أدوية القرحة
}
القرحة
تُعدّ القرحة الهضمية إحدى الأمراض الشّائعة التي تصيب الجهاز الهضمي، وتؤثّر تحديدًا في الأغشية المُبطّنة لكلٍ من المعدة، والأمعاء الدقيقة، والمريء، وتُسبّب هذه التقرّحات آلامًا شديدة، وتتكوّن هذه التقرّحات بسبب عوامل مختلفة، منها؛ زيادة حامض المعدة، أو بسبب البكتيريا، أو بسبب استخدام بعض أنواع الأدوية؛ إذ تؤثّر هذه العوامل في الأنسجة المخاطيّة المُبطنة لأجزاء الجهاز الهضمي.
ويمكن القول إنّه عند إصابة أحد الأشخاص بالقرحة، فإنّ حمض الهيدروكلوريك والبيبسين يتراكمان تراكمًا غير طبيعيّ، ويسبّبان الأذى لبطانة القناة الهضميّة؛ إذ إنّ بطانة القناة الهضميّة عادةً لا تتعرّض لهذه الأحماض؛ لأنّها محميّة بالغشاء المُخاطي الذي يُبطّن المعدة الذي يكوّن حاجزًا بين الأحماض وبطانة القناة الهضميّة[١].
‘);
}
إنّ الاعتقاد السائد لدى الأشخاص، أن التدخين، والتوتر، والضغوطات العصبية، وطبيعة النظام الغذائي، الأسباب الأكثر شيوعًا لحدوث قرح المعدة، إلا أنّ البكتيريا الحلزونية الملتوية، مسؤولة عن 60% من حالات قرح المعدة، ويتضمن علاج قرح المعدة استخدام المضادات الحيوية في قتل هذه البكتيريا، والأدوية التي تثبط الأحماض،[٢] وسنتناول في هذا المقال معلومات أكثر عن القرحة، وأسبابها، وطرق علاجها، ومزيد من التّفصيل عن الأدوية التي تُستخدم في علاجها.
أدوية القرحة
توجد العديد من الأدوية المستعملة في علاج أدوية القرحة والمعتمدة على السبب المؤدي إليه -إن كانت موجودة- والتقليل من استخدام الأسبرين وغيره من الأدوية التي قد تسبب القرحة[٣]، وعمومًا يهدف علاج القرحة إلى التقليل من الألم المصاحب للقرحة، والمساعدة في شفائها، ومنع حدوث المضاعفات، ولا بُدّ أن يتضمّن العلاج مجموعة من الخطوات بالإضافة إلى الأدوية، ومنها؛ الحدّ من العوامل التي تزيد من شدة القرحة؛ كتناول بعض أنواع المسكّنات، وتدخين السّجائر، وشرب الكحول، وفيما يأتي تفصيل للأدوية التي توصف لعلاج القرحة الهضميّة:[٤][٥]
- المُضادّات الحيوية، إذا كشف الطبيب عن وجود بكتيريا الملويّة البوابيّة أو ما يُعرف بجرثومة المعدة في الجهاز الهضمي؛ فإنّه يوصي بتناول المضادّات الحيوية اللازمة للقضاء عليها، ومن أكثر الأنواع شيوعًا؛ دواء الأموكسيسيلين، والكلاريثرومايسين، والمترونيدازول، والتينيدازول، والتيتراسايكلين، ويحدّد الطبيب المضادّ الحيوي المناسب بناءً على معدّل مقاومة المضاد الحيوي للبكتيريا المسببة للقرحة وعوامل أخرى، وعادةً ما يستمرّ العلاج أسبوعين، ويرافقه تناول أدوية أخرى، تُقلّل من حمض المعدة.
- أدوية مضخّة مثبط البروتون، هي أدوية تُقلّل من إنتاج حمض المعدة؛ إلّا أنّها لا تستطيع القضاء على بكتيريا الملوية البوابية في حال ظهر سبب القرحة راجعًا إلى الإصابة بها، لكنّها تساعد في محاربة العدوى عامّةً، ومن أهم هذه الأدوية؛ الأوميبرازول، واللانسوبرازول، والرابيرازول، والإيسومبرازول، والبانتوبرازول، وتتوافر بعض هذه الأدوية بوصفة طبيّة، بينما يتوافر بعضها الآخر من دون الحاجة إلى وصفة طبيّة.
