمت الكاتبة في مقالتها الطويلة هذه الفكرة بعددٍ كبير من الإثباتات العلمية بما في ذلك دراسة استمرت أربعة عقود جرى خلالها مراقبة حوالي 700 طفل وسجناء سياسيين آخرين من ألمانيا الشرقية، وناقشَتْ “جاي” كذلك بشكلٍ مُعمَّق السبب الذي يجعل البدايات القاسية تؤدي إلى ظهور مثل هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين مع ملاحظة التغييرات النفسية التي تطرأ عليهم كتعزيز المرونة في التعامل مع الضغط والتكيف النفسي الذي يشمل السلوك الرافض للتغذية الراجعة السلبية.

إذا كنت مهتماً بهذه المعلومات فإنَّ المقالة بأكملها تستحق القراءة ولكنَّ العديدين قد يسألون بكل بساطة ما الفائدة من تلك المعلومات؟ فلا أحد أبداً سيشجع تعريض الأطفال للصدمات بغية تعويدهم على الإصرار. وحتى إن كنت تظن أنَّك مستعد لدفع هذا الثمن الباهظ في مقابل اكتساب مرونة كبيرة فلن يكون في إمكانك العودة إلى الوراء وتغيير طفولتك.

ولكن هذا لا يعني أنَّه ليس ثمَّة أي شيءٍ عملي يمكن تعلمه من المحن التي نتعرض لها في فترة الطفولة، إذ تذكر “جاي” أنَّ ثمَّة خمس نتائج يمكن لأولئك الباحثين عن تعزيز مرونتهم الاستفادة منها:

1- تحدَّ نفسك:

كتبت “جاي”: “من المفيد تولي مشاريع طويلة المدى تكون أشبه بالتحديات منها إلى التهديدات كالبدء بممارسة الرياضة، أو الدراسة من أجل تحصيل شهادة أعلى، أو تعلم العزف على آلةٍ موسيقية إذ إنَّ الأمور الصعبة التي لا علاقة لها بالعواطف والتي لا تكون مفاجئة تساعدنا على الاستعداد لمواجهة الأمور التي تكون كذلك”.


اقرأ أيضاً:
تحدّي 30 يوم لتطوّر ذاتك بنجاح


2- سيطِر على المحارب الذي يعيش في داخلك:

تقول “جاي”: “قاوِم الهزيمة الموجودة في عقلك، فالمقاومة الخارجية تبدأ من المقاومة الداخلية”.

3- عزّز الدعم الاجتماعي:

تُعَدّ الروابط الاجتماعية واحدةً من أهم مكونات المرونة، لذا تنصحنا “جاي” قائلةً: “تواصل مع أفراد العائلة، أو الأصدقاء، أو الخبراء الذين تشعر بأنَّهم مهتمون بالتواصل معك. فعدم حاجة الأشخاص المرنين إلى المساعدة يُعَدُّ من الخرافات، حيث إنَّ البحث عن الدعم هو ما يقوم به الأشخاص المرنون”.

4- تعامل مع المصاعب بشكلٍ فعال:

“لا تُعالج معظم المحن الخطيرة بشكلٍ سريعٍ أو سهل، ولكن الإمساك بزمام الأمور حينما نستطيع أن نقوم بذلك يُعَدُّ أمراً يعزز الطاقة لدينا. فضع خطةً واقعية لتحسين وضعك واعمل على تحقيقها يوماً بعد يوم، إذ إنَّنا حينما نحرز تقدماً ما فإنَّ ذلك يدعمنا ويهدئ روعنَا”.


اقرأ أيضاً:
7 أساليب فعّالة لحل المشاكل والتخلّص منها


5- تذكَّر شجاعتك:

تقول “جاي” بلهجة تنم عن الإصرار: “تذكر المواقف التي كنت فيها شجاعاً وقوياً، فنحن غالباً ما نتذكر الأخطاء التي وقعنا فيها في حياتنا بدلاً من أن نتذكر ما قمنا به للاستمرار والنمو. وعُد بذاكرتك إلى الأوقات التي واجهْتَ فيها التحديات وانسب الفضل في تجاوزها إلى نفسك، فقد تكون أكثر مرونةً مما تعتقد”.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!