كيف تصبح رائد أعمال؟

قليلون جداً من لا تراودهم فكرة تأسيس مشروع خاص، حيث يحلم معظمنا بهذا نتيجة رغبتنا في أن نصبح أصحاب القرار ونتمتع بالأمان المالي، ونؤسس عملنا الخاص بدءاً من الصفر من خلال العمل الجاد والتفاني والمهارة. هذا المقال مأخوذ عن "ديفيد كاربنتر" (David Carpenter)، وهو رائد أعمال وصاحب مشروع يساعد الآخرين على تحقيق حلمهم في بدء أعمالهم الخاصة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن “ديفيد كاربنتر” (David Carpenter)، وهو رائد أعمال وصاحب مشروع يساعد الآخرين على تحقيق حلمهم في بدء أعمالهم الخاصة.

لقد كان هذا حلمي في سن مبكرة، خصوصاً أنَّني أنحدر من سلاسة من رواد الأعمال؛ فقد كان جدي الأكبر تاجر مواشي ومنقباً عن النفط، وعمل كلٌّ من جدي ووالدي في مجال النفط والغاز، وقد عملت كذلك في شتى المجالات، بدءاً من النفط والغاز إلى التصنيع والعقارات والعناية بالبشرة.

باختصار: بدأت رحلتي في ريادة الأعمال منذ 35 عاماً، وقد عانيت فيها القلق والاكتئاب والأرق والتوتر وغيرها من المشكلات الصحية؛ كما ربحت وخسرت الملايين خلالها، وكنت رئيساً على مئات الموظفين، وتلقيت دروساً من بعض أذكى العقول في عالم الأعمال، وتعلَّمت من إخفاقاتي الكبيرة أيضاً؛ لكنَّ الشيء الوحيد الذي لم أقم به هو الاستسلام والتوقف عن المحاولة، وهذا بمثابة أول درس يجب أن تتعلمه عن عالم ريادة الأعمال.

الأفكار المغلوطة عن ريادة الأعمال:

عندما أتحدث إلى الناس عن ريادة الأعمال وكيف يمكنهم أن يصبحوا رواد أعمال ناجحين، دائماً ما أكتشف وجود بعض المفاهيم الخاطئة والشائعة، والتي تستند دائماً إلى الصور النمطية التي تسربت بمرور الوقت إلى الثقافة من خلال الأفلام والتلفزيون أو من رواد الأعمال أنفسهم؛ لكنَّها في الحقيقة مجرد تعميمات تحجب عنَّا الصورة الحقيقية الجوهرية لرائد الأعمال؛ لذا، سأعرض عليك أكثر المعتقدات شيوعاً التي أسمعها عن رواد الأعمال:

1. ريادة الأعمال حالة وراثية:

يظن بعض الناس أنَّ من ينحدر من سلالة طويلة من رواد الأعمال (مثلي أنا)، يصبح واحداً منهم لا محالة؛ لكنَّ ريادة الأعمال لا تنتقل بالوراثة، بل يتعلق الأمر بوجود قدوة في حياتك؛ ناهيك عن أنَّ الكليات والجامعات تدرِّس الطلاب مختلف أنواع المهارات التجارية وريادة الأعمال منذ عقود طويلة.

ومع ذلك، لا يعني هذا عدم وجود مزايا “موروثة” تساعد في ريادة الأعمال، كالمال مثلاً؛ فإن حالفك الحظ بأنَّك تنحدر من أسرة غنية، فستُفتَح لك أبواب الأعمال على مصراعيها؛ إذ إنَّ التمويل أحد أهم ركائز الشروع بالأعمال.

ومع ذلك، لم يُولَد معظم رواد الأعمال وفي فمهم ملعقة من ذهب، لكنَّهم نجحوا رغم ذلك.

2. رواد الأعمال منعزلون اجتماعياً:

هذه صورة نمطية شائعة جداً، ونجدها في بعض الأحيان عند رواد الأعمال أنفسهم، وقد تكون ناتجة عن ربط السلطة الذكورية بصورة مدمن العمل أحادي التفكير الذي يستبعد باقي الأمور التي لا تعجبه.

تتطلب ريادة الأعمال الكثير من الوقت والجهد والتفاني في الواقع، لكنَّ العلاقات الاجتماعية هي أساس نجاح رائد الأعمال؛ فلا يصل أحد القمة دون امتلاك شبكة علاقات ومعارف واسعة.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للتشبيك في مجال الأعمال، كيف تُنمِّي شبكتك المهنية؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ER970D44Q2k?rel=0&hd=0″]

3. هم مجازفون للغاية:

إن كنت رائد أعمال، فلا مفر من المخاطرة؛ ومع ذلك، فإنَّ رواد الأعمال الناجحين خبراء في تحمل المخاطر المحسوبة بدقة؛ ذلك لأنَّهم يمحصون بعناية في جميع الخيارات والتقلبات قبل اتخاذ القرارات؛ إذ سيخسر الشخص غير المستعد للمخاطرة عمله لا محالة.