- أدوية حاصرات الهيستامين؛ هي أدوية تُقلّل من إنتاج حمض المعدة بتثبيط مستقبلات الهيستامين في الجسم، ممّا يُسرّع الشفاء، ومن أمثلة هذه المجموعة الدوائيّة؛ الرانيتيدين، والفاموتيدين، والسيمتيدين، والنيزاتيدين.
- مضادّات الحموضة، تُسهم هذه الأدوية في تسكين الألم الناتج من القرحة، ومعادلة حامض المعدة الزّائد، ويجب على المصاب أن يسأل الطبيب قبل استعمال هذه الأدوية عن تفاعلاتها الدّوائية؛ لأنّها تتفاعل مع بعض أدوية المضادّات الحيويّة، وتؤثّر في فاعليّتها، ويؤدّي استعمالها إلى ظهور آثار جانبيّة، منها؛ الإسهال أو الإمساك.
- الأدوية التي تحمي بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة، مثل؛ السوكرالفات، والميزوبروستول، وهي أدوية عادةً ما تحتاج إلى وصفة طبيّة لاستعمالها.
وينجح العلاج الأوّلي للقرحة بالأدوية السابق ذكرها، وفي حال عدم تحسّن المصاب؛ فإنّ الطبيب يوصي بإجراء تنظير للقناة الهضمية، للكشف عن أيّ أسباب أخرى محتملة، قد تمثّل السبب في المعاناة من الأعراض التي لم تزل بعد العلاج.[٤]
أسباب القرحة
تظهر القروح الهضمية في بطانة المعدة، أو أسفل المريء، أو في الإثني عشر، وتتعدّد العوامل والمسببات لهذه القرح، وتتضمّن ما يأتي:[٦][٧]
- الإصابة ببكتيريا الملويّة البوابيّة كما ذكرنا في السابق، وهي نوع من أنواع البكتيريا التي تتسبّب بالتهاب وعدوى في المعدة، فتصيب الأشخاص من جميع الأعمار، لكن عند بعضهم يمكن للبكتيريا أن تهيّج بطانة المعدة وتجعلها أكثر عرضة للتلف من الأحماض.
- الاستخدام المتكرر لبعض الأدوية؛ كالآيبوبروفين، والنابروكسين، والديكلوفيناك وغيرهما من الأدوية اللاستيروئيديّة المضادّة للالتهاب، ويزداد خطر حدوث هذا الأمر بعد تجاوز سن 60 عامًا، ولدى النّساء أيضًا.
- الإكثار من شرب الكحول، وتناول الأطعمة الغنية بالتوابل، والإجهاد؛ إلا أنه لا يوجد دليل حاسم في هذا المجال، لكن قد تفاقم هذه العوامل حالة القرحة الموجودة.
- التعرّض للعلاج الإشعاعي.
- الإصابة بسرطان المعدة.
أعراض القرحة
يُعدّ الشعور بحرقة وألم المعدة العرض الرّئيس والأكثر شيوعًا للإصابة بالقرحة، كما أنّ الأحماض التي تنتجها المعدة قد تزيد من الألم أيضًا، وتمنع القروح من التعافي، ويساعد تناول بعض أنواع الأطعمة في التخفيف من الألم المصاحب لقرحة المعدة، وتوجد أعراض أخرى تختلف في شدتها من شخصٍ إلى آخر، مثل:[٤]
- الشعور بالامتلاء.
- الانتفاخ.
- الحساسية تجاه الأطعمة الدّهنية.
- حرقة المعدة.
- الغثيان.
- التقيؤ، أو تقيؤ الدم.
- ظهور دم في البراز.
- فقدان الوزن من دون سبب واضح.
- تغيّرات في شهيّة المصاب.
- الإغماء.
- تجشؤ، أو صعود أحماض المعدة إلى المريء[٨].
- الألم الذي قد يختفي عند الأكل، أو الشرب، أو أخذ مضادات الحموضة.[٨]
- فقر الدم، وتتضمن أعراضه؛ الشعور بالتعب، وضيق التنفس، وشحوب الجلد.[٨]
تشخيص القرحة
يوجد نوعان من الفحوصات المستخدمة للكشف عن الإصابة بالقرح، وهما؛ التنظير الهضمي العلوي، وإجراء فحوصات للجهاز الهضمي العلوي، وفيما يأتي شرح مبسط لكلّ منهما:[٦]
- التنظير، يُدخِل الطبيب في هذا الفحص أنبوبًا مُزوّدًا بكاميرا عبر حلق المصاب إلى المعدة والأمعاء الدقيقة، للتحققّ من وجود أيّ قروح في المنطقة، كما يستطيع الطبيب من خلال هذه الأداة الحصول على عيّنات من هذه الأنسجة لفحصها، ولكن لا تتطلب الحالات جميعها التدخّل باستعمال المنظار، لكن يُنصَح بهذه العمليّة عمومًا للأشخاص الذين يعانون من خطر عالٍ للإصابة بسرطان المعدة، خاصّةً الأشخاص فوق سن 45 عامًا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم، أو فقدان الوزن، أو نزيف الجهاز الهضمي، أو صعوبات في البلع.
- فحوصات الجهاز الهضمي العلوي، إذا لم يُعانِ المصاب من صعوبات في البلع، ولم يُعرّض لسرطان المعدة؛ فقد ينصح الطبيب حينها بفحوصات الجهاز الهضمي بدلًا عن التنظير، وخلال هذا الفحص يشرب المصاب سائلًا يُسمّى الباريوم، وبعد ذلك يصوّر الأخصائي معدة المصاب ومريئه والاثني عشر بالأشعّة السّينيّة، ويتيح هذا السائل للطبيب الكشف عن مكان القرحة وعلاجها.
الوقاية من القرحة
يلتزم الشخص ببعض التعديلات في حياته، للتخفيف من خطر التعرض للإصابة بالقرحة، ومن هذه التعديلات ما يأتي:[١]
- الحدّ من تناول بعض أنواع المسكنات؛ هي أدوية مضادّات الالتهابات اللّاستيرويديّة؛ إذ تزيد من احتمال الإصابة بالقرح وقرحة المعدة، وبالرغم من أنّ هذه الأدوية تُساعد في تخفيف آلام الكثير من الحالات المرضية؛ إلّا أنّ المبالغة في تناولها قد تُسبّب مشكلات أخرى.
- تخفيف التوتر والقلق، إذ يلعب التوتر دورًا مهمًا في الإصابة بالعديد من المشكلات، وإحدى هذه المشكلات؛ القرح الهضمية التي تُعدّ من الأمراض النفسيّة الجسميّة، والسبب في ذلك وجود علاقة قوية جدًا بين الدماغ والأمعاء، ويُلاحَظ هذا عند التعرّض لأيّ موقف يصاب فيه الفرد بالتوتر؛ إذ يشعر حينها الشخص بألم في المعدة، أو بالغثيان، بالإضافة إلى أنّ التعرّض للتوتّر المستمرّ يتسبّب بسوء الهضم وانخفاض مناعة الجسم.
- تناول الأطعمة الصحيّة وتجنب الأطعمة المعالجة؛ إذ إنّ هذه الأطعمة تحفّز الالتهابات، وتزيد من فرص التعرض للقروح.
المراجع
- ^أب“Them Stomach Ulcer Symptoms You Can’t Ignore & How to Naturally Treat Them”, draxe.com, Retrieved 22-7-2018. Edited.
- ↑“Stomach ulcer”, betterhealth,8-2014، Retrieved 14-3-2019. Edited.
- ↑Mayo Clinic Staff (19-7-2018), “Peptic ulcer”، mayoclinic, Retrieved 14-3-2019. Edited.
- ^أبت“Peptic ulcer”, www.mayoclinic.org, Retrieved 22-7-2018. Edited.
- ↑“Treatment for Peptic Ulcers (Stomach Ulcers)”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 22-7-2018. Edited.
- ^أب“Peptic Ulcer”, www.healthline.com, Retrieved 22-7-2018. Edited.
- ↑“Stomach ulcer”, nhs,17-9-2018، Retrieved 14-3-2019. Edited.
- ^أبتShannon Johnson (4-12-2018), “Stomach Ulcers and What You Can Do About Them”، healthline, Retrieved 14-3-2019. Edited.