عندما تتمتع بمعدل عالٍ من الذكاء العاطفي (EQ)، تكون ماهراً في تحديد وضبط عواطفك وعواطف الآخرين أيضاً، وهو أمر قد يبدو رائعاً؛ فبعد كل شيء، من سيرفض توظيف أشخاص قادرين على القيام بهذا؟
علاوة على ذلك، لا تكمن أهمية هذا الأمر في محاولتك الحصول على وظيفة فحسب، بل إنَّه أحد المفاتيح الحاسمة للنجاح عندما تكون على رأس عملك أيضاً؛ إذ إنَّ نسبة هائلة من عوامل نجاحك -تبلغ 58 بالمئة- يمكن أن تُعزَى إلى الذكاء العاطفي.
لذا، إذا كنت ترغب في أن تقيس إلى أيِّ مدى يصل معدل ذكائك العاطفي، أو إذا كنت تبحث عن طرائق لتحسينه؛ فانظر في العادات الأربعة للأشخاص الأذكياء عاطفياً.
خصائص الذكاء العاطفي:
1. لا يتسرعون:
لا يبدي الزملاء ذوو الذكاء العاطفي العالي خلال اللحظات العصيبة أيَّ ردة فعل دون التوقف مؤقتاً وتقييم الموقف؛ إذ يمنحهم هذا التوقف القصير فرصة إجراء مراجعة موضوعية لما يحصل، ومنع أنفسهم من قول أو القيام بأي شيء متهور.
إليك بعض الأمور التي يتأمَّل فيها هؤلاء الأشخاص في أثناء تلك الوقفة مع الذات:
- ما هي الحالة المزاجية للشخص الآخر؟ هل هو قَلِق، أم غاضب، أم متضايق، أم مُرهَق، أم مُحبَط؟
- ما هي حالتي المزاجية أنا؟
- ما الذي يمكنني فعله لجعل كلٍّ منَّا يشعر بالتحسن؟
- إذا لم أستطع القيام بأيِّ شيء حيال ذلك، فهل يوجد ما أستطيع قوله لتهدئة روع الشخص الآخر؟
سيساعدك ذلك التوقف المؤقت في العثور على الرد المناسب بدلاً من قول شيء قد تندم عليه لاحقاً.
شاهد بالفيديو: 6 صفات تدلّ على صاحب الذكاء العاطفي
[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/zRUkWyaoALI?rel=0&hd=0″]
2. يطرحون الكثير من الأسئلة:
يستخدم الأشخاص الأذكياء عاطفياً سلسلة من الأسئلة لكي يُشعِروا مَن يتحدثون معهم بالراحة، الأمر الذي يؤدي في العادة إلى مزيد من الانفتاح والمشاركة من قِبَلِهم؛ فمثلاً: إليك ما قد تبدو عليه تلك الدردشة:
- مرحباً، كيف حال يومك؟
- أهلاً، على خير ما يرام؛ نحن نعمل على إنهاء ذلك العرض التقديمي قبل عرضه في المؤتمر.
- إنَّه لَأمرٌ رائع! المؤتمر بعد بضعة أيام، أليس كذلك؟ هل واجهتكم أيُّ عوائق يا رفاق؟
- حسناً، كان من الصعب تواجد جميع أعضاء فريقنا في الغرفة نفسها، والوقت نفسه؛ وقد انتهى بنا المطاف بالعمل وفقاً لأجنداتنا الخاصة، ممَّا أدى إلى عدم اتساق العمل.
- أوه، يبدو هذا صعباً بالفعل؛ هل سار كل شيء على ما يرام إذاً؟
- نعم، لكنَّ الأمر استغرق بعض الوقت لتعلُّم…
ستُدهَش من السرعة التي يصبح فيها زملاؤك في العمل صريحين معك عندما تسألهم وتصغي إليهم.
3. يتأملون:
يفهم الأشخاص الأذكياء عاطفياً بحدسهم أنَّ تحليل كيفية شعورهم وتصرفهم في الماضي يساعدهم على أن يكونوا أكثر تروِّياً وإدراكاً في المستقبل؛ فمثلاً: عند عودتهم إلى منازلهم في حالة مزاجية سيئة، فإنَّهم لا يرمون أحداث يومهم وراء ظهورهم ويستلقون بخمول على الأريكة، بل تراهم بدلاً من ذلك يمضون بعض الوقت في التفكير في الأمر الذي قد أزعجهم، وفي سبب انزعاجهم منه.
للوصول إلى هذه العادة، اختر من ثلاث إلى خمس أوقات يومياً لكي تجري لنفسك “فحص مزاج”، وانتقِ أهمَّ المشاعر التي تختبرها، ثمَّ حدد العوامل التي ساهمت في نشوء كلٍّ منها؛ وسترى مع مرور الوقت أنماطاً مثل: “يجعلني التحدث إلى فلان مضطرباً”، أو “تُشعِرني كتابة مقال قبل فترة الظهيرة بمزيد من التركيز طوال اليوم”؛ حيث تتمكن بعد ذلك من تحسين حياتك بسبب تلك الأنماط.
4. يتعاطفون مع الآخرين:
دائماً ما يضع زملاء العمل الأذكياء عاطفياً أنفسهم في مواقف الآخرين، حيث يُسهِّل ذلك الميل أو النزعة عليهم فهم سبب قيام زملائهم بما يقومون به، والاستجابة وفقاً لذلك بالطريقة المناسبة.
دعنا نفترض أنَّ رئيسك في العمل قد دخل عليك والتوتر بادٍ على محيَّاه، وبدأ على الفور استجوابك بشأن مدى تقدُّمك في مشروع كان قد فوَّضه إليك بالأمس؛ فهل:
- تتخذ موقفاً دفاعياً على الفور؟
- أم تُذكِّر نفسك بأنَّ موظفاً هاماً قد استقال لتوه، ويقع على عاتقه إيجاد بديل له في أثناء نهوضه بعبء العمل الملقى على كاهله؟
إنَّ الرد الثاني أنسب بكثير لإبقاءك هادئاً ومتحكماً بنفسك؛ فإذا كنت لا تستطيع التفكير في أي أسباب قد تثير غضب شخصٍ ما، ففكر عندئذٍ في عدد الأمور التي تتعامل معها، والتي لا يعرفها مديرك؛ إذ يمكنك بمرور الوقت تعليم نفسك أن تكون أكثر ذكاء عاطفياً، ولن تكون عندها أكثر سعادةً فحسب، بل ستُشعِر الآخرين بتحسُّن أيضاً.
المصدر