حقيقة الصوم والحكمة منه

إنّ الله اصطفى شهر رمضان وميّزه عن غيره وجعل له خصائص عظيمة ومزايا حسنة، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

إنّ الله اصطفى شهر رمضان وميّزه عن غيره وجعل له خصائص عظيمة ومزايا حسنة، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

التقوى هي المقصد الأسمى والبغية العظمى من وراء فرضية الصوم، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

قبول الله تعالى للصيام كما هو مرتبط بالإخلاص فإنّه يرتبط من ناحية أخرى بمحافظة الصائم على سلوكياته أثناء صيامه، وبأن تكون نية الصائم أن يصوم إرضاء لله تعالى، وابتغاء لمثوبته وحده لا أحد معه تعالى.

لفهم العلاقة القائمة بين المقولتين المكونتين لعنوان المقال "الشباب" و "شهر رمضان"، والتواصل الإيجابي بينهما، لابدّ من بيان طبيعة وأبعاد كلّ واحدة من هاتين المقولتين، والفهم الصحيح للصيام وأبعاده.

اعملو في هذا الشهر على أن تكون أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فدعوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه، وتلاوة كتابه.

يعتبر شهر رمضان فرصة لتجديد الشباب وزيادة حيوية وعمل الخلايا حيث يؤثّر في استهلاك الجسم للمواد المتراكمة أثناء فترة الامتناع عن الطعام والشراب نهاراً ممّا يريح الكبد.

نقف لحظات قصيرة مع بعض أسرار وحِكَم الصوم علَّنا أن ندرك ما تقوى به عزائمنا، وتعلو به هممنا، ويزداد به إيماننا وقربنا من مولانا،، فقد شرّع الله الصيام وأوجبه على عباده لحِكَم عديدة، وفوائد عظيمة في الدنيا والآخرة.

إن فلسفة الصيام مبنيّة على ترك الطعام والشراب، وتشجيع آليات الهدم والعمليات الكيميائية الحيوية أساس في عملية التمثيل الغذائي، والنهار هو الوقت الذي تزداد فيه عمليات التمثيل الغذائي، وخصوصاً عمليات الهدم لأنّه وقت النشاط والحركة واستهلاك الطاقات في أعمال المعاش، وقد هيَّأ الله سبحانه وتعالى للجسم البشري ساعة بيولوجية تنظّم هرمونات الغدد الصماء.

خُلِقَ الإنسان مجموعاً من روح وجسد، ولكلّ منهم دور في الصيام، والصيام زاخر بالحياة والمنافع والبركات، البعيد عن المشقات التي لا تطيقها النفوس.

إنَّ الصوم ركنٌ أساسيٌّ من أركان الإسلام الخمسة، فقد فرضه الله تعالى علينا في شهر رمضان؛ وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب، من طلوع الشمس حتَّى مغيبها.