لكنَّها كانت أشد وطأة على سوق العمل دون منازع؛ فقد عانت فيها الشركات على اختلاف أحجامها، ولم يكن رواد الأعمال عامةً والمستقلِّين منهم خاصةً، وأصحاب الوظائف المؤقتة أوفر حظاً.
يعي “طوني روبينز” (Tony Robbins) صراعك، ويتفهَّم ما تمر به جيداً لأنَّه مر بأزمات مشابهة من قبل. يشتهر طوني روبينز (Tony Robbins) بكونه محللاً استراتيجياً للحياة والأعمال، والمؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعاً وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز (New York Times)، ورائد أعمال، وصاحب أعمال خيرية.
أمضى روبينز (Robbins) عشرات السنين في السفر حول العالم متحدثاً في مؤتمرات حضرها الآلاف، وفجأةً أتت هذه الجائحة وأوقفت كل شيء، ولم يعد بإمكانه تنظيم مثل هذه المؤتمرات، لكنَّ ذلك لم يؤثر فيه سلباً؛ فشرع في البحث عن حلول، واستغرق إيجادها وقتاً؛ لكن لم تَرُق له الحلول السهلة المتمثلة بالتحدث عبر تطبيق زوم (Zoom)، فقد كان حلمه أكبر من ذلك، وفي النهاية توصل إلى طريقة مبتكرة وأوسع نطاقاً لاستخدام تقنية الفيديو: تصوَّر الأمر على أنَّه مكالمة فيديو تفاعلية عالمية عالية النشاط، وإذ بالشيء الذي كان يخشى أن يحطم هدفه في الحياة القائم على مساعدة الآخرين، يمكِّنه من الوصول إلى مزيدٍ من الناس أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، والآن يخطط للتحدث إلى مليون مشاهد أو أكثر في فعالية واحدة.
يصبو روبنز إلى أن يكتشف الناس آفاقاً جديدةً؛ وهذا ليس بالأمر السهل، لكن أليست الحياة قائمةً على التحدي؟ لذا ينصحنا روبينز (Robbins) ألا نقلق إزاء الشعور بالتوتر أو الخجل أو الخوف كونه أمراً طبيعياً.
تكمن الحيلة بألا نحاول التغلب على الخوف، أو التظاهر بعدم وجوده؛ بل على العكس، يجب علينا مواجهة مخاوفنا مهما كانت الظروف، لأنَّنا نستمد الشجاعة من الخوف، فيقول: “عُدَّ الشجاعة عضلةً، تضمر إن لم تدربها باستمرار”.
يقدم لنا روبينز (Robbins) في ظل انتشار التغيير وعدم وجود اليقين والفرص دليله المفصَّل خطوةً بخطوة ومن الألف إلى الياء، إضافةً إلى نصائح حول كيفية الارتقاء في حياتك المهنية في 2021، عام التعافي:
1. انتبه إلى الزاوية التي ترى منها الموقف:
يعارض روبينز (Robbins) فكرة “البدايات الجديدة”، في حين يشجع رواد الأعمال المستقلين على رؤية “التغيير” -على حد تعبيره- بطريقة تختلف عن تلك العقلية، أو إن أردت تسميتها بـ “التعافي”.
ويتابع قوله: “تخيل الأمر كما لو أنَّك تشاهد فيلماً أو تقرأ كتاباً تستهلُّه بأن يكون البطل على دراية تامة بما يبتغي من الحياة، وتكون حياته مكللةً بالنجاح على المستوى الشخصي والمهني، ويكون محبوباً من قِبَل عائلته وأصدقائه وصادقاً معهم، إضافةً لتمتعه بالنضج الروحي، وكونه شخصاً منظَّماً ونظيفاً.
وتستمر الحكاية بهذه المثالية، دون أن يطرأ أيُّ تغير على الشخصية، فلا يزال مثالياً، يحقق المزيد من النجاحات التي لا يشوبها الإخفاق، وتستمر الأحداث بنفس الوتيرة دون تحسُّن ولا ضغائن ولا تَفكُّر ولا تغيير، فلا صعوبات تواجه البطل، ولا مخاوف تعتريه، ولا دروس يتعلمها.
هل كنت سترغب بمشاهدة هكذا فيلم؟ أو تقرأ كتاباً مشابهاً؟ طبعاً لا، لأنَّنا بوصفنا بشراً نحب القصص التي تتحدث عن أشخاص تمكنوا من الوقوف على أقدامهم بعد انتكاسة”.
إن رأيت أن تكرر مجدداً ما فعلتَ، فأنت إذاً تصب تركيزك على المكان الذي اعتدت عليه؛ أما إذا رأيتَ أنَّك ترتب لعودةٍ ترتقي بك إلى مستويات أعلى، فهذا سيفرض عليك وضع تصورات نهائية، ومعرفة أين سيُفضي بك الدرب، وكيف سيحسِّن حلمك الجديد حياتك أكثر من أيِّ وقت مضى.
ويتابع: “ثمَّة في حياة كل شخصٍ أمرٌ يدفعه إلى الاستسلام؛ فلا يعتمد وجودنا الجوهري في الحياة على معرفة مكاننا الحالي، بل أين نطمح أن نصل، وإن كنَّا على استعداد لوضع رؤية تَفوق إمكاناتنا حتى نتمكن من التأسيس لشيء أفضل من السابق”.
شاهد بالفيديو: 8 أمور يجب القيام بها عندما ترغب في الاستسلام
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/UEY-3Ji_Y7c?rel=0&hd=0″]
2. لا تنتظر طويلاً:
ربما تسأل نفسك، كيف لك أن تعرف اللحظة المناسبة، أو ما إن كان ينبغي عليك بدء عملية التعافي، قد تخشى أن تكون نتائج أية خطوة جديدة أسوأ من عدم التجربة على الإطلاق.
معك حق، لكنَّ هذا ليس سبباً مقنعاً لعدم الإقدام على أية خطوة، يقترح روبينز (Robbins) أن تطرح على نفسك مجموعةً من الأسئلة مثل: إن لم أكن متشبثاً بالحياة إلى هذه الدرجة، فما الأمر الممكن تحقيقه؟ ما الحياة التي يخبئها لي المستقبل في حال أردتُ النهوض حقَّاً؟
أما إن قضيت عمرك تنتظر تحسُّن الأمور بالكامل، فسيطول انتظارك، فنادراً ما نكون متأكدين من حقيقة أمر ما، وسنواجه دائماً حالةً من عدم اليقين، وقد أصبح هذا شائعاً الآن أكثر من أيِّ وقت مضى؛ إذ يقول روبينز (Robbins): “إنَّ تجاهل البدايات الجديدة قد يزيد الأمر سوءاً”.
عدا عن ذلك، يجب ألا تَنشُد الكمال بعد أن تكون قد حققت انتصارك، ويضيف: “يجب عليك تجربة أشياء مختلفة، فنجاحك في الحياة دليل على أنَّك لا تخشى تجربة أشياء جديدة. يحاول معظم الناس انتظار الوقت الذي تروق فيه الأمور تماماً؛ لكن تتبنى أعظم شركات الإنترنت أو شركات التقانة دون استثناء ثقافة التكرار، فهم يحصلون على ما يرون أنَّه الأفضل لهم، حتى لو لم يكن مثاليَّاً، ويجربونه ويختبرونه، ويفحصون ما يَصلُح له، فيصنعون على شاكلته، ويغيرون ما لم يَصلُح”.
3. العب لعبة العكوس:
إذا انطلقتَ فوراً نحو السعي إلى التعافي (وهي عمليَّةٌ يجب علينا أن نُقِرَّ بأنَّها من المحتمل ألَّا تكون مثالية)، فاعلم أنَّك بذلك تُقدم على خطوة عظيمة؛ لكن تكمن الصعوبة حقاً في معرفة ما الذي عليك فعله بالضبط.
إن لم تجد لهذا السؤال جواباً، فلا داعي للقلق، يقول روبينز (Robbins) إنَّه غالباً يطلب من الأشخاص أن يضعوا خططاً لآمالهم وأحلامهم فيما يخص العلاقات والعمل والحياة التي يجدون صعوبةً في التعبير عنها، وعندما يُنفِّذون طلبه، يطلب منهم أن يلعبوا لعبة العكوس.
يقول روبينز (Robbins) شارحاً طريقة اللعب: “أطلبُ منهم إحضار ورقة وقلم رصاص والبدء برسم جداول، ووصف العلاقة المَقيتة، والأشخاص الذين لا يريدون أن يَقرَبُوهم، وأن يصفوهم ويصفوا تصرفاتهم، وكيف يعاملونهم، ويعاملون أنفسهم وأجسامهم وعواطفهم ومعنوياتهم؛ أو يصفوا الوظيفة التي يمقتون، والأمور المُستفِزَّة التي يقوم بها الأشخاص من حولهم، والأمور التي لا يرغبون بالقيام بها، وبمجرد أن يفرغوا من ذلك، أطلبُ منهم تدوين العكس”.
تُحوِّل هذه الطريقة الغضب والعجز إزاء العلاقات والمهن إلى إيجابيات.
يقول روبينز (Robbins): “ستجد في هذه الطريقة الفائدة، قل: “لا أريد هذا الأمر” صراحةً؛ إذ يعلم معظم الناس الأشياء التي لا يرغبون فيها، لكنَّهم في المقابل لا يعلمون ماذا يريدون، اكتب العكس، وستحصل على علاقة ووظيفة مثالية”.
4. لا تُلقِ بالاً للخوف:
لا تخش التوتر، قد تستغرب كيف لك ألا تكون خائفاً في ظل جائحة كورونا (COVID-19)، وكلما فتحت التلفاز رأيت خبر تزايد أعداد الوفيات يتصدر العناوين!
قد يجتاحك الخوف والقلق في الفترة الراهنة؛ لكنَّهما ليسا بالأمر الجديد عليك، ولم يتغير إلا المسبب.
كثيراً ما يتمنى الناس حياة لا يشوبها التوتر، لكنَّ هذا من المستحيلات، وعدا عن ذلك، فالتوتر هو ما يميز الحياة الصحية عن غيرها، يتابع روبينز (Robbins): “يكمن السر الحقيقي في الحياة في تقبُّل التوتر؛ فإن تعلمت كيفية تسخيره وعدم السماح له بالسيطرة على حياتك، ستصبح أقوى شكيمةً؛ لذا لا تحاول أن تتخلص منه، بل اسعَ لتصبح إنساناً أعظم وأشد بأساً وأفضل نفساً”.
أفعالك هي ما سيقضي على خوفك وليس سواها؛ فللبشر قدرة عجيبة على التكيف، وباستطاعتهم تسخير الخوف لمصلحتهم، واعلم أنَّ عدم المجازفة يوقع في القلب خوفاً أكثر من المجازفة والإخفاق”.
5. درِّب عقلك:
في بداية مسيرته المهنية، تتلمذ روبينز (Robbins) على يد الكاتب ورائد الأعمال والمتحدث التحفيزي جيم رون (Jim Rohn)، وقد اقتبس روبينز (Robbins) منه هذه الكلمات: “لا ضير في تفويت وجبة طعام، لكن لا تفوتنَّك قراءة كتاب لنصف ساعة يومياً”.
يقرأ روبينز (Robbins) بنهم ويشجع رواد الأعمال المستقلين على ذلك، ويقول: “ابحث عن كتاب يعلِّمك استراتيجيات ورؤىً وفلسفات جديدة”.
تزخر المكتبات بالكتب حول الإبداع، ويفضِّل روبينز (Robbins) السِّير الذاتية التي تحكي قصص الأشخاص عموماً، والسِّير التي خطَّها أصحابها بيدهم خصوصاً.
الأشخاص الناجحون في أكثر محاولاتهم، هم الذين تستحق سيرهم الذاتية القراءة؛ فدربهم للنجاح لم يكن مُعبَّداً على الإطلاق، يتابع روبينز (Robbins): “أنت تقرأ كلماتهم، وتفكر في أفكارهم، ويستحوذ عليك شعورهم نفسه”.
