أسلوب العلاج الاجتماعي

أسلوب العلاج الاجتماعي

بواسطة:
سامح العبيدي
– آخر تحديث:
٠٨:٣٧ ، ٢٥ يوليو ٢٠٢٠
أسلوب العلاج الاجتماعي

‘);
}

أساليب العلاج في الخدمة الاجتماعية

العلاج النفسي في الخدمة الاجتماعية وهو عملية تفاعلية لعلاج مشاكل الصحة النفسية أو السلوكية للأفراد، ويسعى أسلوب العلاج الاجتماعي هذا إلى استكشاف الأفكار والتفاعلات والسلوكيات من أجل حلّ المشاكل داخل نفس الفرد، أو تعزيز مستوى الأداء الشخصي أو الاجتماعي، وقد يتم توفير أسلوب العلاج الاجتماعي بطرق فردية أو جماعية، ويتم توفير العلاج النفسي من قبل أخصائي صحة نفسيّة مؤهّل، وعادة ما يكون أخصائيًّا اجتماعيًّا أو طبيبًا نفسيًّا، وفقًا للمشكلة التي تتم معالجتها، ويعدّ العلاج النفسي للمجتمعات مصطلحًا يشمل مجموعة واسعة من النظريات والأساليب والتقنيات، لذلك فالعلاج النفسي له جذور عميقة وطويلة الأمد في العلاجات التقليدية، والعلاجات النفسية، وكذلك في العمل النفسي الاجتماعي، والتعليم، وقد تعتمد العلاجات النفسية المختلفة على أسس نظرية معينة أو عدة نظريات مجتمعة، وقد تستخدم أساليب وتقنيات فريدة أو مشتركة على نطاق واسع للعلاج الاجتماعي، وهناك أيضًا العديد من أنواع العلاج النفسي المجتمعي.[١]

أسلوب العلاج الاجتماعي

حسب إحدى التصنيفات فإن هناك ما يقارب من 150 طريقة للعلاج النفسي في الخدمة الاجتماعية للأفراد أو المجتمعات، وكذلك يوجد أكثر من 148 نوعًا من العلاجات والأساليب حسب تصنيفات أخرى، لكن هنالك خمسة أنواع للعلاج النفسي والتي تعد الأكثر شيوعًا، حسب جمعية علم النفس الأمريكية، وهي: الديناميكية النفسية، والسلوكية، والإنسانية، والمعرفية، والتكاملية [٢]، ويعد أسلوب العلاج الاجتماعي واحدًا من أهم الأساليب العلاجية في علم النفس، والذي يهتم بالعلاقة بين السلامة النفسية والعقلية والانفعالية ضمن البيئة، وقد تم استخدام أسلوب العلاج الاجتماعي لأول مرة بشكل شائع من قبل عالِم النفس إريك إريكسون في وصفه لمراحل التطور النفسي الاجتماعي، وكان الفضل يعود إلى ماري ريتشموند، الرائدة في علم النفس الاجتماعي الأمريكي، وأوضحت أن هناك علاقة واضحة بين السبب والنتيجة في عملية التشخيص، وفي عام 1941، أعاد غوردون هاميلتون تسمية مفهوم التشخيص الاجتماعي باسم الدراسة النفسية الاجتماعية، وكذلك تم تطوير الدراسة النفسية الاجتماعية من قبل هوليس في عام 1964 مع التركيز في نموذج أسلوب العلاج الاجتماعي، وبأنه لا يتناقض مع علم النفس الاجتماعي العام، الذي يحاول شرح الأنماط الاجتماعية داخل الفرد، ويمكن القول بأن المشاكل التي تحدث في الأداء النفسي والاجتماعي للمرء تسمى الخلل النفسي والاجتماعي، أو الأمراض النفسية الاجتماعية، ويشير هذا المفهوم إلى نقص التطور أو الضمور العام للذات النفسية الاجتماعية التي تواجه الأفراد.[٣]

