عند سماعنا لكلمة ألعاب إلكترونية يتجه ذهننا فورا إلي المشكلات الكثيرة التي تسببها هذه الألعاب، ولا أشيع سرا عندما أجزم إن بيوتنا الآن لا تخلوا من تلك الألعاب الإلكترونية المحملة على الأجهزة الذكية التي لم نعد نستطيع الإستغناء عنها كبار وصغار، ولكن هل الألعاب الإلكترونية مضرة في حد ذاتها؟، هل الوقت الذي يقضيه أطفالنا عاكفين عليها يعتبر وقت مهدر؟، لماذا نسعى جاهدين أن نبعد أطفالنا عنها مع إننا لا نفلح في معظم الأوقات؟، هل لهذه الألعاب فوائد؟، أو هل نستطيع أن نجعلها مفيدة؟.
لماذا يعكف أطفالنا علي الألعاب الإلكترونية طول الوقت؟
كثيرا ما نستغرب نحن كأباء وأمهات ونتسائل لماذا يجلس أطفالنا على هذه الألعاب الإلكترونية وقت طويل ولا يقوموا بأي أنشطة أخرى؟ والذي يزيد من دهشتنا أن هذه الألعاب تعتبر حديثة فنحن كنا منذ بضع سنوات صغار مثلهم وكنا نميل للألعاب الحركية والبدنية ولم نعرف مثل هذه الألعاب أو تلك الأجهزة الذكية إلا عندما كبرنا، والجواب واضح هذه الأجهزة وهذه الألعاب أصبحت سمة من سمات العصر والجاهل أصبح الذي لا يفقه فيها شيئا، ونحن للأسف نساهم في زيادة تعلق أطفالنا بهذه الأجهزة والألعاب عندما نتركهم معها طوال الوقت ولا نحاول أن نقدم لهم بدائل أو نشاطات أخرى، وأيضا عندما يقلدونا فنحن للأسف لم نعد نستطيع الإستغناء عن تلك الأجهزة وأطفالنا يرونا على هذا الحال فمن الطبيعي أن يقلدونا أو على الأقل يحاولوا.
ما هي أضرار تلك الألعاب؟
أعتقد إن أضرار هذه الألعاب مشهورة ومعروفة للكثيرين منا وهي علي سبيل المثال لا الحصر:
- ضعف النظر وصعوبة الرؤيا بسبب النظر طويلا في الشاشات.
- تأخر الكلام عند الأطفال الذين هم أقل سنا.
- العنف والسلوكيات المدمرة بسبب تقليد بعض الألعاب.
- زيادة الحركة عند الأطفال الحركيين لأنهم يخزنون مزيد من الطاقة عند جلوسهم على هذه الألعاب مدد طويلة.
- حرمان الطفل من النمو الطبيعي في كل الجوانب لأن طفولته تضيع أمام تلك الألعاب فقط.
- فقد المهارات الإجتماعية لدى الطفل لأنه لا يتعامل مع بشر مختلفين ومواقف مختلفة.
- إكتساب أجسام الأطفال الصغيرة مزيد من الطاقة السلبية والشحنات بسبب كثرة لمس هذه الأجهزة وحملها.
- السمنة والأضرار الجسدية التي تصيب الأطفال بسبب كثرة الجلوس على هذه الألعاب وعدم الحركة، وغيرها من الأضرار التي تسببها هذه الألعاب لأطفالنا.
كيف تصبح هذه الألعاب مفيدة؟
يقول د. ياسر نصر أننا نستطيع أن نجعل وقت أطفالنا أمام تلك الألعاب مفيد ومثمر وذلك يتطلب منا بعض الجهد في تحديد الألعاب التي سيلعبوها وكذلك تحديد الوقت حيث ينصح د. ياسر بألا تزيد مدة جلوس الأطفال أمام هذه الألعاب ساعتين يوميا، فلو استطاع الوالدين تقنين مسئلة الألعاب الإلكترونية ستصبح مفيدة للأطفال.
أما فوائد تلك الألعاب فيقول د. ياسر إنها تعلم أطفالنا أشياء كثيرة مفيدة مثل حل المشاكل مثلا والإعتماد على النفس وإبتكار الأفكار، بل وهناك أيضا ألعاب تعليمية مفيدة جدا لتعليم الآداب والعلوم والحساب وغيرها وتكون لمختلف الأعمار، ومن فوائدها أيضا إعتبارها كمكافأة للطفل إن قام بعمل شئ جيد يستطيع أن يفوز ببعض الوقت ويلعب هذه الألعاب.
ولكن وجب التنبيه على الوالدين أن يعرفوا جيدا ما يشاهده أطفالهم ويلعبوه فى وقتهم على الأجهزة الذكية ومع الألعاب الإلكترونية، فحتى نستطيع أن نحصل على فوائد من تلك الألعاب علينا أن نبذل بعض الجهد حتى لا نترك الأمور كلها بيد أطفالنا ونندم على ذلك فيما بعد، والأفضل أن نفصل النت عن الأجهزة التي يلعب عليها الصغار حتى لا يفتحون شيئا بطريق الخطأ أو حتى يعرض أمامهم إعلان مثلا ويكون به شئ غير أخلاقي.
وفي النهاية أتمنى أن تكونوا إستفدتم من تلك النصائح التربوية وأنصح كل زوجين بقراءة هذا المقال الذي يتحدث عن المشاكل الزوجية بشئ من التفصيل وهو بعنوان: “إستراتيجية جيدة للتعامل مع المشاكل الزوجية” وللمزيد عن العلاقات الأسرية أو التربية تابعونا في قسمي تربية الأبناء و العلاقات الأسرية، وأشركونا دائما بتجاربكم وأسئلتكم وأيضا تعليقاتكم.