4. هم أذكياء للغاية:

في الحقيقة، تبلغ نسبة رواد الأعمال ممَّن حصلوا على شهادة جامعية 26٪ فقط؛ فمع أنَّ التعليم أمر هام وحيوي، إلَّا أنَّه ليس شرطاً مسبقاً كي تصبح رائد أعمال ناجح بأي شكل من الأشكال.

5. يجمع رواد الأعمال الأموال من القروض المصرفية وشركات رأس المال الاستثماري:

يعتقد بعض الناس أنَّ طلب القروض من المصارف أمر هيِّن، لكنَّ البنوك في الحقيقة لا تقرضك المال إلَّا بعد أن تحقق النجاح، وستكون محظوظاً جداً لو اقترضت من بنك وأنت مفلس.

في الحقيقة، يجمع معظم رواد الأعمال الجدد الأموال بأنفسهم، أو يستلفون من العائلة والأصدقاء.

6. يمكن لأيِّ شخصٍ أن يصبح رائد أعمال:

قد تعتقد أنَّ ريادة الأعمال أمرٌ هين، وأنَّ جل ما يلزمك للنجاح هو فكرة جيدة والقليل من العمل الجاد؛ لكنَّ الواقع مختلف تماماً عمَّا تظن، حيث ينطوي تأسيس شركة ناشئة على الكثير من الجهد، والمشكلة أنَّه ليس لدى الجميع الوقت أو القدرة أو الرغبة في ذلك.

6 صفات تميز رائد الأعمال الناجح:

في الواقع، هناك عدد هائل من الأفكار الناجحة، لكنَّ الفكرة لا تساوي شيئاً ما لم ينفذها رائد أعمال عظيم.

خذ ستيف جوبز (Steve Jobs) مثالاً على ذلك، حيث درَّت كل فكرة يطرحها المليارات عليه؛ ولو خطرت الفكرة نفسها لأيِّ أحدٍ آخر، لما زادت قيمتها عن الحبر الذي كُتِبت به؛ فكيف تعرف إذاً ما إذا كان لديك كل ما يلزم لتصبح رائد أعمال ناجحاً؟

فيما يأتي قائمة ببعض الصفات المشتركة لرواد الأعمال الناجحين:

1. يمتلكون الشغف:

نسمع كثيراً عن الشغف، لكنَّنا لا ندرك معناه الحقيقي.

إنَّ الشغف بالنسبة إلى رواد الأعمال هو أن يشعروا بالحماس الشديد إزاء عملهم؛ ونحن لا نتحدث هنا عن شغف كسب المال أو الثراء، إذ يجب أن يكون هذا نتاجاً ثانوياً للشغف؛ لكنَّ الشغف الذي نقصده هنا هو الإيمان التام بالقيمة التي تضيفها الأعمال أو المنتج أو الخدمة إلى المستهلك.

إنَّ الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الشغف على استعداد لفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هذه الرؤية.

2. يتحلون بالمثابرة:

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وينطبق هذا خاصة على حالة تأسيس مشروع؛ فبغض النظر عن مدى روعتك أو عدد المرات التي نجحت فيها بذلك، ستقف العقبات لك في المرصاد دائماً.

نحلم جميعنا بأنَّ هناك ما سيظهر من العدم ويقلب حياتنا رأساً على عقب؛ لكن إن كانت لديك المثابرة على النجاح رغم الضغوط، ستكون هذه بمثابة الأداة التي تجعلك تنعم بالنجاح أنت وفريقك.

3. يمتلكون المرونة:

أنا أضع هذه الصفة بعد المثابرة؛ ذلك لأنَّ الحلول في بعض الأحيان لا تتعلق بإزالة المشكلة، بل بالالتفاف حولها؛ وإليك مثالاً عن هذه الحالة:

كان ورق الحائط في الثلاثينيات من القرن الماضي هو الشيء “الرائج” في التزيين، لكنَّ المشكلة كانت أنَّه كان مصنوعاً من الورق فعلاً، وكان يتلف عند تنظيفه بالماء ومواد التنظيف؛ لذا توصلوا إلى فكرة استخدام مادة تشبه الصلصال لتنظيفه دون تبليله؛ ثمَّ بدأ أطفال مرحلة رياض الأطفال في الخمسينيات من القرن الماضي باستخدام هذا الصلصال نفسه لصنع زينة عيد الميلاد، حتى تحول منذ زمن قريب إلى معجون تشكيل للعب الأطفال.

