‘);
}

أبو بكر الصديق

اسمه الكامل عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وقد ولد في مكة المكرمة بعد عام الفيل بسنتين وعدد من الأشهر، وكان الصدّيق ذا بشرة بيضاء، وجسد نحيف، وعيون غائرة، وجبهة بارزة، وشعر مجعد، وقد كان ذا سيرة حسنة قبل الإسلام، فعُرف بأخلاقه الرفيعة، وبعشرته الطيبة، وكان يمتنع عن شُرب الخمر، وعالمًا بأخبار العرب وأنسابهم، وعند قدوم الإسلام كان من أوائل مَن اعتنقوه، وكان مُجتهدًا في دعوته، فقد تسبب بدخول العديد من الصحابة إلى الإسلام، منهم الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان رضوان الله عليهم، ولقّبه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بـ “الصدّيق”، بعد حادثة الإسراء والمعراج، فقد صدّقه عندما كذّبه المشركون[١].

كان أبو بكر الصديق تاجرًا قبل الإسلام، إذ تاجر بالملابس، ووصلت أمواله عندما أسلم لأربعين ألف درهم، وقد صرف تلك الأموال على الدعوة الإسلامية، فكان يُعتق رقاب العبيد من المسلمين الذين تعرضوا للتعذيب، وأخذ ما تبقى من أمواله معه عندما هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ووضعها تحت تصرفه، وبُشّر أبو بكر بالجنة من قِبَل رسول الله، وكان صلى الله عليه وسلّم يُشاوره في كل أمر، وقد تزوّج نبينا بابنته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وكان يروي الأحاديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وعندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت قوته وحكمته بإدارة شؤون البلاد، فقد ظهر المرتدون، وتغلب عليهم، وأعاد توحيد المسلمين، ووجههم للجهاد في سبيل الله تعالى، وفتح بلاد الشام والعراق، وكان يستشير الصحابة دائمًا، وكان رحيمًا، وحازمًا في الوقت ذاته[١]، لأبي بكر الصديق أربع زوجات، وستة أبناء؛ ثلاثة من الذكور، وثلاث من الإناث، وزوجاته هنّ حبيبة بنت خارجة، وأسماء بنت عميس، وقتيلة بنت عبد العزى، وأم رومان بنت عامر بن عويمر[٢].