لا يوجد علاقة بدون مشاكل، فكل بحر يوجد به أمواج بكل تأكيد، ومع الأوضاع الصعبة التي يعيشها العالم والظروف الاقتصادية الخطرة التي يمر بها الجميع، فإن العلاقات العاطفية تتأثر بشكل سلبي ويمكن أن يتم دفعها للحافة حتى مع أكثر الأشخاص تفاهمًا وانسجامًا.. وفي هذه الظروف قرر كثير من المرتبطين عاطفيًا الاستعانة بالمعالجين والمختصين النفسيين، وتلك هي أهم نصائح العلاقات التي يقدمونها للأزواج في تلك الفترة.
نصائح في العلاقات
هذه ليست بأي حال من الأحوال النصائح الوحيدة التي قد تعزز علاقتك الآن، لكنها تلك التي يقدمها المعالجون مرارًا وتكرارًا. وحتى إذا كنت في علاقة جيدة ومزدهرة حاليًا هذه النصائح لتجعل الأمور أفضل بالتأكيد. وفي بعض الأحيان، حتى إذا كانت علاقتك العاطفية تبدو جيدة جدًا، فقد يكون من المفيد رؤية معالج.
1-لستما بحاجة للقتال لأنه لا يوجد فوز وخسارة
وجود مشكلة لا يعني أن العلاقة في خطر، لأنه من الطبيعي أن توجد مشكلات واختلافات في وجهات النظر والرؤى. وعندما يطرح أحدكما رؤيته لوجود شيء سلبي أو شعور يضايقه فهذا لا يعني أنه يسعى للانتصار على الطرف الآخر في المعركة، لأنها أولًا ليست معركة ولأن العلاقات العاطفية تعني التشارك ومحاولة إيجاد التوازن الأنسب لكليكما، كما أن التعبير عن وجود خلل يعني الرغبة في البحث عن حل.
في هذا الصدد يقول دان وميشيل كينان، زوجان أسسا City Wellness Collective، أنهما يذهبان إلى جلسات مع معالج للأزواج بشكل متقطع عندما يجدان نفسيهما في مأزق، وبالنسبة لهما المساعدة المتخصصة تعتبر أداة رائعة ومساحة آمنة للعمل حقًا على الأشياء التي تعكر صفو علاقتهما. تقول ميشيل: “أفضل شيء يجب تذكره هو أننا في نفس الفريق.. لسنا بحاجة للقتال ضد بعضنا البعض – ليس هناك فوز وخسارة. نحن هنا لننمو ونكبر معًا وكل منا يريد أن يرى الآخر مزدهر وأكثر راحة بالتأكيد.”
2-تذكرا أن العلاقة بحاجة إلى الاهتمام
يبدو الأمر بديهيًا ، لكن الزواج أو العلاقات العاطفية بأنواعها المختلفة تعتمد على الجهد الذي يبذله كل من الطرفين باستمرار. فلا يمكنك عدم إظهار المودة للطرف الآخر ثم التوقع أن مشاعره تجاهك لن تتأثر، وذلك يسري حتى على أكثر العلاقات قوة، لأننا كبشر نحب الاهتمام والتذكير بوجوده.
لذلك ينصح المتخصصين بتقديم القليل من الاهتمام كل يوم والحرص على ألا يجف هذا المنبع أبدًا.. يقول تشاندراما أندرسون، معالج عائلي ومختص في الزواج بكاليفورنيا: “عندما تتوقف عن بذل الجهد والقيام بهذه الأشياء الصغيرة باستمرار، فإنك تُشعر الطرف الآخر بانفصال عاطفي وحتى أنت تتأثر بذلك أيضًا.”
3-تواصلا أكثر لكن انتبها
من الضروري أن يشارك الأزواج مشاعرهم ويفهموا ما يجري مع الطرف الآخر قدر الإمكان. لهذا السبب يقترح أندرسون تقديم “تقرير طقس” شخصي يوميًا. وتقول: “هذا يسمح للجميع بأن يشعروا بأنهم مسموعون.. وسماع ومعرفة ما يشعر به شريكك كل يوم يؤدي إلى التواصل، وهذا التواصل يعني علاقة أقوى.”
ومع ذلك، حتى لو شعرت بالانزعاج لسماع أن شريكك يتألم، يحذر أندرسون من أن الانفتاح على المشاعر السلبية لا ينبغي تفسيره على أنه دعوة للتدخل والمساعدة ما لم يطلب الطرف الآخر المساعدة صراحة، ويلاحظ أنه عندما يشارك الناس لحظة غير سارة من يومهم، فإنهم على الأرجح يريدون منك الاستماع إليها حتى يتحرروا من ثقلها بالمشاركة، لكن كثيرين منهم لا يريدون أن يقال لهم كيف يصلحون الوضع. وهذا على اعتبار أنكما تعرفان بعضكما جيدًا وبالتالي لن يكون هناك خجل من طلب المساعدة بشكل واضح.