الحكمة هنا أنَّ على رواد الأعمال الأكثر نجاحاً التمتع بالمرونة الكافية لتغيير واقعهم متى ما أرادوا ذلك.

4. يتمتعون بالثقة:

بصفتك رائد أعمال ناشئ، فمن الهام للغاية أن تبدي ثقتك بعملك ومنتجك وخدمتك وقدراتك الخاصة، وأن تكون مصدر إلهام للمستثمرين والموظفين والعملاء؛ فلا أحد سيستثمر أو يشتري من شخص غير واثق بنفسه.

من ناحية أخرى، يمكن أن تكون الغطرسة مضرة بعملك مثلها مثل انعدام الثقة بالنفس؛ فهي صفة مُنفِّرة للمستثمرين، وتجعلهم يعتقدون أنَّك لن تستمع إلى مساهماتهم أو نصائحهم؛ كما يمكن للرؤساء اتباع أسلوب إدارة استبدادي صارم يقتل الإبداع، ممَّا قد يدل على عدم تقدير أعمال الموظفين أو العملاء.

باختصار: كن واثقاً بنفسك، وإياك والغطرسة.

5. التمتع بالدافع الذاتي:

لم ألتقِ مطلقاً برائد أعمال ناجح لم يتمتع بحافز كبير، حيث ينبع جزء من ذلك من شغف رواد الأعمال بأعمالهم؛ فهم يستمتعون حقاً بما يفعلونه، وينتظرون نهاية العطلة وبدء الدوام بفارغ الصبر.

لكنَّ السبب الآخر هو الانضباط؛ فهم يميلون إلى التعامل مع كل شيء في الحياة بانضباط، والعمل هو أوضح مثال على ذلك؛ لكن يشمل الانضباط حتى الأنشطة الترفيهية؛ وعندما يُطلَب منهم القيام بأكثر من مَهمَّة، ينظمون وقتهم كي يستطيعوا التوفيق بين هذه المهام.

6. يخوضون المغامرات المحسوبة:

لقد سبق وناقشنا ذلك، وركزنا على كلمة “محسوبة” في هذا السياق، ورغم ذلك، يخلط الكثيرون بين “المجازفة المحسوبة” و”المجازفة الحمقاء”.

قد يعتقد بعض الناس أنَّ المجازفة تكون بخوض الرهانات أو سحب ورقة يانصيب وغيره؛ ذلك لاعتقادهم أنَّه كلَّما عظُمت المجازفات، حملت معها مكافآت عظيمة. لا يرتقي هذا طبعاً إلى تفكير رواد الأعمال الأذكياء، إذ يستثمر رائد الأعمال الذكي والناجح أمواله، كأن يضع نصف أمواله كدفعة أولى لشراء عقار، ويجري عليه بعض التصليحات بالنصف الآخر؛ ممَّا يعود عليه بربح كبير عندما يعرضه للبيع. تعدُّ هذه مخاطرة محسوبة وليست حمقاء.

8 خطوات عملية لتصبح رائد أعمال:

عندما أقدم المشورة للعملاء حول ريادة الأعمال، أشجعهم على إجراء تقييم صادق لأنفسهم؛ هذا أصعب بكثير ممَّا يعتقده بعضنا؛ فنحن كبشر نفتقر إلى التقدير الصحيح، ونميل إلى المبالغة في تقدير مهاراتنا وقدراتنا.

خذ السائقين كمثال، حيث يعتقد كل واحد منهم أنَّه الأفضل، وأنَّ بقية السائقين على الطريق مجرد حمقى.

ومع ذلك، إن كنت ترى الحياة من منظور رائد أعمال، فمن الجوهري أن تكون صادقاً ما أمكن عند إجراء هذه التقييمات الذاتية؛ وبناء عليه، بمجرد أن تمتلك فكرة واضحة عن نقاط قوتك وضعفك، سيكون باستطاعتك استخدام هذه النصائح للمباشرة:

1. طوِّر فكرتك:

لا يجب أن تكون الفكرة متفردة دائماً لتحقق النجاح؛ فعلى سبيل المثال: شركة “رايد شير ليفت” الشهيرة (rideshare Lyft) التي تأسست بعد ثلاث سنوات من شركة أوبر (Uber)، والتي اتبع مؤسسوها نموذج عمل شركة أوبر (Uber) وأجروا عليه تعديلات بسيطة.