تمنحنا القراءة فوائد أعظم من التزود بالأفكار أو الرغبة في التعافي، فتزيد من صلابتك الذهنية، يقول روبينز (Robbins): “سأقوم كل يوم بتدريب عقلي وتقويته، وأقف حارساً على بابه كما علمني أستاذي جيم رون (Jim Rohn)”.
شاهد بالفيديو: كيف يقرأ الأذكياء؟ 5 نصائح تساعدك على القراءة بذكاء
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/pmX3-Jowf2I?rel=0&hd=0″]
6. درِّب جسمك:
يسبح روبينز (Robbins) في المياه المتجمدة مع أنَّه لا يحبذ ذلك، لكن يُجبِر نفسه عليه.
يقول: “أمشي عبر الثلوج في الشتاء، وأسبح في هذه المياه التي تبلغ حرارتها -38 و-39، هذا أمر قاسٍ للغاية، لكنَّني أتطلع إلى فعله كل يوم، لا أسمح للشك أن يقف في طريقي، ولا أتنازل، يمكنك تدريب جسمك بالطريقة التي اعتدتَ عليها”.
7. اطرح أسئلةً جديدة، وأجرِ محادثات جديدة وابحث عن وجهات نظر جديدة:
عندما منعت تدابير الإغلاق التجمعات الكبيرة، اضطر روبينز (Robbins) إلى ابتكار طريقة أو مجموعة من الطرائق الجديدة للوصول إلى الناس، اعتقدَ أنَّ دُور السينما أو الكنائس قد تنفع بوصفها بدائل مناسبة، ولكنَّها سرعان ما أُغلقت أيضاً، فانتابته الحيرة والغضب، وأخذ يبحث عن حلول.
قال لنفسه: “لن أبثَّ ندوةً على الإنترنت، بل أحتاج إلى وسيلةٍ أنطلق منها”.
اكتشفَ أنَّ البعض يستخدمون برنامج الاجتماعات زوم (Zoom) للوصول إلى مجموعات كبيرة من الأشخاص؛ لذا فكَّر في الأمر، لكنَّه لم يحبِّذ الفكرة، والسبب واضح، فقد بلغ الحد الأقصى لبرنامج زوم (Zoom) ألف مشاهد فقط، في حين أنَّه اعتاد على مخاطبة مجموعات يفوق عددها هذا بكثير.
زار ذات يوم شركة إنتاج في ولاية كارولينا الشمالية، وشيَّدوا استوديو بستارة ومنصة والعديد من الشاشات، سار على المنصة، التي بلغت مساحتها حوالي خمسة أمتار فقط، فانتابه العجز واليأس مجدداً، وقال لنفسه: “لا أستطيع أن أفعل هذا”.
فقد اعتاد سابقاً التحدث في الملاعب أمام عشرات الآلاف، وكان ظهوره الدرامي من خلف الستارة حافزاً له، حتى في الأيام التي كان وضعه الصحي سيئاً نتيجة تسممه بالزئبق الذي يصيب الجسم بالتِّجفاف.
بعث ظهوره من خلف الستارة الحيويةَ في جسده؛ وبعد أقل من ربع ساعة اشتعل نشاطاً مكنَّه من التحدث لساعات؛ لكن أيقظت فيه تلك المنصة الصغيرة في ولاية كارولينا الشمالية، بشاشاتها المنتصبة أمامه الاندفاع مجدداً، بدأ الحديث بحماسةٍ والتفكير بصوت عالٍ عن تجربته مع التعافي، سجَّل أحدهم أفكاره وهي تتدفق كالسيل لمدة ساعة، لقد تصوَّر تجربةً تفاعليةً حيةً ومباشرةً، وأراد أن يكون محاطاً بشاشات عملاقة، ويكون على مسرح يستوعب 3000 شخص، ويتنقَّل بسرعة، ويرى جمهوره الكبير مرةً أخرى.
