كيف تجد فرصاً جديدة للتنمية في العمل؟

تستخدم الشركات اليوم فكرة التقدم الوظيفي كحيلة لجذب واستدراج المرشحين للعمل، وفرص النمو الحقيقية الموجودة في الشركة تقع على عاتقك من خلال أخذ زمام المبادرة، والارتقاء بنفسك. إنَّه لمن الهام أن تدرك أنَّ تحمُّل مسؤولية تطورك المهني وتحديد الخطوات اللازمة للنجاح أمران أساسيان لتتقدم إلى الأمام في مسارك، ونقدم لك دليلاً شاملاً لتجد فرص النمو في عملك.

يقول ريد هوفمان (Reid Hoffman)، رائد الأعمال البارز والشريك المؤسس لموقع “لينكد إن” (LinkedIn): “إن لم تكن تتقدم إلى الأمام، فيعني هذا أنَّك تتراجع إلى الوراء”؛ إذ إنَّه لمن الهام أن تدرك أنَّ تحمُّل مسؤولية تطورك المهني وتحديد الخطوات اللازمة للنجاح أمران أساسيان لتتقدم إلى الأمام في مسارك، ونقدم لك دليلاً شاملاً لتجد فرص النمو في عملك:

الخطوة 1، حدد هدفاً لتكون نجماً صاعداً في الشركة:

توجد الكثير من المجالات التي يمكن أن يسطع نجمك فيها إذا كنت تبحث عن فرص للنمو في الشركة التي تعمل فيها، وباعتبارك شخصاً مُطلعاً على ما يدور خلف كواليس الشركة، أنت قادر على الاطلاع على استراتيجيات الشركة، وتطبيق خبرتك في المجالات التي تكون في أمسِّ الحاجة إليك.

اكتشف الفجوات الموجودة في مهاراتك، واعمل على سدِّها وتطبيقها؛ وعندما يكون لديك أفكار إبداعية ترغب في عرضها، احرص على أن تلقى اهتمام أولئك الذين يستطيعون اختبارها؛ إذ إنَّ إظهار قدرات عالية من الالتزام وإقامة المشاريع كفيل بلفت انتباه المديرين، وسيجعلك ذلك متقدماً على منافسيك في داخل أو خارج الشركة.

شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/C_A4KfL_kvk?rel=0&hd=0″]

استخدم هذه النصائح المفيدة أيضاً لتبرز مهاراتك المميزة:

1. عزِّز نجاحاتك بإخبار مديرك بها:

عندما يسألك مديرك سؤالاً عادياً عن أحوال عملك، انتهز هذه الفرصة القيِّمة لتريه أنَّك موظف لا يمكن الاستغناء عنه، وذلك من خلال وصف سعادتك الغامرة بإنجازاتك؛ وأخبر المشرفين عن جميع النجاحات التي تحققها؛ إذ يجب أن تحتفل بإبرام عقد أو كسب عميل جديد، وأن تحرص على أن يعرف المديرون بذلك.

2. طوِّر مهارات إصغاء فعالة:

أصغِ بعناية، واطرح أسئلة هامة، وأدرِك أنَّ الناس تحب الحديث عن نفسها؛ فإذا كنت شخصاً يتقن الإصغاء، سيثق الناس بك، وتتعلم من تجاربهم، وقد تكتشف أمراً قيِّماً حول فرصك في الشركة؛ فإذا رآك الناس كشخص راجح العقل ومراعٍ لمشاعرهم، سيحترمون أفكارك ويصغون إلى ما تقوله.

3. شارك في جميع نشاطات التواصل الشبكي في الشركة:

لا تفوِّت احتفال الشركة بالأعياد أو المناسبات المختلفة الخاصة بزملائك؛ فإذا رآك الجميع كعضو فعال ضمن فريق العمل، سيساعدك ذلك على الارتقاء في شركتك؛ كما سيساعدك حضور الاحتفالات التي تقيمها الشركة على الاختلاط مع زملائك الذين لا تجد الفرصة للتعرف عليهم؛ وكي تزيد فرصك أكثر، ساعِد في تنظيم إحدى هذه المناسبات.

الخطوة 2:، أظهر قيمتك للشركة:

يعرف المديرون والموظفون أنَّ الترقية من داخل الشركة تعدُّ أقل خطورة وتكلفة؛ فبصفتك موظفاً من الداخل، ستكون ملماً ببنية الشركة والمهارات المطلوبة، وتعرف كيف توظف هذه العوامل لتحقق أهداف الشركة وأهدافك.

صاغ “غاري بيكر” (Gary Becker) -عالم الاقتصاد الراحل، والحائز على جائزة نوبل- مصطلح “خاص بالشركة” (firm-specific)، والذي يصف المهارات الفريدة المطلوبة لتتميز في الشركة؛ وبما أنَّك تعمل في الشركة أصلاً، فلعلَّك ضليع بهذه المهارات المحددة، بينما يستغرق الموظفون من خارج الشركة سنة أو أكثر ليتقنوا هذه التفاصيل.

عليك أن تعرف أنَّ الخبرة التي اكتسبتها من الشركة تمنحك قيمة بالفعل، ثم أضِف إليها قيماً أخرى باتباع هذه النصائح:

1. أظهر روح المبادرة:

التزم بالمهمات التي تُسنَد إليك، واعمل جاهداً لإنجازها على أكمل وجه، وهيِّئ نفسك لتكون جاهزاً لتتولى أي فرص نمو تُتاح لك؛ وإذا كنت تعتقد أنَّ لديك مهارات لم تُظهِرها بعد، فابحث عن مدير يمنحك الفرصة لتثبت جدارتك، واستلم أيَّ مهمات إضافية تُظهِر استعدادك لتطور نفسك، حتى لو تطلَّب ذلك الوصول إلى العمل باكراً والبقاء حتى وقت متأخر؛ فعندما تكون متواجداً دائماً، ستزيد فرصتك في الحصول على أفضل المهمات.

2. أظهر تميزك من خلال الاطلاع على آخر المعلومات عن الشركة ومنافسيها:

اشترك واقرأ المجلات التجارية على الإنترنت، وكن عضواً فعالاً ضمن شبكة المهنيين في الشركة، واذهب إلى المؤتمرات التي تعقدها الشركات لتكتشف استراتيجيات منافسيك، وكن العين الساهرة والأذن الصاغية لشركتك لتكون مطلعاً على الاتجاهات السائدة في الأوساط الصناعية.

3. احضر جميع الاجتماعات التي تعقدها الشركة وأنت مستعد لتتعلم:

يشعر الكثير من الموظفين أنَّ الاجتماعات مجرد مضيعة للوقت، ولكنَّها ليست كذلك؛ فهي تمنحك فرصة للقاء الرؤساء وأرباب العمل ليقدموا لك فرص النمو التي تحتاجها.

احضر هذه الاجتماعات بغرض اكتساب جميع المعلومات وتوظيفها لصالحك، واحترم خطة العمل، وأصغِ أكثر من أن تتكلم، ولا تعلِّق على أي أمر.

الخطوة 3، عزِّز فرص النمو المهنية:

اكتشفت دراسة حديثة أنَّ المؤشرات الخمسة التي تُظهر إمكانات الموظفين في المجال التنفيذي هي: الدوافع المناسبة، والفضول، وبعد النظر، والالتزام، والتصميم؛ حيث تساعدك هذه الصفات على التميز، ولكنَّ تكوين سجل حافل بالنجاحات وعدم المبالغة في سعيك إلى أن ترتقي في الشركة أمر هام للغاية.

حاول أن ترى نفسك من وجهة نظر مديرك، وقيِّم قدرتك على الترقية؛ فهل تظهر شغفاً والتزاماً في تحقيق جميع أهداف الشركة؟ هل تلهم وتحفز بقية أفراد الفريق، وتمتلك بعد نظر، وتتقن جميع ما تعمل؟

تمنحك هذه الصفات الأولويةَ عندما تتوفر فرص النمو؛ لذا استخدم هذه النصائح الاستراتيجية للحصول عليها:

1. ابحث عن موجِّه يرشدك:

قد لا يكون هذا الأمر سهلاً في ظل غياب برامج التوجيه، ولكن عليك أن تبحث عن شخص نال عدة ترقيات في الشركة ويهمه تقدمك، وتكلم معه بخصوص فرص النمو المتوفرة في الشركة؛ حيث قد يوصي بك أحدهم لتحصل على ترقية.

2. ارسم جدولاً خاصاً بفرص التنمية:

بعد انقضاء عدة شهور من عملك في الشركة، جهِّز جدول تنمية واقعي خاص بتقدمك؛ ولكنَّه ينبغي أن يكون جدولاً معقولاً وعملياً، وليس قائمة أمنيات بعيدة المنالح فما الذي يُعدُّ معقولاً بالنسبة إليك؟ هل تعتقد أنَّ الحصول على ترقية خلال سنتين أمر معقول؟ وماذا عن العلاوات؟

ما إن تحدد مساراً واقعياً لتحقيق تنميتك الشخصية في الشركة، تكلم مع مرشدك عن الموضوع، واستمر في تطوير جدولك حتى يناسب مع مهاراتك ومواهبك، ثم رتِّب موعداً لتناقشه مع مديرك؛ وقد يكون من الأفضل أن ترتب النقاش مع اقتراب موعد مراجعة الأداء، ليتمكن من مقارنة الأمر مع ما يشعر أنَّه معقول أيضاً.

3. ضع معايير مهنية عالية:

تُظهر الأبحاث أنَّ الشيء الوحيد الذي يبذله ثلثا الموظفين في أثناء العمل هو الوقت فقط، ولكنَّك تستطيع تقديم عكس الأداء الضعيف للآخرين من خلال المشاركة في العمل مشاركةً فعالة، والتزامك بأدائه على أكمل وجه.

طوِّر مهاراتك التقنية التي تبقيك على قمة أدائك المهني، إلى جانب صقل مهاراتك الشخصية؛ حيث تجعلك هذه العوامل أفضل في تقبل الآراء المختلفة، وتعزيز الثقة، وتسخير قوة التفاعل؛ وحتى لو كنت تعمل في مهنة تحتاج إلى أفكار إبداعية كالتحليل المالي أو هندسة التكنولوجيا الحيوية مثلاً، فسيكون وضعك أفضل بكثير عندما تكوِّن علاقات قائمة على اللطف والاحترام مع زملائك؛ ولتكن النزاهة أساس تفاعلك مع جميع العملاء والموظفين.

الخلاصة:

تتوفر فرص النمو دائماً لأولئك الذين يحققون النمو المهنية ببراعة وقصد، فكما يقول المثل القديم: “يكمن نصف الحياة في التواجد”؛ وأمَّا النصف الآخر، فهو بقاؤك في الجوار كي تكون أول من يخطر في بال مديرك عندما يبحث عن شخص ليتولى منصباً أكثر أهمية؛ لذا تذكر دائماً أنَّ تطوير مهنتك هي مَهمَّتك فحسب.

 

المصدر

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *