تونس – “القدس العربي”: أثارت مساعدات قدمتها منظمة تركية لعدد من النساء الريفيات وتتعلق بعدد من طيور الدجاج، جدلا واسعا في تونس، فبينما رحب بها البعض على اعتبار أنها تساهم في إعالة بعض الأسر الفقيرة، اعتبر آخرون أنها تسيء لصورة تونس، وتظهرها كدولة محتاجة، وخاصة في ظل تقصير الحكومة في دعم المناطق المحرومة في البلاد.
وكانت وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) أعلنت أخيرا تقديم 900 طير داجن لثلاثين امرأة ريفية في منطقة العيون التابعة لولاية القصرين غرب تونس، مع الأعلاف المخصصة للدواجن، في إطار دعمها للمشاريع التنموية الصغيرة التي تهدف لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لعدد من التونسيين.

وأثار الخبر انقساما كبيرا داخل تونس، حيث كتب القاضي والناطق السابق باسم وزارة الداخلية، وليد اللوقيني “قيمة “المشروع” الذي قدمه الأتراك لا يتجاوز 600 دينار (300 دولار) للمستفيد الواحد، بالنظر لثمن حصص التكوين والأعلاف المسلمة مع الدجاج والديكة. يعني المشروع بالمجمل يساوي 16 ألف دينار، وهذا المبلغ يستطيع أي رجل أعمال تونسي أن يوفره، إذا كانت الدولة عاجزة عن ذلك. ولكن أن تتفضل به علينا تركيا أو أي دولة أجنبية، وتسوق له إعلاميا فهذا يمثل إهانة لتونس”.

وكتب القيادي الأمني السابق، فتحي العمدوني، بسخرية “توزيع عدة دجاجات وديك بإحدى جهات الجمهورية. هذا هو مشروع النهضة بالتعاون مع سفارة تركيا بتونس لتشجيع المرأة الريفية على بعث مشروعها الخاص. المشكلة أن النهضة لا تعرف أن الدجاجة تبيض دون ديك!”.

كتب المحلل السياسي نصر الدين السويلمي “الدجاج الحداثوي التونسي منزعج من دجاج تركيا. إحداهن كتبت “لو كنت مكان نساء القصرين لرميت عليهم دجاجهم وراسي عالي! بدل أن تستعرضي عضلاتك التقدمية على هؤلاء الحرائر، لماذا لا تساعدينهم، وتبتعدي عن التندر عليهن؟”.

وسبق أن نفذت وكالة “تيكا” في تونس مشاريع صحية وتنموية عدة، بينها مشروعات زراعية وحيوانية في مناطق متفرقة، إضافة إلى تقديم مساعدات غذائية ومستلزمات صحية لمواجهة فيروس كورونا.