‘);
}

نشأة أسلوب العلاج الاجتماعي

استخدم الطبيب البريطاني والتر كوبر دندي مصطلح العلاج النفسي لأول مرة عام 1853 للإشارة إلى التأثير المفيد من المعالج الىالمرض النفسي، وافتتح الطبيب الألماني ويليام فونت أول مختبر نفسي في عام 1879 في جامعة لايبزيغ لدراسة عمل العقل، وكذلك نشأت أول مجلة علم النفس في عام 1881، ومع ذلك يرى العديد من علماء النفس الحاليين أن سيجموند فرويد أب العلاج النفسي الحديث، ومنذ عام 1890 إلى ثلاثينيات القرن العشرين، أكد فرويد على أهمية العلاقة بين المجتمعات والمعالجين، ونظرًا إلى المشاكل على أنها متعددة، وحدّد معاني ودوافع غير واعية عادة ما تقوم بها المجتمعات، ورأى التغيير على أساس زيادة معرفة الذات والوعي الذاتي، وفي بدايات القرن العشرين، ظهرت نماذج سلوكية للتغيير الاجتماعي من خلال أعمال بافلوف وولبي، وسكنر، وركزت هذه النماذج على الارتباط بين السلوك والتعزيزات الإيجابية أو السلبية التي اتبعت سلوكيات معينة، والتي ارتبطت بعمل الإدراك مع تغيير السلوك، بالنسبة للسلوكيين والإدراكيين، فإن فهم الارتباطات بين السلوك والتعزيزات يتم بواسطة الإدراك أو التفاعلات داخل الفرد.[٤]

وبحلول الستينات، أصبح المنهج المجتمعي الوجودي واضحًا، وعمل على ذلك كلٌّ من فرانكل، وماسلو، وموستاكاس، وروجرز، وأكّد الاجتماعيّون على تأسيس أسلوب العلاج الاجتماعي الذي يدعم الإدراك والإمكانيات الاجتماعية والصفات الإيجابية وأفعال الأفراد بدلًا من السلوك المشكل والاضطراب النفسي، وأكد علماء في علم النفس الاجتماعي بأن جميع العلاجات النفسية ساهمت في التغيير الاجتماعي، وأدّى هذا المنظور إلى حركة دمج في العلاج النفسي ،والتي سعت إلى الجمع بين عناصر العلاج النفسي المختلفة، وتوثق دراسات العلماء النفسيين المعاصرين أنّ معظمهم انتقائيّون في ممارساتهم، بالاعتماد على عناصر متنوّعة من النظريات المختلفة لتلبية احتياجات العلاج بين السكان الذين يتزايد تنوعهم اجتماعيًّا.[٤]

أهداف أسلوب العلاج الاجتماعي

قد يكون الهدف النهائي من أسلوب العلاج الاجتماعي هو مساعدة المجتمع على العمل بنجاح في الحياة اليومية، وهذا يشمل على مجموعة من الأهداف الفرعية، على سبيل المثال، تهيئة مكان العمل، وأساليب التواصل الاجتماعي، والسيطرة على الانفعالات بين الأفراد، وما شابه ذلك، وفي كثير من الحالات قد يتعامل أسلوب العلاج الاجتماعي مع الأفراد الذين يبحثون عن مجتمعات جديدة مضيفة، فقد يواجهون العديد من المشكلات أو القضايا التي تؤثر سلبًا على قدرتهم على النمو في بيئات اجتماعية مختلفة، على سبيل المثال، الطلاق، وفقدان العمل، وقضايا الصحة العقلية، وموت شخص عزيز، إلخ؛ ولمساعدة الأفراد عبر العلاج الاجتماعي، يجب على المتخصصين أولًا التعرّف على الأفراد وبيئتهم الاجتماعية، وهذا هو المكان الذي يتعرّف فيه المعالِج على أسلوب العلاج الاجتماعي المناسب، والاحتياجات والمواقف والآمال والديناميكيات الموجودة في حياة الأفراد، ويمكن للمعالِج الاجتماعي تحديد المسار الذي يجب أن يسلكه الفرد لإعادة التأهيل، وقد تختلف الحلول من فرد إلى آخر، وتعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، وبالتالي فإن هذه الطرق العلاجية التي يستخدمها المعالجون قد تصلح لفرد ولا تصلح لآخر.[٥]

آلية أسلوب العلاج الاجتماعي

اقترح إرفين يالوم عددًا من الآليات العلاجيّة التي يطلق عليها اسم العوامل العلاجية، ولكنه أعاد تسمية العوامل العلاجية في النسخة الخامسة من نظريته تحت مسمى ممارسات أسلوب العلاج الاجتماعي، وهنالك عدة نقاط توضّح آليات أسلوب العلاج الاجتماعي، وهي كالآتي: [٦]

