أبو بكر الصديق رضي الله عنه
٠٨:٠٨ ، ٢٥ مارس ٢٠٢١
}
التعريف بأبو بكر الصديق رضي الله عنه
أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيِّم بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب، يتلاقى نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في مُرَّة، ولقب أبيه (أبو قحافة)، وأمُّه سلمى بنت صخر بن عمرو بن عامر بن كعب بن مُرَّة، وتكنّى بأم الخير.
كان اسم أبي بكر في الجاهليّة عبد الكعبة، إلّا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم سمّاه عبد الله، ثمّ لقّبه بالعتيق؛ أي صاحب الوجه الحسن والعتيق من النار، أمّا لقب الصدّيق؛ فلأنّه كان يبادر بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في كلّ أموره، مثل صبيحة الإسراء والمعراج، وهو أول من أسلم من الرجال، ووُلد أبو بكر بعد عام الفيل بعامين وعدّة أشهر في مكَّة، وهو من أشراف أهلها، وعالم بأخبار العرب وأنسابهم، وكان تاجرًا للثياب، وبعد إسلامه تفرّغ للدعوة، واشتهر رضي الله عنه بالكثير من الخصال الحميدة، مثل العفَّة، والزهد، والتواضع، والسخاء، ورقّة القلب، وبُعد النظر، وحدّة الفِكر، والحزم في اتِّخاذ القرارات، ولم يشرب الخمر في الجاهلية[١].
‘);
}
قصة إسلامه رضي الله عنه
كان عمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثين عامًا؛ أي أنّه أصغر منه صلى الله عليه وسلم بعامين، وكان من أقرب الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل حديث عمرو بن العاص عندما سُئِل: (يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليكَ قالَ عائشةُ قيلَ مِنَ الرِّجالِ قالَ أبوها)[٢]، وعندما عرضَ صلى الله عليه وسلم عليه الدين الجديد، قبِل من دون تردد[٣].
فضائله رضي الله عنه
لم يحظَ أحد من الصحابة بما حظي به أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن فضائله ما يأتي[٤]:
- أفضل رجل في الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخيّر أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم؛ فقد سبق للإيمان، وصاحب الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، ودافع عنه رغم كلّ الأذى الذي لحق بهم وبالمسلمين، ورافقه صلى الله عليه وسلم في الهجرة[٥].
- هو ثاني اثنين في الغار، إذ ذكره الله تعالى في قصة الغار (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا)[٦]، وبيّن السهيلي تفسير الآية: ألا ترى كيف قال: لا تحزن ولم يقل لا تخف؟ لأنّ حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه، وفي حديث وردَ في الصحيحين: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما[٧].
- دخل الغار قبل النبي صلى الله عليه وسلم؛ لئلّا يصيبه الأذى، وعندما هاجرا إلى المدينة، وكان يمشي مرة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن شماله.
- لمّا هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ كلّ ماله في سبيل الله.
- هو أول الخلفاء الراشدين، الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)[٨]، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عُيِّنَ خليفة للمسلمين من دون مُنازع، وكان لقبه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كان أبو بكر ممّن يُـفتي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لهذا بعثه صلى الله عليه وسلم أميرًا على الحجاج في الحجّة التي سبقت حجة الوداع، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: بعثني أبو بكر فيمن يؤذِّنُ يومَ النَّحرِ بمنًى أن لا يحجَّ بعدَ العامِ مشرِك، ولا يطوفَ بالبيتِ عريانٌ، ويومُ الحجِّ الأكبرِ يومُ النَّحرِ، والحجُّ الأكبرُ الحجُّ.
- كان حامل الراية يوم غزوة تبوك.
- من فضائله أنّه نزلت به الآيات الكريمة، (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى* وَلَسَوْفَ يَرْضَى)[٩].
ما أبرز أعماله رضي الله عنه؟
من أهم أعمال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ما يأتي[١٠]:
- قبول البيعة لصالح المسلمين.
- ثباته في بعث جيش أسامة بن زيد إلى الشام.
- محاربة أهل الردة الذين منعوا الزكاة، ومناظرته للصحابة في قتال من منعها، إلى أن شرح الله صدورهم للحق الذي شُرِحَ له صدره.
- تجهيز الجيوش لفتح الشام.
- ختمَ أعماله باستخلاف عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفاة أبو بكر الصديق رضي الله عنه
بدأ مرض أبي بكر عندما اغتسل في يوم بارد، وقد استمرّ مرضه رضي الله عنه خمسة عشر يومًا، إلى أن توفي ليلة الثلاثاء في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة، وقالت عائشة رضي الله عنها: إنّه سألها عن يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: في يوم الاثنين، فقال: إني لأرجو فيما بيني وبين الليل، ففيم كفنتموه؟ فقالت: في ثلاثة أثواب بيض، سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة، فقال أبو بكر: انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين، فقيل له: قد رزق الله وأحسن، نكفنك في جديد، قال: إن الحي أحوج إلى الجديد ليصون به نفسه عن الميت، إنما يصير الميت إلى الصديد وإلى البلى.
ولم تُرَ المدينة حزينة هكذا إلّا يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم[١١].
المراجع
- ↑راغب السرجاني (28/8/2017)، “سيرة أبي بكر الصديق”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:83، صحيح.
- ↑راغب السرجاني (19/1/2017)، “قصة إسلام أبي بكر الصديق”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
- ↑“سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:3655، صحيح.
- ↑سورة التوبة، آية:40
- ↑رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مسند أبي بكر، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:71، صحيح.
- ↑رواه الشوكاني، في إرشاد الفحول، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:160، صحيح.
- ↑سورة الليل، آية:17-21
- ↑“أهم الأعمال التي قام بها أبو بكر رضي الله عنه”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.
- ↑“مرض أبي بكر الصديق ووفاته “، طريق الإسلام، 20/4/2017، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2021. بتصرّف.