‘);
}

أسباب الشقيقة

في الحقيقة، لا يزال سبب الاصابة بالشقيقة أو الصداع النصفي، أو الشَّقَأ (بالإنجليزية: Migraine) مجهولًا إلى الآن، لكن يُعتقد أنها تحدث نتيجة وجود خللٍ في نشاط الدماغ، والذي بدوره يؤثر في السيّالات العصبيّة، والمركبات الكيميائية، والأوعية الدّموية الدماغية بشكلٍ مؤقتٍ؛[١] فمن المُرجح أنّ يكون للتغيّرات التي تحدث في جذع الدماغ (بالإنجليزية: Brainstem) وآالية تفاعله مع العصب الثلاثي التوائم (بالإنجليزية: Trigeminal nerve)، والذي يُعدّ أحد ممرات نقل الألم الرئيسة، دورٌ في تفسير سبب الاصابة بالشقيقة؛ إذ قد يحدث اضطرابٌ في مستويات المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ والتي لها دور في آلية الشعور بالألم،[٢] ومن الأمثلة على المركبات الكيميائية التي يلعب اضطراب مستوياتها دورًا في ظهور الشقيقة ما يأتي:

  • السيروتونين المعروف أيضًا باسم 5-هيدروكسي التريبتامين (بالإنجليزية: 5-Hydroxytryptamine)، وهو أحد المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ، والصفائح الدموية، والأمعاء، ويُعدّ أحد أهم النواقل العصبية المسؤولة عن نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، كما يلعب دورًا في العديد من الوظائف الأُخرى، كتنظيم الشّهية، والقدرة الحركية، والقدرة المعرفية، والمشاعر، والنوم، والهضم، والرغبة الجنسية، والمزاج، وقد تبيّن أنّ اضطراب مستوى هذا المركب أو الناقل العصبي قد يكون له دور في ظهور الشقيقة.[٣][٤]
  • الببتيدات المرتبطة بجين الكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin gene related peptide)، وهي بروتينات صغيرة الحجم موجودة بكثرة في الأعصاب الحسيّة المُغذية للرأس والرقبة، وتلعب دوراً في نقل الألم وزيادة شدّته أثناء نوبة الشقيقة، كما يُرجح أنّها قد تكون سبباً في تخفيز حدوث النوبة.[٥]

وعلى الرغم من أنّ السبب الحقيقيّ الكامن وراء حدوث خلل في الدّماغ غير معروف أيضاً، إلاّ أنّه من الممكن أنّ يكون للجينات دورٌ في زيادة فرص الإصابة بالشقيقة عند التّعرض لمُحفزاتٍ مُعينة،[١] وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الشقيقة ناجمة في أغلب الحالات عن وجود تغيّراتٍ أو طفراتٍ في عدّة جيناتٍ وليس جيناً واحداً مُحدداً، ويجدر التنويه إلى أنّ وجود هذه التغيرات الجينية لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة بالشقيقة، فهناك عوامل بيئية مهمة في الغالب تعمل معاً إلى جانب العوامل الجينية لتحفيزها،[٦] أما بالنسبة للألم المرافق للصداع النصفي، فيُفسّر بطريقة مماثلة لسبب حدوث الصداع النصفيّ؛ إذ ينتج عن تفاعل الإشارات بين الدماغ والأوعية الدموية والأعصاب المحيطة، حيث يتم تنشيط أحد الأعصاب المحيطة بالأوعية الدموية لإرسال إشارات الألم للدماغ، وإلى الآن لا يعرف سبب تنشيط هذه الأعصاب من البداية، ولكن على أية حال فإنّ مراكز الألم الموجودة في منطقة في الدماغ تُرسل إشارات إلى الأوعية الدموية، مما يسبب إفراز بعض النواقل العصبية، مثل: السيروتونين، مما يؤدي إلى تضخم الأوعية الدموية عند النهايات العصبية مسببة الشعور بالألم.[٧]