الوذمة الرئوية

الوذمة الرئوية هي الحالة التي تمتلئ فيها الرئتين بالسوائل، ويطلق عليها كذلك اسم احتقان الرئة أو مياه الرئة، فما هي اسبابها واعراضها، وطرق الوقاية؟

ما هو الوذمة الرئوية

تتجلى البلاغة والعظمة القرآنية في وصف حالة ضيق الصدر، وملازمتها للصعود إلى أعلى، لكي نكتشف بعد مرور قرنٍ ونصف قرن أنه كلما ارتفعنا لأعلى، تقل نسبة الأكسجين، وتقل معها الكمية التي تحتاجها الأجسام في مختلف النشاطات.

ومن المعروف أن الوذمة الرئوية هي الحالة التي تمتلئ فيها الرئتين بالسوائل، كذلك يطلق عليها اسم احتقان الرئة أو مياه الرئة. وتظل مشكلة الجسم في حالة حدوث الوذمة الرئوية هي صعوبة الحصول على القدر الكافي والمناسب من الأكسجين، وعلى أثرها يعاني الإنسان من ضيق التنفس.

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الوذمة الرئوية

  • الأفراد الذين لديهم مشاكل في القلب أو قصور في القلب، أكثر عرضة للإصابة بالوذمة الرئوية.
  • الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالوذمة الرئوية.
  • وجود تاريخ للعائلة أو الفرد بالإصابة بأحد أمراض الرئة مثل: السل أو الانسداد الرئوي.
  • الأشخاص الذين يعانون من خلل في الأوعية الدموية، أو الدم عامة.

اسباب الوذمة الرئوية

تحدث الوذمة الرئوية لأسباب كثيرة منها، فشل القلب الاحتقاني:

ويعتبر هذا القصور القلبي (فشل القلب الاحتقاني) أكثر الأسباب في حدوث الوذمة الرئوية، ويحدث هذا القصور القلبي عندما يصبح القلب غير قادراً على ضخ الدم بانتظام لجميع أجزاء الجسم، وعليه ينشأ ضغط في الشعيرات الدموية بالرئتين، يسمح بدخول السوائل إلى هذه الشعيرات، وبالتالي فقدان قدرة الرئتين على ضخ الأكسجين.

بينما في الجسم العادي، تستقبل الرئتان الأكسجين من الهواء وتنقله في الصورة السائلة إلى مجرى الدم.

اقرأ أيضاً: فشل القلب الاحتقاني: أسباب، أعراض وعلاج

حالات طبية أخرى:

من هذه الحالات المرضية والتي تكون أقل انتشاراً وتسبب الوذمة الرئوية:

  • النوبات القلبية.
  • خلل في صمامات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.
  • حدوث التهاب رئوي.
  • تلف الرئة الشديد.
  • حدوث تعفن في الدم، أو تسمم بسبب عدوى.

أسباب أخرى:

يمكن لبعض العوامل الخارجية أن تُلحق أضراراً بالقلب والرئتين، وبالتالي تتسبب في الوذمة الرئوية، ومن هذه الأسباب:

  • العيش في الأماكن المرتفعة عن سطح البحر.
  • الجرعات الزائدة من المخدرات.
  • حدوث عطب بالرئة نتيجة استنشاق السموم.
  • حالات الغرق.

ما هي فسيولوجيا الوذمة الرئوية؟

الفرق بين الوذمة الرئوية والانصباب الجنبي

في كثير من الأوقات، يخلط الأشخاص بين الوذمة الرئوية وبين الانصباب الجنبي، حيث أن الانصباب الجنبي يتضمن تراكم السوائل في الرئتين، ولكن الفرق أن حالة الانصباب تتواجد السوائل بها في الأنسجة الجانبية لكل من جدار الصدر والرئتين.

ويحدث الانصباب الجنبي بسبب القصور القلبي، أو سوء التغذية، أو الالتهاب الرئوي، وللتفرقة بين الحالتين فإن الأشعة السينية تفي بالغرض.

