ماهي صفات الرسول
١٤:١٥ ، ١٦ مارس ٢٠٢٠
}
النبي رحمة للعالمين
بُعِث النبي محمد عليه الصلاة والسلام رحمةً للعالمين، ليخرجهم من الظلام إلى النور ومن الضلال إلى الهداية، كما أنه بُعث ليكون قدوةً للناس، يفعل ما يجب عليهم فعله ويتجنب ما يجب تجنّبه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)[ مختصر المقاصد|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد كان عليه الصلاة والسلام ذا خلق عظيم وصفات حسنة، كما كان جميع الأنبياء؛ فالله تعالى يرسل من عباده الصالحين والصابرين ويجعلهم قدوةً للناس[١].
‘);
}
صفات الرسول عليه الصلاة والسلام
كان للرسول الكريم خلق عظيم وحسن جعل له مكانةً مميزةً بين قومه حتى قبل رسالة الإسلام، واستمرت هذه المكانة من بعدها، وقال الله تعالى واصفًا الرسول صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، وكانت هذه الصفات منهجًا عامًّا للبشرية، ومن هذه الصفات[٢]:
- الصدق: فقد كان عليه الصلاة والسلام صادقًا في القول والفعل وفي النوايا، وما عرف قومه عليه الكذب من قبل أن يكون نبيًّا، ولكن بعضهم كذبه مع ذلك.
- الأمانة: فقد كان أمينًا لا يخشى الناس على أموالهم وأماناتهم عنده، فكان يحفظها ويؤديها إليهم دون أن ينتقص منها شيئًا، وقد كان يسمى بالصادق الأمين، كما كانت تلك حجة للرسول الكريم على قومه حين كذبوا رسالته؛ فما عرفوا عنه إلا أمانته وصدقه، فكيف يخونهم.
- العفو والتسامح: فلم يكن يحقد على أحد يؤذيه، وبالرغم من أنه تعرّض للأذية عند بداية دعوته من قومه، إلا أنه كان يدعو لهم بالهداية، ولعفوه وتسامحه قصص كثيرة.
- التواضع: فلم يكن عند رسول الله كِبر ولا غرور، ولا عليه من لباس الملوك شيئًا، رغم مكانته الرفيعة عند الله، ورغم منزلته المقدسة، فقد كان متواضعًا يفعل ما يفعل العباد ويجلس أين ما يجلسون، ويلبس مثلما يلبسون.
- الكرم والجود: فقد كان النبي كريمًا معطاءً يجود بالخير، فما يسأله أحدٌ شيئًا إلا أعطاه عطاءَ من لا يخشى فقرًا، وعطاءَ من لا يريد شيئًا من مغانم الدنيا، وأجود ما كان عليه الصلاة والسلام في رمضان.
- الصبر: وهي من أكثر الصفات التي كانت تميز رسول الله، فما كان للرسالة أن تستمر وللدين أن ينتشر لو أن النبي لم يتميز بالصبر؛ فحجم الأذية كان كبيرًا، ومقدار الإحباط والعدوان الذي لاقاه من أعداء الدين كان صعبًا، ولكن الرسول لم يهِن، ويضعف، ويكسل، ولكن كان صبورًا يحتمل الأذى، وهذا كان من حكمة الله تعالى.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
الاقتداء بخُلق الرسول عليه الصلاة والسلام
لمّا كان الرسول قد بُعث للناس ليتمم مكارم الأخلاق، ويصلح ما فسد من أخلاق الناس، ويكون لهم قدوةً وأسوةً حسنةً، كان من الواجب على كل مسلم أن يقتدي به، وأن يسعى لأن يكون مثل ما كان عليه من حُسن الخُلق، وأن يتحلّى بالصدق، والأمانة، والعفة، والتواضع، وإن قلّل في صفةٍ من الصفات الحسنة، وغلب عليها سوء الخلق، فعليه أن يتوب إلى الله وأن يُكثر من الاستغفار، كما لا يقف عند الصفات فقط في أمر الاقتداء بالنبي؛ بل يقتدي بفعله وعبادته لله وطاعته الصادقة[٣].
تعامل الرسول مع زوجاته
فيما يأتي صور مشرقة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته[٤]:
- تتمثّل معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم في علاقته مع زوجاته بالمواساة، وتقدير المشاعر والتخفيف من الأحزان، إذ يسمع شكواهنّ ولا يهزأ بكلماتهنّ مطلقًا، فعن أنس أنه قال: (بلَغَ صَفيَّةَ أنَّ حَفصةَ قالتْ: بِنتُ يَهوديٍّ. فبكَتْ، فدخَلَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهي تَبكي، فقال: ما يُبكيكِ؟ فقالتْ: قالتْ لي حَفصةُ: إنِّي بِنتُ يَهوديٍّ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّكِ لابنةُ نَبيٍّ، وإنَّ عَمَّكِ لنَبيٌّ، وإنَّكَ لتَحتَ نَبيٍّ، ففيمَ تَفخَرُ عليكِ؟ ثُمَّ قال: اتَّقي اللهَ يا حَفصةُ)[تخريج سير أعلام النبلاء|خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام رحيمًا ومحبًّا، إذ كان يخصف نعله، ويرقّع ثوبه بنفسه كما وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها.
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام يشارك زوجاته المشرب والمأكل من الإناء نفسه مما دلّ على عظيم محبته لهنّ، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ فأناولُهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ فيشربُ منْهُ وأتعرَّقُ منَ العرقِ وأنا حائضٌ فأناولَهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ)[صحيح النسائي|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج مع زوجاته للتنزُّه حتى يزيد من أواصر المحبَّة.
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام دائم المدح بزوجاته إذ مدح عائشة رضي الله عنها قائلًا: (كمُلَ من الرجالِ كثيرٌ، و لم يكمُلْ من النساءِ إلا آسيةُ امرأةُ فرعونَ، ومريمُ بنتُ عمرانَ، وإنَّ فضلَ عائشةَ على النساءِ كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطعامِ)[صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
المراجع
- ↑“إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، الألوكة، 28-6-2016، اطّلع عليه بتاريخ 9-4-2019. بتصرّف.
- ↑“الرسول قدوتنا في الأخلاق”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.
- ↑“كيف نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.
- ↑“تعامل الرسول مع زوجاته”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12-3-2020. بتصرّف.