من أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة؟

‘);
}

تسمية النبي للصحابي ابن الزبير

روي أنّ أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عندما خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة كانت حبلى، وجاءها المخاض في منطقة قباء، فلما ولدت ابنها حملته للرسول -صلى الله عليه وسلم- فوضعه في حجره ثم مسح عليه، وأمر بتمرة فأحضروها، فوضعها الرسول-صلى الله عليه وسلم- في فمه الطاهر وحنك بها ابن أسماء وسماه عبد الله، فكان أول ما دخل جوف ابنها ريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمره أبوه الزبير بن العوام-رضي الله عنه- بمبايعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان عمره سبع أو ثمان سنوات، فلما رآه الرسول- صلى الله عليه وسلم- مقبلًا إلى البيعة تبسم له وبايعه^[١].

علمه رضي الله عنه وصفاته

نشأ الصحابي عبد الله بن الزبير في بيئة صالحة، وكان يتردد إلى بيت خالته عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها- وكانت تتعهده حتى أنها كنيت بأم عبد الله، وقد اتصّف بعدة صفات حسنة، منها^[٢]:

• كان محبًا للعبادة، وكان يقوم الليل كثيرًا.
• كان محبًا للجهاد في سبيل الله، وقد شارك في معركة اليرموك، وهو ابن أربعة عشر عامًا، وشارك في الفتوحات الإسلامية بجانب أبيه، فشارك في فتح مصر، وفتح شمال إفريقيا في عهد الخلفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وكان ماهرًا في القتال ولديه مهارة واضحة.
• كان شجاعًا منذ صغره، وله حضور بين أبناء جيله، فقد مرّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مرة في الطريق، وكان عبد الله بن الزبير يلعب مع الصبيان، فلما رأى الصبيان عمر هربوا وابتعدوا عن الطريق هيبة له، وبقي عبد الله بن الزبير واقفًا، فلما سأله عمر لمَ لم يفعل كما فعل الصبيان؟ فقال له: لم أجرم فأخافك، ولم يكن الطريق ضيقًا فأوسع لك.
• كان صاحب مكانة عند أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد كانت له مزرعة في مكة بجانب مزرعة لمعاوية -رضي الله عنه- أثناء خلافته على الشام، فكان عمال مزرعة معاوية يدخلون مزرعة ابن الزبير فيتضايق منهم، فبعث برسالة إلى معاوية يطلب منه أن يكف عماله عن المزرعة، فرد عليه معاوية برسالة يقول فيها أن يضم مزرعته إلى مزرعة ابن الزبير وعمالها إلى عماله، فركب ابن الزبير إلى معاوية في الشام حتى أتاه فقبل رأسه على موقفه منه، ودعا له بالخير.

أقوال السلف في الصحابي ابن الزبير

كان عبد الله بن الزبير ذا أخلاقٍ محمودة، وكانت له مكانة بين أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتابعين، ومما قيل فيه:

• سأل عمر بن عبد العزيز رجلًا يقال له ابن أبي مُليكة عن صفات عبد الله بن الزبير، فقال: والله ما رأيت نفسًا رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليه، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله، لا تحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جدارًا أو ثوبًا مطروحًا، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزَّ لها، ولا قطع من أجلها قراءته، ولا تعجَّل ركوعه^[٢].
• وصفه ابن عباس -رضي الله عنه- فقال: كان قارئًا لكتاب الله، مُتَّبِعًا سنة رسوله، قانتًا لله، صائمًا في الهواجر من مخافة الله، ابن حواريّ رسول الله، وأمه أسماء بنت الصديق، وخالته عائشة زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله.^[٢].
• قال فيه ثابت البناني: كنت أمر بابن الزبير، وهو خلف المقام يصلي، كأنه خشبة منصوبة لا تتحرك^[٣].

وفاة عبدلله بن الزبير

بعد وفاة مصعب بن الزبير، حاصر الحجاج الثقفي مكة المكرمة مع 20 ألف جندي من الشام، وكان ابن الزبير أميرًا على مكة، فلما اشتد حصار الحجاج وأصابت المجاعة أهل مكة، وسأل ابن الزبير أمه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- في أمر القتال، فقالت له: (إن كنت على حقٍّ فامضِ لشأنك، لا تمكّن غلمان بني أميّة، وإن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك ومن معك؛ القتل أحسن). فخرج من عندها وقاتل جنود الحجاج حتى اشتشهد -رضي الله عنه- في السابع عشر من جمادى الأولى سنه 73 للهجرة^[٢].

المراجع

1. ^^أب“ترجمة عبد الله بن الزبير”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021. بتصرّف.
2. ^^أبتث“عبد الله بن الزبير بن العوام”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021. بتصرّف.
3. ↑“عبد الله بن الزبير”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/3/2021. بتصرّف.