  • الإيثار: تتضمّن توفير مكان للمجموعة إذ يمكن للأعضاء مساعدة بعضهم البعض، إن تجربة الايثار أو القدرة على إعطاء شيء لشخص آخر يمكن أن ترفع من تقدير الذات للعضو، وتساعد على تطوير أساليب تكيف أكثر ومهارات التعامل مع الآخرين.
  • جرعات من الأمل: وتكون في المجموعات المختلطة التي يكون لديها أعضاء في مراحل مختلفة من التطوير أو التعافي الذاتي، إذ يمكن أن يلهم الفرد ويشجع فرد آخر، للتغلب على المشاكل التي لا يزال يعاني منها.
  • تطوير التقنيات الاجتماعية: يوفر التواجد في المجموعة بيئة آمنة وداعمة للأفراد، تساعدهم على تحمل المخاطر من خلال توسيع خبراتهم من السلوك الشخصي وتحسين مهاراتهم الاجتماعية.
  • تقليد السلوك: إحدى الآليات التي يمكن لأعضاء المجموعة من خلالها تطوير المهارات الاجتماعية هي من خلال عملية النمذجة، ومراقبة وتقليد المعالج وأعضاء المجموعة الآخرين، وقد تشمل عملية النمذجة على سبيل المثال، مشاركة المشاعر الشخصية وإبداء الاهتمام ودعم الآخرين.
  • التماسك والانتماء: قد يكون هذا العامل هو العامل العلاجي الأساسي الذي يتدفق منه جميع الأفراد الآخرين، وعادة ما يكون للأفراد حاجة نفسية غريزية تدفعهم للانتماء إلى مجموعات، ولا يمكن أن يحدث التطور الشخصي إلا في سياق التفاعلات الشخصية، والمجموعات المتماسكة هي التي يشعر فيها جميع الأعضاء بإحساس بالانتماء والقَبول والتحقّق.
  • العوامل الوجودية: آلية توضّح أنه يجب على كل الفرد في المجتمع تحمُّل المسؤولية عن حياته الخاصة وعواقب قراراته.

تأثير أسلوب العلاج الاجتماعي

يعدّ أسلوب العلاج الاجتماعي في الوقت الحالي ذا قدرة كبيرة على تنمية الأفراد، وهناك قدر هائل من الفوائد التي تأتي من العلاج الاجتماعي، خاصة من الناحية الاجتماعيّة، حيث العلاقات والتفاعلات مع البشر الآخرين والقدرة على العمل بطريقة مثمرة أمر مهم، وبالمثل فإن فهم السلوك البشري والعوامل المحفزة وراء هذه السلوكيات يؤثّر بشكل كبير على كيفية أداء المجتمع وكذلك تحسين الصحة النفسية هو أحد الفوائد المركزية للعلاج الاجتماعي، ويواجه البشر جميع أنواع العقبات والصراعات والصعوبات، وبمرور الوقت يمكن أن تؤثر هذه العوامل على الصحة النفسية للشخص وتقديره لذاته، ويعد تأثير أسلوب العلاج الاجتماعي مفيدًا للغاية؛ لأنه يسمح للمجتمع بتحسين جميع أفراده، ولذلك فإن تكوين أسلوب العلاج الاجتماعي كنوع من أنواع العلاج السلوكي المعرفي هو شكل فَعّال من العلاجات، ويُستخدم بشكل شائع للأفراد لتحسين نمط الحياة، وعلاج التأثير الذي يتركه الضغط على مختلف الأفراد ليس هيّنًا، بل هناك عدد لا يُحصى من المواقف أو العوامل التي يمكن أن تؤدّي إلى الضغط، ويمكن أن تكون المشاكل العائليّة، والقضايا المالية، وتوتّرات الزواج، وفقدان أحد أفراد الأسرة أو الأحداث المقلقة الأخرى في الحياة التي تسبب الإرهاق بشكلٍ مفرط مؤثّر على حياة الفرد، وتجعل الأمور أكثر سوءًا، ويمكن أن يؤثر الضغط الشخصي على الفرد بالتوسّع والثأثير على الأفراد الآخرين الذين يشاركون الفرد في مجتمع واحد.[٧]

المراجع[+]

  1. “Social_medicine”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-05-16. Edited.
  2. “Psychosocial Treatment Prescriptions for Generalized Anxiety Disorder”, ajp.psychiatryonline.org, Retrieved 2020-05-16. Edited.
  3. “Alcoholism treatment by disulfiram and community reinforcement therapy”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-05-16. Edited.
  4. ^أبJames Drisko (2018-01-11), “Psychotherapy and Social Work”, www.oxfordbibliographies.com, Retrieved 2020-05-16. Edited.
  5. J. Mark Donovan, Betsy J. VanLeit, Terry K. Crowe (2005-01-31), “Occupational Goals of Mothers of Children With Disabilities: Influence of Temporal, Social, and Emotional Contexts”, psycnet.apa.org, Retrieved 2020-05-16. Edited.
  6. Randall C. Wyatt, “the gift of therapy”, www.psychotherapy.net, Retrieved 2020-05-16. Edited.
  7. “An Overview Of Social Therapy: History And Applications”, www.betterhelp.com, Retrieved 2020-05-16. Edited.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!