4-خذا دقيقة لتهدأن عندما تشعران بالضيق
نعلم جميعًا القول الشائع “لا تذهب إلى الفراش غاضبًا”، ولكن الأفضل منه هو عدم التحدث عن الأمور الجادة عند الغضب.. يقول أندرسون: “كلما تحدثت أكثر عن الموضوع المثير للغضب، زاد انزعاجك”. وبدلاً من ذلك يقترح قضاء بعض الوقت لتهدأن وتحددان طرق ووسائل لتقليل التوتر، وبمجرد أن يتبدد الغضب، يمكن مناقشة الموضوع المزعج بهدوء.
كما يجب عليكما استخدام الغضب لإجراء تغييرات إيجابية بدلاً من السماح له بخلق صعوبات في العلاقة. اسألا نفسيكما ما هو الخطأ؟ وماذا نحتاج حتى يمكن تغييره؟، وما هي الخطوات التي يمكنكما اتخاذها لإجراء تلك التغييرات. لا تغضب من الشخص الآخر أو الموقف فقط لأن هذا ليس بناءً – فهو سيبقيك عالقًا ومغتاظًا فقط.
5-الصراحة مهمة لأن شريكك لا يستطيع قراءة أفكارك
قد يفاجئك هذا، لكن شريكك لا يعرف دائمًا ما تفكر فيه بغض النظر عن المدة التي قضيتموها معًا. لا يمكنك أن تتوقع من شريكك أن يعرف أنك بحاجة ليعانقك أكثر، بغض النظر عن عدد التلميحات التي أصدرتها. وقد لا يكون من الواضح أنك غارق في العمل وتحتاج إلى حديث حماسي من شريكتك للمضي قدمًا في الأمر.
نعم في بعض الأحيان عليك أن تقول ما تريده بصوت عالٍ، وكل ما يتطلبه الأمر هو إخبار شريكك أنك متعب جدًا لدرجة عدم تمكنك من طهي العشاء وتحتاج إلى مساعدة أو المزيد من التشجيع ولا يوجد ما يسيء في ذلك. الصراحة ستوفر عليكما الكثير.
6-تعلم لغة الحب الخاصة بشريكك
الحب لغة عالمية، لكن الجميع يترجمها بشكل مختلف. فقد يكون الحب بالنسبة لك يترجم في هدايا بينما شريكك يرى الحب في كلمات التقدير والتواجد معه لوقت أطول.
وبطبيعة الحال، نحن نمنح الحب وفقًا للغة الحب التي نعرفها بالنسبة لنا، ولكن قد لا تجد صداها لدى شريكك إذا كان يتحدث بلغة مختلفة.
يقول أندرسون: “إظهار الحب بلغتك العاطفية قد يعني أن شريكك لا يشعر بأي شيء، وقد لا يدرك أنه علامة حب من الأساس.. لذا خذ الوقت الكافي لتعلم لغة الحب لشريكك، واخرج من منطقة الراحة الخاصة بك لتتكلم بلغته.” وبالمثل، بمجرد أن تفهم لغة الحب لشريكك، يمكنك التعرف على الوقت الذي يظهر فيه حبه لك، وهو أيضًا سيأخذ الطريق المقابل لتصبحان أقرب.
7-اقضِ وقتًا مع الأشخاص الذين يدعمون علاقتكما
يحتاج الطرفان إلى أن يكون لديهما أصدقاء خارج العلاقة العاطفية. ومع ذلك، من المهم أن يدعم هؤلاء الأشخاص علاقتك أيضًا، لذلك ابقيا على مقربة من أولئك الذين يبدو أنهم يهتمون بمصلحتكما، وانتبها من هؤلاء الذين قد يكون لديهم أجندة خفية.
يقول أندرسون: “يجب أن يكون شريكك هو أول شخص تشارك معه أجزاء مثيرة من يومك.. ويجب أن تكن حذرًا من أي شخص يدفعك للكذب أو إخفاء أي شيء عن شريكك.”
8-اعقدا اتفاقًا حول المال
ليس سرا أن الخلافات على الأمور المالية وراء الكثير من مشكلات العلاقات العاطفية. وبدلاً من الانتظار حتى تظهر المشاكل، ناقشا القواعد أو الأنظمة المختلفة للحد من الخلافات المالية قبل فوات الأوان، وفي هذا الصدد يقول أندرسون: “قد يكون وضعك المالي على ما يرام الآن، لكن عليك التفكير مسبقًا والتوصل إلى بعض المصطلحات والقواعد مع شريكك حول الإنفاق من خلال ميزانية محددة أو أن يجب أن تتحدثا مع بعضكما البعض قبل إجراء عمليات الشراء لأي شيء.”
وفي النهاية تذكرا دائمًا أن العلاقة العاطفية مثل أي شيء تحتاج جهد لتنجح ولن يحدث هذا إن لم يكن الطرفان يقدمان نفس الطاقة ويبذلان كل ما في وسعيهما من أجل حدوث ذلك.
اقرئي أيضًا: