أبو هريرة راوية الإسلام

‘);
}

عدد مرويات أبو هريرة

اشتُهر الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- بكثرة روايته لأحاديث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان من أحفظ الصحابة -رضوان الله عليهم- للحديث الشريف، فقد وردت عدّة روايات تبيّن وتذكر عدد مرويّاته، وقُدّرت بأنّها تساوي ثلاثة آلاف وخمسمئة رواية،[١] وهناك قولٌ آخر يُبيّن أنّ مروياته تساوي خمسة آلاف وثلاثمئة وأربع وسبعين رواية، وقد اتّفق الشَّيخان؛ أي البخاري ومسلم على ثلاثمئة وخمس وعشرين رواية منها،[٢] وقد روى الإمام البخاري ثلاثة وتسعين منها لوحدهِ، أمّا الإمام مسلم فقد روى مئة وتسعاً وثمانين رواية،[٣] وروى عنه -رضي الله عنه- عددٌ كبيرٌ من الرّجال تجاوز عددهم أكثر من ثمانية مئة،[٤] وقد ذكر الذهبي في مسنده خمسة آلافٍ وثلاثمئة وأربعاً وسبعين رواية عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.[٥]

والصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يُعرف بأنّه من أشهر أعلام الصحابة -رضوان الله عنهم-، وقد كان الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- يعي حرص واهتمام أبي هريرة -رضي الله عنه- بالعلم، فكان يذكر الأحاديث أمامه، فعن أبي هُرَيرةَ -رضي الله عنه- قال: (خرَجتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حائِطٍ، فقال: يا أبا هُرَيرةَ، هلَكَ الأكثَرون، إلَّا مَن قال هكذا وهكذا، وقَليلٌ ما هم. فمشَيتُ معه، ثم قال: ألَا أدُلُّكَ على كَنزٍ مِن كُنوزِ الجنَّةِ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. قال: ثم قال: يا أبا هُرَيرةَ، تَدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّهُ أنْ يَعبُدوهُ ولا يُشرِكوا بهِ شيئًا، ثم قال: تَدري ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ؟ فإنَّ حَقَّهم على اللهِ إذا فَعلوا ذلك ألَّا يُعذِّبَهم. قلتُ: أفَلا أخبِرُهم؟ قال: دَعْهم فليَعمَلوا).[٦][٥]

وأُطلق على أبي هريرة راوية الإسلام، وكان إسلامه قبل الهجرة إلى المدينة المنورة على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وقد عُرف أيضاً بشدّة حبه للنبي عليه الصلاة والسلام، وشدّة خوفه عليه، وكان حريصاً على خدمته والقيام بأموره وشؤونه،[٧] وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- من علماء الحديث النبوي ومن أهل الفتوى، ومن شدّة حرصه على العلم أثنى عليه النبي عليه السلام، وأثنى عليه أيضاً كبار الصحابة.[٨]