دخلت إلى القاعة مبتسمةً وهي تدندنُ بأغنية فيروزية ألحت عليها منذ أفاقت ذلك الصباح، لتسأل زميلاتها المعلمات بفضولٍ ومرح: «من منكن تحفظ كلمات» لملمتُ ذكرى الأمس «التي غنتها فيروز قديماً؟» فتنهدت إحداهن، وضحكت أخرى، في حين انشغلت أخريات بهمسٍ من نوعٍ خاص، لتسألها إحداهن فجأة «يبدو في الجو مشروع حب، إعترفي» فارتفعت الضحكات حولها ليجتاحها […]

كتبت: «أعلمُ أنّي أحببته، ويسحرني حين يخبرني أنّني واحةٌ ظليلة في صحراء حياته القاحلة، وبسمةٌ حلوة في أيّامه الخالية من طعم الفرح، لكنّني لم أعد أخفي حيرتي إن لم يكن يأسي، رغم يقيني من أنَّ انسحابي من حياته سيُطفئ قلبي، وسيعيدُني إلى العاديّ والمملّ والرّتيب في أيّامي، وأخشى عليه في المقابل، فقد يُدخلهُ انتهاءُ العلاقة […]

انطفأ محرّكُ سيّارته فجأةً وهو يهمُّ بالانطلاق مع فتحِ الإشارة الضّوئيّة، فانهالت عليه الزّوامير السّاخطة وأبواق المركبات حوله، مع خليطٍ من العبارات الغاضبة وبعض الشّتائم التي وصلته وهو ساكنٌ مرتبكٌ حائرٌ غاضب، إذ لم تكن تلك المرّة الأولى التي تخذلُه فيها سيّارته العتيقة التي قرّرت، كما بدا له، إحالة ذاتها على التّقاعد بدون أن تستأذنَ […]