‘);
}

من الذي اخترع الإنترنت؟

تقنية واسعة ومتغيرة باستمرار كالإنترنت من المستحيل أن يُنسب اختراعها إلى شخص واحد، فقد ظهر الإنترنت بعد عمل وجهد طويل من عشرات العلماء والمبرمجين والمهندسين الرواد الذين طوّر كل واحد منهم ميزات وتقنيات جديدة اندمجت في النهاية لتصبح طريق المعلومات السريع الذي نعرفه اليوم، وحتى قبل وقت طويل من وجود التكنولوجيا التي مهدت لاختراع الإنترنت بالفعل، توقّع العديد من العلماء وجود شبكات معلومات عالمية في وقت ما في المستقبل، وبدأت فكرة نظام لاسلكي عالمي تدور في رأس نيكولا تيسلا في أوائل القرن العشرين، وتصوَر بعض المفكرين أصحاب الرؤية الثاقبة مثل بول أوتليه وفانيفار بوش أنظمة تخزين ميكانيكية تمكّن مستخدمها من البحث في الكتب ومخرجات الإعلام في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.

بدأت المخططات العملية الأولى للإنترنت تقريبًا في منتصف التسعينات من القرن العشرين، عندما عمّم العالم جوزيف ليكلايدر فكرةً سمّاها شبكة بين المجرات (Intergalactic Network) لأجهزة الكمبيوتر، وبعد ذلك بوقت قصير طوّر علماء الكمبيوتر مفهومًا سموه تبادل الحزم، وهي طريقة لنقل البيانات الإلكترونية بنجاح والتي أصبحت لاحقًا إحدى اللبنات الأساسية لبناء شبكة الإنترنت، وظهر أول نموذج أولي عملي للإنترنت في أواخر الستينيات من القرن الماضي بإنشاء ما يعرف بشبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة، والمختصرة بـ (ARPANET) وموّلت وزارة الدفاع الأمريكية هذا المشروع، واستُخدمت في تلك الشبكة فكرة تبادل الحزم للسماح لعدة أجهزة كمبيوتر بالاتصال على شبكة واحدة.