بعد ٦٥ يوما من الإضراب.. الإفراج عن الأسير الغضنفر أبو عطوان

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير الفلسطيني الغضنفر أبو عطوان بعد 65 يوما قضاها مضربا عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.

Share your love

نابلس- أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير الغضنفر أبو عطوان، وذلك بعد 65 يوما قضاها مضربا عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري.

وأوضح المحامي جواد بولس مساء اليوم الخميس أنه تم إبطال قرار الاعتقال الإداري بحق الأسير المضرب الغضنفر أبو عطوان بعد إضراب مفتوح عن الطعام خاضه الأسير لمدة 65 يوما على التوالي.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر لوكالة وطن للأنباء إن الأسير الغضنفر أبو عطوان سينقل من مستشفى “كابلان” الإسرائيلي إلى المستشفى الاستشاري برام الله هذه الليلة.

وكان أبو عطوان (28 عاما) أضرب لليوم الـ65 عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري، وخلال الأيام الماضية أضرب عن الماء أيضا، ليضغط أكثر على الاحتلال ليطلق سراحه.

ونحو نصف مدة الإضراب قضاها أبو عطوان ولا يزال في مشفى كابلان الإسرائيلي الذي نقل إليه بعد تدهور خطير في صحته في مشفى سجن الرملة، فقد وصله وبه “رضوض صعبة” بفعل الشبح والضرب داخل زنزانته رغم إضرابه عن الطعام، كما أنهم أحرقوا فراش نومه.

ومن داخل غرفة المشفى استطعنا الحديث ولدقائق معدودة مع بنازير أبو عطوان شقيقة الأسير رغم انشغالها الكبير به وتضييق المشفى عليها، لنعرف تفاصيل أكثر حول وضعه الصحي، فكانت المفاجأة أن قرار الاحتلال بتجميد اعتقاله الإداري إنما كان “التفافا” على إلغاء الحكم الإداري نتيجة لخطورة وضعه الصحي.

وقالت بنازير للجزيرة نت إن سلطات الاحتلال بهذه الطريقة ألقت بالمسؤولية على عاتق المشفى الذي يعامله كأسير وليس كأي مريض مدني.

من منقذ ابو عطوان وهي تظهر خيمة الاعتصام والتضامن مع الاسير.عائلة الأسير الغضنفر تطالب بالمزيد من حملات التضامن (الجزيرة)

التفاف.. مرض ينهش جسده

وعندما طلبوا كعائلة -تضيف بنازير- تحويله لمشفى فلسطيني ردوا بأنه سيعتقل إذا خرج من الغرفة وإذا أنهى إضرابه، وهذا يؤكد مراوغتهم بقرار تجميد اعتقاله الإداري، ولذلك يراقبون الغرفة ويرصدون أي تحركات عبر أمن المشفى وكاميرات المراقبة “كما يشوشون على اتصالاتنا داخل الغرفة ويُعرقلون زيارة المتضامنين والمؤازرين للغضنفر”.

وتقول شقيقة الأسير إنه لم يعد يقوى على الحركة ولا يشعر بأطرافه وخاصة السفلية، وقد تناقص وزنه بشكل كبير ويشكو من صداع شديد ووخزات منتظمة بالقلب وغبش بالرؤية وألم في الكلى فضلا عن تقرحات جلدية.

ومرة واحدة صباح كل يوم ما عدا الجمعة والسبت، تقتصر زيارة الطبيب على الوقوف عند باب الغرفة وسؤال الأسير عما إذا ما كان بحاجة لفيتامين أو ماء ثم يلوح بيديه مغادرا “فالغضنفر يرفض التجاوب معه أو إجراء فحوص طبية زيادة في الضغط على الاحتلال”.

أما الغرفة فهي غير صحية وغير نظيفة كما أن جهاز التكييف معطل والشمس الحارقة تدخلها باستمرار، وتقول بنازير “بيدي نظفتها وقتلت كما من الصراصير”.

في 5 مايو/أيار الماضي أعلن أبو عطوان المعتقل منذ نحو 10 أشهر ومن داخل سجن ريمون إضرابه عن الطعام، وهو الإضراب الثاني الذي يخوضه رفضا للاعتقال الإداري، فقد سبق أن اعتقل سنوات وقضى حكما بالسجن الإداري، وهو اعتقال غير قانوني لا يعرف الأسير مداه ولا سببه.

وإلى دورا حيث خيمة الاعتصام والتضامن مع أبو عطوان وبالقرب من منزله، كان منقذ أبو عطوان (خال الأسير) يستقبل وفدا مؤازرا بينما يتحدث للجزيرة نت عن وضع “صعب للغاية” تعيشه العائلة لا سيما والديه اللذين “هدهما المرض والحزن عليه”.

ويقول أبو منقذ للجزيرة نت إنه حين أضرب الغضنفر عن الماء قبل أيام استنكف جميع أفراد العائلة صغارا وكبارا عن تناول الطعام شعورا بالخطر الذي وصل إليه، وأضاف “التوقف عن الماء يعني الموت، وطلبت منه ألا يطلق الرصاصة الأخيرة وهو يسير بمشوار المواجهة”.

من مشفى كابلان الاسرائيلي وتظهر وضع الاسير ابو عطوان داخله وهي من شقيقة الاسير الغضنفر ،لليوم الـ65 يواصل الغضنفر  إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري (الجزيرة)

معه حتى النصر

وكل العائلة تصطف بجانب ابنها الأسير حول خياره في “معركة الإضراب” فبعد 65 يوما ليس من حقهم أو حق ابنهم الأسير ورغم وضعه الخطير أن يتراجع “دون أن يحقق نصره المؤزر” كما يقولون.

وتأخذ عائلته على الجهات الشعبية والرسمية عدم تفاعلها مع قضيته كما هو مطلوب، حيث لم يتعد الأمر زيارة الخيمة والمؤازرة بالكلمة “وحتى هذه جاءت بعد اليوم 45 لإضرابه ووصوله مرحلة الخطر” ودعت كل التنظيمات الفلسطينية للضغط بقوة لنصرة ابنها الأسير.

وفي نابلس شمالا كما في مدن أخرى بالضفة الغربية، نظمت العديد من الوقفات التضامنية مع أبو عطوان ونشرت صورا له وبيانات تلخص معاناته، لكنها ورغم ذلك لم ترتق لمستوى تضحيات أبو عطوان أو الأسرى غيره، كما يقول مظفر ذوقان رئيس اللجنة العليا بنابلس لدعم الأسرى.

وحتى يصبح التضامن فاعلا ومؤثرا على الاحتلال، يرى ذوقان -في حديثه للجزيرة نت- أنه لا بد من التفاف بين القوى السياسية والشعبية الفلسطينية يشكل “وحدة حال” بين شطري الوطن (الضفة وغزة) لأن “الأسرى قضية وحدوية ونضالية يتوحد خلفها الجميع كقضية القدس”.

وكان جواد بولس محامي نادي الأسير الفلسطيني قد قال -نقلا عن تقرير صادر عن مستشفى كابلان الإسرائيلي- إن أبو عطوان يعاني ضعفا شديدا وبدأ يفقد القدرة على الحديث فضلا عن آلام حادة في البطن “وأنه ونتيجة لعدم أخذه المدعمات فإن الاحتمال قائم بوفاته المفاجئة أو حدوث عجز دائم”.

مخاطبة العالم

وطالبت هيئة شؤون الأسرى -على لسان وزيرها قدري أبو بكر- أكثر من 20 من سفراء وقناصل أجانب وأوروبيين للضغط على إسرائيل، والإفراج عن أبو عطوان.

وقال أبو بكر للجزيرة نت “وضعناهم بحالة الأسير وحمَّلناهم المسؤولية كاملة لأن صمتهم يجعل إسرائيل تُصر على صلفها وانتهاكاتها ضده والأسرى جميعا”.

وطالبوا أيضا محامين أسرى ومؤسسات حقوقية بعينها كالصليب الأحمر لزيارة أبو عطوان والاطلاع على وضعه، وقد استجابت اللجنة الدولية للصليب لهم وزاروه رفقة طبيبة خاصة “وطلبنا منهم رفع تقاريرهم لجنيف” وكذلك رفعت تقارير أخرى “أكثر تفصيلا” لمؤسسات دولية تعنى بشؤون الأسرى.

ولكونه معتقلا بشكل غير قانوني، يرى الوزير أبو بكر أنه ليس من خيار أمام أبو عطوان سوى المواصلة لتحقيق مطالبه العادلة وأن “استسلامه” بات مستحيلا.

هذا وقد خاطب الأسير الغضنفر “أحرار العالم” برسالة خطها بيده وألصقها على الجدار بجانب سريره في المشفى الإسرائيلي قائلا إن حياته تتلاشى على مرأى عينيه “وهذا المحتل يُطبق علي سياسة الموت البطيء”. ولعله يجد آذانا صاغية تستجيب، فالوقت ليس في صالحهم كما تقول شقيقته.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!