الفرق بين الوذمة الرئوية والالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي من الأمراض التي تلحق بالرئة بسبب وجود عدوى فيروسية، أو فطرية، أو بكتيرية، بينما المسبب الرئيسي لحالة الوذمة الرئوية الفشل القلبي وليس العدوى، كذلك، فإن الوذمة الرئوية لا تعد سببًا للالتهاب الرئوي، في حين أن الالتهاب الرئوي يمكن أن يؤدي إلى الانصباب الجنبي.

للمزيد: في اليوم العالمي للالتهاب الرئوي : عدوى يسهل الوقاية منها

اعراض الوذمة الرئوية

عند حدوث الوذمة الرئوية، سيكون من الصعب على الجسم الحصول على كمية أكسجين كافية، وذلك بسبب السوائل الموجودة في الحويصلات الرئوية وإعاقة مرور الأكسجين إلى مجرى الدم، وتظل أعراض الوذمة الرئوية في تزايد إلى أن يحصل المريض على العلاج. تختلف أعراض الوذمة الرئوية على حسب نوعها:

الوذمة الرئوية طويلة الأجل:

  • ضيق في التنفس مع ممارسة النشاط الرياضي.
  • صعوبة في التنفس عند الاستلقاء.
  • صوت أزيز في الصدر.
  • الشعور بضيق التنفس عند الاستيقاظ ليلاً.
  • زيادة وزن الساقين سريعاً.
  • الشعور بالإعياء.

الوذمة الرئوية في المناطق المرتفعة:

إن الوذمة الرئوية التي تأتي نتيجة مرض المرتفعات، أو عدم وجود كمية كافية من الأكسجين بطبقات الجو العليا لها أعراض منها:

  • الشعور بالصداع.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • الشعور بالضيق في التنفس بعد بذل المجهود، أو حتى أثناء الراحة.
  • السعال المزمن.
  • وجود صعوبة في المشي.

كيف يتم تشخيص الوذمة الرئوية؟

أول ما يبدأ به الطبيب في التشخيص للتأكد من وجود سوائل في الرئة، أو ملاحظة الأعراض الناتجة عن وجود هذه السوائل، هو الفحص البدني مبدئياً باستخدام السماعة مع ملاحظة التالي:

  • زيادة في معدل ضربات القلب.
  • التسارع في عملية التنفس (نهجان).
  • سماع صوت طقطقة من الرئة.
  • الإنصات إلى أية أصوات غير طبيعية بالقلب.

يلاحظ الطبيب كذلك حالة الرقبة، وهل هناك علامات تدل على تراكم السوائل بها، كذلك الأمر بالنسبة للبطن والساقين، وهل هناك علامات تورم بهما أم لا.

ومن العلامات المهمة لوجود الوذمة الرئوية لون الجلد، حيث أن البشرة الشاحبة أو الزرقاء تعطي مؤشراً للطبيب بوجود سوائل في الرئتين، وبعدها من المتوقع طلب اختبارات إضافية للتأكد من الإصابة بالوذمة الرئوية مثل:

  • فحص صورة دم شاملة.
  • التحقق من نشاط القلب غير الطبيعي عن طريق الموجات فوق الصوتية.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية كي يستطيع مشاهدة السوائل.
  • قياس نسبة الأكسجين بالدم.

علاج الوذمة الرئوية

تحتاج الوذمة الرئوية إلى علاج سريع لما قد تُسببه من مخاطر على حياة المرضى، ويعتبر الأكسجين المقدم للمرضى من خلال أجهزة التنفس، أو الأقنعة الأكسجينية الخطوة الأولى والأسرع لمساعدة المرضى، وعلى حسب تشخيص الطبيب للحالة، يختلف العلاج المناسب، ومن هذه العلاجات:

  • مُدرّات البول: التي تقلل الضغط على الرئتين بتخليص الجسم من السوائل في عملية التبول.
  • موسعات الأوعية: التي تقلل الضغط على القلب والرئتين.
  • أدوية القلب: التي تقلل من ارتفاع ضغط الدم وتنظم سرعة النبض.
  • المورفين: الذي يقلل من آثار ضيق التنفس، وحّدة القلق لدى المرضى، لكن عدد كبير من الأطباء لا يشجعوا على استخدامه لما فيه من آثار جانبية خطيرة.

