المحتوى:
1- ما هي شخصية النرجسي
2- هل يشعر النرجسي بالندم
النرجسية يعتبرها علماء النفس اضطرابا في الشخصية، حين يتوهم الشخص أن له أهمية تفوق ما هو واقعي بالفعل، ويعتقد أن قدراته وإمكانياته لا حدود لها، فهو أذكى ممن حوله وأكثرهم ثقة بالنفس، ولا يدرك كم هو مؤذي لنفسه وللمحيطين به، ولذلك عند حدوث انفصال معه في العلاقات لعاطفية، من الممكن أن ينشغل الطرف الآخر بمعرفة هل يعود النرجسي بعد الفراق؟
هذا التساؤل يعني أن الطرف الآخر على علم بأنه كان في علاقة عاطفية مع شخص نرجسي، وهو يعني الاستعداد لسماع مبررات النرجسي التي قد يختلقها من أجل أن يستعيد حبيبته، وكذلك يعلم كم هو صعب أن يتنازل أصحاب الشخصية النرجسية عن صلفهم وتكبرهم على الاعتراف بالخطأ، أو محاولة إظهار الضعف ومشاعر الخزي، ولكن يبدو أن الأمر في بعض الأحيان قد يتغير، وتزعزع المشاعر هذا الجمود والرغبة في السيطرة على الأمور بطريقتهم.
ما هي شخصية النرجسي
قبل أن نتعرف على الطريقة التي قد تجعل الرجل النرجسي يحاول العودة لشريكته بعد القرار بالفراق، من المهم أن نتعرف أكثر على طبيعة شخصيته، حتى نمتلك القدرة على فهم دوافعه وطريقة تفكيره وتعبيره عن مشاعره. كما أشرنا يتم تصنيف النرجسية على أنه اضطراب في الشخصية، وعبارة عن حالة نفسية وعقلية يصاب بها الشخص وتجعله يرى نفسه بصورة متضخمة، ويفرط في حب ذاته.
الشخص النرجسي يبحث دوما عن الاهتمام والإعجاب المبالغ به من الآخرين، في حين أنه لا يمتلك مشاعر كافية ليتعاطف معاهم ويمنحهم محبة متبادلة، فهو يشعر بالاستحقاق وبضرورة أن يكون أولوية لدى الجميع، ويعتقد بأنه يمتلك تميزا عن الآخرين، ويسعى أن يحصل على شريك متميز مثله، ولديه وهم بأنه الأفضل والأكثر نجاحا وجمالا وحضورا، ويستحق بناءا على ذلك الأفضل- حتى وإن لم يقدم اي شيء في سبيله-.
رغم ما توحي به شخصية النرجسي من ثقة عالية بالنفس تصل إلى حد الغرور، يعاني هو من هشاشة تجعله فاقد لثقته بنفسه ورافض لأي انتقادات، لذلك دوما يحصن نفسه برد فعل عكسي وغير متوقع، معتقدا أن العالم يدور حوله، وهذا ما يجعله غير قادر على استيعاب وفهم الآخرين ومشاعرهم واحتياجاتهم، وقد يستغلهم لصالحه ولتحقيق ما يريده، ويكبتون داخلهم مشاعر بانعدام الأمان والاكتئاب والقلق أحيانا، تظهر في صورة غضب وتقليل من المحيطين بهم.
هل يشعر النرجسي بالندم
تبدو شخصية النرجسي صعبة المراس، ولا يعد هينا التعامل مع اضطرابه وتحمل سلوكياته، ولكن وقوعك في الحب في رجل هذه شخصيته، فعليك أن تكوني حذرة على مشاعرك ومساحتك الشخصية وتحاولين أن تضمني عدم تعرضك للإيذاء النفسي، وتوجهين هذه الشخصية لمحاولة العلاج النفسي السلوكي والتخلص من هذا الاضطراب، لأنها علاقة عاطفية قادرة على أن تستنزفك وتستهلك طاقتك.
من الممكن أن تتطور بكما الأحوال إلى درجة الانفصال، وفي حال افترقتما قد يكون هذا نعمة وراحة لكثيرين، وقد يشغل بالك السؤال عن إمكانية العودة، وهل يمكن للشخص النرجسي أن يتخلى عن كبريائه ويفكر في العودة؟ أيزال يحمل لك المشاعر ويفتقدك؟ وما الذي يجعله يفكر في العودة مرة ثانية؟.. الأسئلة كثيرة كما يبدو، وقد تشير إلى التحسن الذي قد تشعرين به بعد رحيل “النرجسي” من حياتك، وكيف تصبحين أكثر حرية ومتخلصة من السيطرة والهوس والإهانة، وتوضح مى قلقك من العودة لها ثانية.
هناك بعض الأمور التي قد تساعدك على اكتشاف الأمر ومعرفة ما ينوي فعله:
1. نعم، سيعود للأسف
من المعروف عن أصحاب الشخصية النرجسية أنهم لا يفضلون البقاء وحيدين، دون اهتمام يحيط بهم ومشاعر تفيض عليهم وتشعرهم بأهميتهم، فلن يمل من محاولات العودة للسيطرة واستغلالك مرة ثانية ليشعر وكأنه يفوز، لأن الفشل في علاقة عاطفية من الممكن أن يكون بمثابة تهديد لغروره، وهو ما يريد أن ينفيه عن نفسه على الفور.
2. يقدم لك معروفا
من منطلق ذاته المتضخمة، سيوحي لكِ بأن العودة تضحية من أجلك، وكأنه يستردك ويمنحك حياة أفضل، خاصة إذا كان يعلم أن عودته لكِ أمرا عائدا عليه بالنفع، ولكن بالطبع لن يبوح بذلك، على العكس، سيتعمد إظهار الأمر وكأنه شخص مثالي ومتسامح وناضج ولذلك يسعى إلى إصلاح الأمور، حتى يشعرك دون أن تدرين بالخزي من نفسك.
3. التلاعب
يمتلك الشخص النرجسي قدرة متفوقة على التلاعب، فمع محاولات العودة، ستجدين نفسك أمام أفضل شخص على الإطلاق، حنون ومعطاء وكريم ومتقبل ومهتم بكل تفاصيلك الصغيرة قبل الكبيرة، ولده قلب كبير قادر على أن يحتويكِ، وهو ما يتركك في حالة من الارتباك عن سبب الانفصال، وكأنه يمسح ذاكرتك عن شخصيته التي تعرفينها جيدا، بأن بتصنع شخصية أخرى تمدحك وتحبك بصفاء وتغمرك بالهدايا، في حين يتسلل هو للسيطرة.
4. لا بديل
رغبته في العودة مرة أخرى قد تاتي من عدم قدرته على إيجاد البديل المناسب، لتكون العودة لكِ هي الاختيار المناسب له، فإذا كانت علاقتكما قد استمرت لفترة طويلة، فيعني هذا أنه ملم بأهم التفاصيل صار يعرفك جيدا، وسيجد الثغرة التي يمكنه المحاولة عن طريقها، ويرى أن العودة لكِ أمر مضمون من التجربة في علاقة جديدة، لذلك، انتظري عودته آجلا أو عاجلا.
5. فور أن تتجاوزيه
تحكي كثير من السيدات والفتيات عن اللحظة التي يصلن فيها إلى الراحة بعد أن استطعن تجاوز شركائهم السابقين، ومع صعوبة التوصل إلى هذا الشعور، والمرور برحلة طويلة مرهقة من أجله، هنا يظهر شرييك السابق النرجسي ليهدم كل محاولاتك، وكأن لديه غريزة تخبره بأنه قد انتهى من حياتك ليعاود الظهور مرة ثانية، حتى لا تعتقدين أنه يمكنك لإفلات من سيطرته، وكأنه أسركِ للأبد.
مع محاولات النرجسي للعودة، عليكِ أن تكونين حذرة وقادرة على التعامل مع تلاعبه وسعيه للسيطرة، حتى تنقذين نفسك من استنزاف المشاعر واستهلاك طاقتك في علاقة مؤذية.