«لم تكن الثورة انتفاضة شعب باسم الاشتراكية أو معاداة الصهيونية أو باسم الإسلام، لكنها كانت انتفاضة باسم الحرية والكرامة وضد الفساد والتعذيب. ثم هذه الأجواء الرائعة عن الوحدة الوطنية، أغنياء وفقراء، شباب وعجائز، رجال وسيدات، محبات وسافرات، مسلمات ومسيحيات، جميعاً يهتفون معاً ويقاتلون معاً». هذه العبارات من افتتاحية الكاتب الفرنسي روبير سوليه لكتابه «سقوط الفرعون … ثمانية عشر يوماً غيّرت وجه مصر»، الذي أنهاه في نيسان/أبريل 2012. صدر الكتاب في طبعة خاصة ضمن مشروع مكتبة الأسرة في العام 2013، بترجمة ناهد الطناني في 232 صفحة من القطع الكبير. وتناولنا هنا لما جاء بالكتاب من أحداث دقيقة، وإن جاء بمناسبة مرور خمس سنوات على ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011، إلا أن الداعي الأكبر هو التذكير بما حدث، وما آلت إليه الأمور بعد ذلك، وما مدى مشابهة الأجواء التي قامت في ظلها ثورة يناير، لما تعيشه مصر الآن، على الرغم من اختلاف الظروف والأشخاص. إلا أن الأسباب التي أدت إليها لم تزل قائمة، خاصة في ظل سُلطة لم يستتب لها الأمر كما تظن.
بين العفوية والخبرة كنت أنظر إلى لوحات تشكيلية رسمتها أصابع مجموعة من الأطفال، معروضة في قاعة المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، وكان رئيسه وقتها جابر عصفور.
بين دمشق وبيروت في غرفةٍ للعناية الفائقة، بالقرب من الموت أو ربما من داخله كتب جهاد الزين (الشاعر اللبناني صاحب «قصيدة إسطنبول» الصادرة عن دار الفكر الحديث عام 2002 و»ذكريات الضفادع» عن دار الجديد عام 2002، الصحافي العامل في الشأن السياسي) قصائد ديوانه «شللٌ مستطير»، الذي صدر عن دار الجديد أيضاً في بيروت شتاء 2015.
القاهرة ـ «القدس العربي»: يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب السابع والأربعين هذا العام، والمُمتد من 27 يناير/كانون الثاني وحتى 10 فبراير/شباط، تحت شعار «الثقافة في المواجهة» وهو عنوان جدير بالتساؤل، فالحديث عن أي ثقافة وماذا تواجه؟ خاصة في مناخ يتتبّع ويترصد الأصوات المخالفة في الرأي، سياسياً أو دينياً!
القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكن محمود مختار (1891 ــ 1934) مثّالاً عادياً أو لافتاً فقط، بل يعتبره الكثيرون آخر المثالين الذين تسلموا إزميل النحت من فنان فرعوني قبل آلاف السنين، ليُكمل مسيرة فن النحت المصري في أوج قوته وجماله. وربما هذه الفكرة هي التي دار حولها العرض المسرحي الراقص «حلم نحات»، الذي صممه وأخرجه الفنان وليد عوني، من خلال فرقة الرقص المصري الحديث، وعُرض على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية.
اللوحات الواقعية عادة، أو ربما في الفترة التي تلت ظهور العديد من المدارس الفنيةّ وتنوّع أساليب التعبير، تكون صاحبة وظيفة مهمّة تتجسّد باستعراض قدرات الفنان ومهارته في التقاط التفاصيل. لكن هذه الوظيفة تتلاشى أحياناً ويضيق حيزها حين تكون تلك الأعمال الواقعية بمثابة أرشفة توثق لتاريخ مدينة أو بلد بأكمله، تصوّر حياة سكّانه، عمارته وطبيعته في ظلّ غياب الإمكانيات القادرة على فعل ذلك. هنا يصبح الفن والواقعي بشكلٍ خاص ضرورةً لا تَرفاً، كما في لوحات الفنان اليمني زكي اليافعي٭، الذي يعتبر أنه يجب على كل فنان أن ينتج لوحات تحاكي واقعه لكي تعيش عبر الأزمان وتخلّده، فتراه يرسم اليمن، يحتفظ بأسواقه القديمة على جدران لوحاته، يحمي المدن من الضياع ومن الدمار، وستظل سالمةً عند اليافعي حيث سماء اليمن مازالت زرقاء، ومآذنه وأبنيته منتصبة.
القاهرة ـ «القدس العربي»: يُقام حالياً في قاعة «الباب» في دار الأوبرا المصرية، معرض الفنان عصام طه، الذي جاء بعنوان «سيمفونية ضوء». تنوعت اللوحات ما بين التصوير بالألوان الزيتية والمائية، وإن كانت أغلبيتها تم تنفيذها من خلال تقنية الألوان المائية ــ حوالي 40 لوحة ــ والفنان عصام طه من مواليد عام 1961، وحصل على بكالوريوس التربية الفنية عام 1986، وأقام العديد من المعارض الجماعية والخاصة، آخرها ــ قبل معرضه الحالي ــ في أتيليه القاهرة عام 2012.
الفن ألوان أذكر منذ أكثر من عشر سنوات أن الفضائية المصرية كانت تعد لبرنامج فكرته جميلة ومحرضة على الإبداع في مكان مختلف، يومها طرح عليّ مخرج البرنامج فكرة أن أقدم كموسيقي رؤية لفيلم تلفزيوني قصير، مدته لا تتجاوز الخمس دقائق، على أن أكون في الفيلم مخرجا، يومها أعجبت بالفكرة، فهي تجربة في مكان مختلف لم أعتد عليه، على الرغم من أنني أحب فكرة الإخراج، حتى لو كانت على نطاق بسيط، كإخراج الشكل المسرحي لكثير من الأعمال الفنية الموسيقية التي قدمتها.
القاهرة ـ «القدس العربي»: إغلاق بعض المراكز الثقافية، مداهمة إحدى دور النشر والقبض على أحد العاملين فيها، الزج بأحد أصحاب الرأي في السجن، عودة قضايا الحِسبة وتقديم الكُتّاب إلى القضاء، منع أساتذة الجامعة من التحدث إلى وسائل الإعلام، القبض العشوائي على الناشطين ومَن يتعاطفون أو لهم أي صِلة أو مشاركة في ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني. هذا هو المناخ الذي تحياه مصر الآن. مُحاولات مُستميتة من النظام الحاكم لتقويض أي رأي مُخالف لعقيدته، والقضاء على أي ملمح من ملامح كانون يناير 2011. ونستعرض هنا آراء بعض من أصحاب الرؤى في ما يحدث، ولا ندّعي أي موضوعية موهومة في استبيان هذه الآراء والمشاركات، فلا مجال لتواطؤ ولا سبيل إلى تجميل قبح.
القاهرة ــ «القدس العربي»:كانت سياسة إعادة هيكلة القطاع العام، والمعروفة بـ»الخصخصة» التي سارعت في انتهاجها الدولة قبل 25 كانون الثاني/يناير 2011، وتواترت نتائجها الوخيمة ولم تزل حتى الآن على مستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مصر، هذه السياسة التي أصبحت تمثل تحالف رأس المال والجهات الأمنية في مواجهة العمال والموظفين. وبانتقال هذه الأماكن ــ المصانع خاصة ــ إلى يد رجال الأعمال، أصبح العامل تحت رحمتهم، وأصبحت عبارة «برّة في الشارع» هي مصير أغلبيتهم، لتتجاوز دلالتها وتصبح بالفعل واقع الحال الذي يعيشونه. هذه العبارة هي التي جاءت عنواناً للفيلم الوثائقي، الذي قام بإخراجه كل من ياسمينة متولي وفيليب رزق. وذلك من خلال تجربة فنية جادة ومُبتكرة إلى حدٍ كبير، حيث قام بعض العمال بالفعل بتمثيل أدوارهم في الحقيقة، مع بعض التطوير في استعراض الأحداث، وتداخل ما يوحي بالحقيقي مع الخيالي. جاء العرض الجماهيري للفيلم من خلال عروض الأسابيع الخاصة، التي تقيمها سينما «زاوية» في القاهرة.