وظَّف ست شركات مختلفة لتحويل رؤيته إلى حقيقة، أخبروه أنَّ الأمر سيستغرق تسعة أشهر، فقابلهم بالرفض؛ إذ قال: “لا، أمهلكم تسعة أسابيع، وفعلاً فعلنا ذلك في تسعة أسابيع، لقد كان الأمر لا يوصف؛ وبالنتيجة أقمنا أكبر حدث من هذا النوع على الإطلاق”.
وصل جمهوره إلى 35000 شخص على مدار فعالية استمرت أربعة أيام، لم يكن ليتحقق له أيٌّ من ذلك لو لم يُجبر نفسه على اتباع طرائق جديدة للقيام بالأشياء، يقول: “من خلال الاستماع إلى هذه الأصوات الجديدة داخلي، وإجراء محادثات جديدة، وطرح أسئلة جديدة، والحصول على وجهات نظر جديدة، كنت قادراً على الإبداع، وليس مجرد الحفاظ على المكانة التي أنا فيها”.
8. حلل عاداتك في التركيز:
لتوضيح هذه النقطة، يروي روبينز (Robbins) قصةً مألوفة لعشاء عيد الشكر عندما كان في الحادية عشرة من عمره، كانت عائلته مُعدِمةً، ولا تستطيع تحمل تكلفة وليمة كبيرة، وبينما كان والداه يتشاجران، سمع طَرقاً على الباب ففتح، وإذا برجل قد أحضر لهم أكياساً من البقالة.
نادى طوني (Tony) والده، لكنَّه قابل صنيع الرجل بغضب وأخبره أنَّه لن يقبل الصدقة، وكان على وشك صفق الباب بوجه الرجل، لو لم يرتطم بقدمه، حاول إقناع والد طوني (Tony) بقَبول الطعام، قائلاً إنَّه مجرَّد عامل توصيل، وأنَّ المتبرع مجهول الهوية، ولا أحد يعرف حتى المصدر الذي أتى منه الطعام، لكنَّ والد طوني أبى محاولاً مرة أخرى إغلاق الباب.
لكنَّ الرجل كان أسرع فاقتحم المدخل بكتفه مناشداً والد طوني (Tony) مرةً أخرى لقبول الطعام، قال الرجل لوالدي: “يا أخي، من فضلك لا تجعل عائلتك تعاني إرضاءً لذاتك”، يقول روبينز (Robbins): “لقد كانت واحدةً من تلك اللحظات التي لا ينساها المرء أبداً”.
أخذ الدم يغلي في عروق والد روبينز (Robbins)، حتى بدا كشخص مسعور، أمسك بأكياس البقالة دافعاً بها لداخل المنزل وصفق الباب دون أن يشكر الرجل، يقول روبينز (Robbins): “لقد ذُهلت؛ كيف لوالدي ألا يكون سعيداً؟”.
احتاج روبينز (Robbins) إلى عدة سنين ليفهم الأمر، والآن فهم تصرف والده، واستنتج أنَّ هنالك ثلاثة قرارات تسيطر على الناس، غالباً ما يتخذونها في اللاوعي؛ وهي:
- “ما الذي سأركز عليه”.
- و”ماذا يعني”.
- و”ماذا سأفعل حيال ذلك؟”.
يقول روبينز (Robbins): “ركَّز والدي على حقيقة أنَّه لم يُطعم أسرته”، ولم يرغب في قبول الصدقة وكان يشعر بالخجل على ما يبدو من اعتقاد شخص أنَّه يجب عليه قبولها، مما يعني عدم قدرته على إعالة أسرته؛ لذا كان تصرفه بدافع الغضب”.
يقول روبينز (Robbins): “نحن نركز على ما نشعر به، حتى لو لم يكن ذاك الشعور بمحله”.
وهذا ما يعيه جيداً رائد الأعمال المستقل، يقول: “إن ظننت أنَّ أمراً ما فظيعٌ، فستجد ألف طريقةٍ لإثبات أنَّه فعلاً كذلك؛ أمَّا إن ظننت أنَّه رائعٌ، فسيكون رائعاً بالفعل، طريقة التفكير هي أهم شيءٍ في عملية التعافي”.
المصدر