«آخر ساعة»: إذا أرادت المرأة أن تأكل موزة فيجب أن يتم تقطيعها من طرف محرم!!

يبدو أن "آخر ساعة" التي حلت متأخرة في الحقل الإعلامي المغربي؛ لا يقتصر تأخرها على العامل الزمني فحسب؛ بل يتعداه إلى الملفات التي تفتحها والمواضيع التي تناقشها، والتي ستزيدها بكل تأكيد تأخرا أكثر مما هي عليه.
الفهرس

«آخر ساعة»: إذا أرادت المرأة أن تأكل موزة فيجب أن يتم تقطيعها من طرف محرم!!

«آخر ساعة»: إذا أرادت المرأة أن تأكل موزة فيجب أن يتم تقطيعها من طرف محرم

هوية بريس – نبيل غزال

الجمعة 06 ماي 2016

يبدو أن “آخر ساعة” التي حلت متأخرة في الحقل الإعلامي المغربي؛ لا يقتصر تأخرها على العامل الزمني فحسب؛ بل يتعداه إلى الملفات التي تفتحها والمواضيع التي تناقشها، والتي ستزيدها بكل تأكيد تأخرا أكثر مما هي عليه.

ففي عددها أمس الخميس (05/05/2016) خصصت يومية “آخر ساعة” صفحة كاملة لما أسمته (بعض فتاوى الشيوخ حول الإسلام.. إساءة إلى الإسلام)، واعتبرت هذه الفتاوى غريبة ومضحكة ومستفزة أحيانا.

وكثير من هذه الفتاوى المذكورة في الربورتاج غريبة فعلا ومضحكة، والأغرب فيها أنها موجودة (من زمااااان) على محركات البحث؛ وشغبت بها من قبل كثير من المنابر الإعلامية ذات التوجه العلماني والشيعي الصفوي؛ سواء داخل المغرب أو خارجه. ولم تفلح في الوصول إلى مقصودها، بل بالعكس فبعض الشيوخ الذين يتهجم عليهم تزداد شعبيتهم بطريقة ملفتة للنظر عقب الهجوم.

“آخر ساعة” التي أنشأها إلياس العماري الأمين العام لحزب البام، ويديرها أخوه فؤاد العماري، نقلت فتاوى دون عزو إلى قائلها!! وأخرى منسوبة إلى علماء أجلاء معروفين بتر كلامهم بطريقة فجة أو أخرج عن سياقه أو حمِّل ما لا يحتمل.

ومن ضمن الفتاوى التي أوردتها اليومية المذكورة دون عزو طبعا: “لا يجوز للمرأة أن تأكل الموز والخيار وإذا أرادت أن تأكلهما فيجب تقطيعها من طرف محرم كي لا تمسكها وهي في حجمها الطبيعي، والسبب وفق ما وردته “آخر ساعة” دوما هو أن المرأة قد تطلق العنان لمخيلتها الجنسية وترغب في ممارسة الجنس مع رجل وهي تأكل الموز”.

وهذا كلام لا يحتاج منا إلى تعليق، لأنه كلام مرسل غير معزو لأحد من جهة، وهو إلى لغة الحمقى والمغفلين أقرب منه إلى لغة العقل والعلم الشرعي والتحليل الموضوعي؛ من جهة أخرى.

ومما عزته اليومية المثيرة للجدل لبعض الشيوخ، أن الشيخ السعودي محمد العريفي أفتى بعدم جواز خلوة الفتاة بأبيها.

وهذا كلام قديم متجاوز مكرور؛ حيث أن دعوى تحريم د.العريفي لخلوة البنت بأبيها، وفق ما تم الترويج له لا يصح، لأنه أجاب على فتوى عين، وحرم خلوة أب منحرف يتحين الفرصة لينقض على ابنته فيغتصبها. ومعلوم حتى في القوانين الوضعية أن الأب يحرَم من ابنته إن بات يشكل عليها خطرا أو بدا منه تحرش ورغبة في الاغتصاب، والغرب نفسه يَحْرِم الأبَ من ابنته إن ثبت تورطه في زنا المحارم أو حاول فعل ذلك.

إن هذا الطريق الحرف الذي تسير عليه “آخر ساعة” لن يوصلها إلى شيء، ومصيرها لن يختلف عن نماذج من صحف تحتضر أمام أعيننا اليوم، وهي التي كانت بالأمس القريب تصف الفتاوى الشرعية بأقذع الأوصاف وأشنع الصفات؛ فنعتوها بالفتاوى الماضوية التي تكرس المنطق الأبوي الذكوري، وتعادي أصول التربية الحديثة، وتناهض العلم وحقوق الإنسان، وترفض المساواة بين المرأة والرجل، وتعتمد التمييز على أساس الدين؛ وتجيز العنف والتسلط، وتمس بكرامة الأشخاص وبالحق في الاختلاف، وتقدم قراءة متزمتة للشريعة الإسلامية، وتوجه الدعوة إلى الناس للسير في اتجاه مناقض لما يرسمه القانون وينص عليه.

يجب أن نعلم جيدا أن من يصدرون عن المرجعية العلمانية لا يعادون الفتوى لأنها سلفية أو وهابية أو مشرقية.. كما يزعمون؛ بل هم يعادونها وإن صدرت عن المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه الملك، وسبب هذا العداء أن الفتوى تربط الناس بحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ وتخالف ما نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان التي وضعها الغرب وصارت بالنسبة لهم من جملة المقدسات التي يحرم مسها. إنهم يعادون الفتوى ويشغبون على من يصدرها لأنها تخالف ما ترسخ في عقولهم من قناعات ومبادئ وأفكار لادينية.

وتجدر الإشارة في نهاية هذا العمود إلى أن أهل الفتوى يصيبون ويخطئون لكن -وبكل تأكيد- ليست المنابر ذات المرجعية العلمانية من ستصحح لهم خطأهم، الذي لا يخرج عن دائرة الأجر والأجرين.

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!