لا يعني وجود المنافسة في مجالٍ ما أنَّه لا يمكنك النجاح فيه طالما أنَّك تعمل على تطوير فكرتك؛ لذا انطلق، واستخدم نموذج العمل الخاص بأكثر المنافسين نجاحاً، واجعله خاصاً بك من خلال تحديد أوجه القصور ونقاط الضعف التي يمكنك استغلالها لتحقيق نجاحك.

2. استمر في البحث:

ابحث في الأعمال، وتعرَّف على رواد الأعمال والمؤسسات التجارية والاتفاقيات، وابحث عن منتجات وخدمات معنية؛ فليس مستغرباً أن يكون المنتج الإضافي هو الجزء الأكثر ربحية في النشاط التجاري وليس المنتج “الرئيس”.

على سبيل المثال: ليس مستبعداً أن يكون ربح المطعم من المشروبات أكثر من الأطعمة التي بالكاد تحقق ربحاً يُذكَر؛ أي أنَّ السبب الذي يجعل فاتورة طبق مليء بالطعام 5 دولارات فقط هي أنَّهم يطلبون دولارين ثمناً لعلبة مياه غازية بدلاً من دولارٍ واحد.

إنَّه لمن الهام التقصي عن حاجات العملاء؛ ذلك لأنَّهم يحتاجون إلى الكثير من التدقيق، حيث ستفيدك أشياء مثل: متوسط العمر والجنس، وعادات الشراء، والاهتمامات، والعادات الصحية، والثروة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والحالة في محاولات الاستهداف والتسويق.

3. ضع خطة عمل:

غالباً ما يجري تجاهل هذه الخطوة على الرغم من أهميتها؛ لكن من الضروري أن تضع خطة عمل في حال كان لديك عدد كبير من الموظفين؛ ولكن انتبه، إن لم تعمل على هذه الخطة قبل مباشرة العمل، فلن تجد الوقت لوضعها.

4. ابنِ شبكة من العلاقات:

لا يقوم أي مشروع عمل على عاتق رجل واحد فقط، حيث ستحتاج إلى مستثمرين ومحامين ومحاسبين ومصرفيين وبائعين، إضافة إلى الصناعيين والموظفين وغيرهم الكثير.

لذا ابدأ حضور المعارض والمؤتمرات التجارية، وانضم إلى المؤسسات التجارية والمجموعات عبر الإنترنت؛ حيث تعدُّ جميعها مصادر لشبكة علاقات ممتازة.

5. ضع أفكارك تحت الاختبار:

ابدأ بالمشاريع الصغيرة؛ إذ لا توجد طريقة يمكنك فيها توقع ظهور كل مشكلة، وسيكون من الأسهل معالجة هذه المشكلات إن اقتصرت على القليل من الأسواق التجريبية بدلاً من طرحها على سوق واسع.

6. اكسب مودة العملاء:

إنَّ تكوين علاقات شخصية أكثر مع العملاء، من الفوائد الأخرى لبدء مشروع صغير؛ لذا احرص على منح هؤلاء العملاء تجربة رائعة تكسب منها دعاية مفيدة، فرغم التطور المذهل في مجال التسويق، ما زال الحديث الشخصي أفضل أنواع الدعاية.

7. اجمع رأس المال:

يجب أن يكون لديك في هذه المرحلة نموذج أعمال أكيد مع العملاء، وتدفقاً نقدياً، وخطة للتوسع؛ ويمكنك عندها البدء بجمع الأموال من المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والبنوك.

8. وسِّع نطاق عملك:

خذ الأموال التي جمعتها واستخدمها لتوسيع نطاق الأعمال لتحقيق أفضل العوائد لك ولموظفيك ومستثمريك وداعميك.

الخلاصة:

يعدُّ عصرنا هذا العصر الأفضل لريادة الأعمال؛ وذلك نظراً إلى أنَّه بالإمكان التغلب على العوائق القديمة التي كانت تمنع وصول مبالغ كبيرة من رأس المال والخدمات المهنية باهظة الثمن مثل القضايا القانونية والمحاسبة والتوظيف، وقد تحسَّن ذلك كله بفضل الإنترنت؛ فهناك في كل مكان أشخاص يقدمون هذه الخدمات كمستقلين وبأسعار مخفضة.

لذا إن كنت تمتلك فعلاً فكرة جيدة وتلتزم بها لخوض تجربة ريادة الأعمال، فتأكد من أنَّه ما من أحد سيقف في طريقك إلى النجاح.

شاهد: كيف تصبح رائد أعمال؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/KPwiVfMm_XA?rel=0&hd=0″]

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *