كتب – أحمد كُريّم:
لم تبلغهم بموعد عودتها، كانت ترغب في جعل خبر وصولها خير مفاجأة لأهلها الذي استنزفهم الخوف طوال فترة عملها في الحجر الصحي بمدينة مرسى مطروح، ولكنها لم تكن تعلم أن شقيقتها الصغرى كانت تخبئ في جعبتها هي الأخرى مفاجأة غير سارة لأختها الممرضة منى الحديدي.
مشاعر الفرحة عانقت الممرضة بمجرد أن طرقت باب شقتها: “الكل تفاجأ برجوعي من مطروح، أمي وأختي الكبيرة مكنوش مصدقين إني هارجع من اللي بيسمعوه”.
وفي ظل تدافق مشاعر الفرح والترحاب بعودتها، كان هناك شخص يراقب هذا المشهد بتخوُّف من بعيد “أختي حنان الصغيرة كانت خايفة تسلم عليا، وفضلت أشرح لها إن الناس في الحجر كويسين وغير مصابين بالفيروس، ومكنتش مصدقاني بس، في الآخر اقتنعت، لكن مرضيتش تأكل حاجة من إيدي”.
تنوي منى العودة إلى عملها، بفريق الرعاية العاجلة بالمنصورة، السبت، ولكنها لم تستطع أن تخبئ خوفها -الذي اعتلى ملامحها- من رد فعل زملائها في العمل، خشيةً من أن يكون مماثل لخوف شقيقتها الصغرى.
سعادة الحديدي بهذه تجربة وفخرها بالمشاركة فيها، جعلها على أتم الاستعداد للمشاركة ثانية إذا اضطرتها الظروف إلى ذلك: “أكيد لو طلبوني هشارك”.
فرحة أسرة الممرضة قمر محمود بعودتها كان لها وقعًا مختلفًا، خاصةً أن القمر انقطعت عن الاتصال بأهلها قبل يومين من مغادرتها للحجر الصحي، نظرًا لضغط العمل: “كانوا قلقانين على جدًا ووالدي ظن أني تعبانة لعدم ردي على التليفون، لكنهم اطمئنوا عند رؤيتي على باب البيت بالمنصورة وبدأوا يجروا علي لتقبيلي وحضني”.
ترى قمر أن مشاركتها في الحجر الصحي، مهمة قومية، وتجربة كبيرة أثقلت خبرتها، بل جعلتها أيضًا محط فخر من أهلها: “كانوا فرحانين بيا جدًا، وقالولي حمد لله ع سلامتك يا بطل عند وصولي”.
أكثر ما يسعد الممرضة، هو تغلبها على خوفها من التعامل مع العائدين من الصين، واكتسابها روح الفريق والتعاون بين الفريق الطبي والإداري، مبديةً استعدادها للمشاركة ثانية، لاستقبال أخرين في هذا المعسكر: “على أتم استعداد إني اشارك تاني وتالت في حدث فريد زي ده محصلش قبل كده في مصر”.