بينما في الحالات الشديدة، يحتاج المريض إلى رعاية مركزة، أو تدخل من الطبيب لوضع أنبوب أسفل الحلق للتنفس، وعمل تهوية ميكانيكية للمريض.

نصائح للتعايش مع الوذمة الرئوية

كي يستطيع مريض الوذمة الرئوية التعايش مع المرض يحتاج إلى الاهتمام بثلاثة أشياء وهي:

الدواء:

  • تناول الأدوية الخاصة به بانتظام.
  • المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص.
  • عدم تناول أي أدوية أخرى دون الرجوع للطبيب واستشارته.

النظام الغذائي:

  • اتباع نظام غذائي مناسب ومتوازن.
  • تقليل كمية الملح في الطعام.
  • الابتعاد عن تناول الوجبات المصنعة السريعة.
  • تناول الأطعمة الطازجة بدلاً من المعلبة.

طريقة الحياة:

  • الابتعاد عن الملوثات الهوائية بكل أنواعها.
  • التدريب على طرق التنفس الصحيحة.
  • الحصول على فترات راحة بينية متنوعة بين الفترات القصيرة والفترات الطويلة.
  • المداومة على ممارسة الرياضة حتى لو كانت المشي فقط.
  • الإقلاع عن التدخين وتناول المخدرات بكل أنواعها.

كيف يمكن الوقاية من الوذمة الرئوية؟

على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالوذمة الرئوية العناية بالصحة العامة بشكل مستمر، كذلك اتباع بعض النصائح مثل:

  • الحصول على لقاح الالتهاب الرئوي.
  • الحصول على لقاح الإنفلونزا، خاصة مع الأشخاص كبار السن، أو مرضى القلب.
  • الاستمرار في تناول مُدرات البول إذا حدثت نوبة من نوبات الوذمة الرئوية لمنع تجددها.
  • زيارة الطبيب بشكل منتظم.
  • الإقلاع عن التدخين، والمخدرات.
  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
  • تناول الوجبات الصحية المتوازنة.
  • الحفاظ على الوزن المناسب.

مضاعفات الوذمة الرئوية

أهم المضاعفات الرئيسية في حالة الوذمة الرئوية إصابة الجهاز التنفسي بالتعب المستمر، يحد التشخيص المبكر والعلاج السريع من هذه المضاعفات.

كذلك، تعد السكتة القلبية المفاجئة من أخطر مضاعفات الوذمة الرئوية، التي يتسبب فيها عدم انتظام ضربات القلب.

ما هو سير مرض الوذمة الرئوية؟

تتغير توقعات الوذمة الرئوية تبعاً لشدة كل حالة، في الغالب يكون التعافي تاماً في الحالات المتوسطة والبسيطة مع تلقّي العلاج بسرعة، بينما قد تصبح الوذمة الرئوية قاتلة، في الحالات الشديدة والحرجة مع الإهمال في العلاج، لذا يوصى دائماً بالانتظام على العلاج مع تغيير نمط المعيشة غير الصحي، والمشاركة الإجابية في مختلف مناحي الحياة الرياضية والاجتماعية.

المصادر والمراجع

:James Beckerman. Pulmonary Edema. Retrieved on the 19th of August 2020, from

https://www.webmd.com/lung/the-facts-about-pulmonary-edema

:Nicol Natale. Recognize the Signs of Pulmonary Edema and Learn How to Prevent It. Retrieved on the 19th of August 2020, from

https://www.everydayhealth.com/edema/pulmonary-edema/

:Lydia Krause. What Is Pulmonary Edema?. Retrieved on the 19th of August 2020, from

https://www.healthline.com/health/pulmonary-edema

Source: Altibbi.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!