استراتيجيات العلاج باللعب

استراتيجيات العلاج باللعب

بواسطة:
سامح العبيدي
– آخر تحديث:
٠٨:٢٢ ، ٢٥ يوليو ٢٠٢٠
استراتيجيات العلاج باللعب

‘);
}

مفهوم استراتيجيات العلاج

إنّ العلاج باللعب هو طريقة لتلبيةِ احتياجاتالصحة النفسية والعقلية للأطفال والاستجابة لها، ويعترف بها الخبراء على نطاق واسع على أنّها تدخُّل فعّال ومناسب للتعامل مع تأخر النمو العقلي للأطفال، ويتم استخدام العلاج باللعب بشكل عام مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 سنوات إلى 11 عامًا، ويوفّر لهم وسيلة للتعبير عن تجاربهم ومشاعرهم من خلال عملية طبيعية ذاتية التوجيه، و بما أن تجارب الطفل ومعرفته غالبًا ما يتم توصيلها من خلال اللعب، لذلك فإنّ هذه طريقة العلاج تكون وسيلة مهمّة بالنسبة لهم لمعرفة أنفسهم، ويوفّر اللعب للطفل لغة حيّة وديناميكية وفردية لا غنى عنها للتعبير عن انفعالات الطفل الذاتية، والتي لا يستطيع التعبير عنها عبر اللغة الجماعية وحدَها، لذالك قد يساعد اللعب الطفل على تطوير قدراته الفطرية، مما يؤدّي إلى إحساس بتقدير الذات والاستعداد، أثناء اللعب، لذالك يتم دفع الأطفال لتلبية الحاجة الأساسية لاستكشاف وإتقان بيئتهم، ويُسهم اللعب أيضًا في تطوير التفكير الإبداعي.[١]

استراتيجيات العلاج باللعب

إنّ العلاج باللعب هو شكلٌ من أشكال العلاج النفسي، ويستخدم اللعب للتواصل مع الناس ومساعدتهم، خاصّة الأطفال؛ لمنع أو التقليل من المشكلات النفسية الاجتماعية، ويُعتقد أن هذا العلاج يُسهم في مساعدتهم على نحو أفضل، في الاندماج الاجتماعي، النمو والتطور، وانخفاض العدوان، وتعديل الانفعالات، وتنمية المهارات الاجتماعية، واتخاذ القرار، ويطور العلاج باللعب أيضًا الكفاءة الذاتية، ومهارات التكيف، وتوجد العديد من الاستراتيجيات الذي تساعد الطفل، ولذالك يوجد العديد من استراتيجيات العلاج باللعب والتي بدورها تساعد الطفل[٢]، وهناك استراتيجيتان تُعدّان الأكثر أهميّة، ومنها ما يأتي:

‘);
}

استراتيجية العلاج باللعب غير المباشر

العلاج باللعب غير المباشر هو طريقة استشارية تُستخدم لمساعدة الأطفال على توصيل تجاربهم الداخلية، من خلال استخدام الألعاب واللعب، إن العلاج باللعب غير المباشر -الذي يُطلق عليه أيضًا العلاج باللعب الذي يتمحور حول الطفل- يعد تقنية غير معتمدة على علم الأمراض، وتعتمد على الاعتقاد بأن الأطفال لديهم الدافع الداخلي لتحقيق الاستقرار، ويتم تدريب المعالِجين غير المباشرين على الثقة بأن الأطفال قادرون على توجيه عملياتهم الخاصة، بدلاً من قيام المعالجين بفرض أفكارهم الخاصة حول ما يحتاجه الطفل في العلاج، والعمل من خلال أيّة تحديات قد يواجهها، يتطلب من المعالج أن يدخل للعالم الانفعالي للطفل بدلًا من توقعه أن يفهم الطفل شخصية المعالج، الذي يتجاوز قدراته، ويعتمد العلاج باللعب على نظرية أن اللعب هو لغة الطفل، والألعاب في غرفة اللعب هي الكلمات التي يستخدمها الطفل للتعبير عن تجاربه الداخلية وكيف ينظرون إلى العالم ويختبرونه، ثمّ يستخدم الطفل الألعاب في غرفة اللعب للتحدث إلى المعالج وتوصيل أفكاره ومشاعره الداخلية، خلال جلسة اللعب وعلى مدار الجلسات يظهر الخلل الانفعالي في الطفل ويتضح للمعالج, وتستخدم ألعابًا سهلة الفهم والحركة عند الطفل، مثل، الدمى المتحركة يدويًّا، الإكسسوارات، السيارات الصغيرة، الصّلصال، الطباشير، ورق الكتابة، وكذالك الحيوانات المطاطية، ويمكن استخدام ألعاب أخرى عديدة في العلاج باللعب غير المباشر.[٣]

استراتيجية العلاج بالفن

في علم النفس، يُعرف استخدام الأساليب الفنيّة لعلاج الاضطرابات النفسية وتحسين الصحة النفسية والعقلية باسم العلاج بالفن, ويعدّ العلاج بالفن هو تقنية علاجية في أنّ التعبير الإبداعي يمكن أن يعزّز الشفاء والرفاهيّة العقلية عند الفرد، ويستخدم الفن لمساعدة الأطفال على استكشاف انفعالاتهم، وتطوير الوعي الذاتيّ، والتعامل مع الإجهاد، وتعزيز احترام الذات، والعمل على المهارات الاجتماعية، و قد يمكن للفن أن يكون أداة فعالة في علاج الصحة النفسية والعقلية، ويمكن استخدام الفن لمساعدة الأطفال على التواصل والتغلب على التوتر واستكشاف جوانب مختلفة من شخصياتهم، ويدمج العلاج بالفن تقنيات العلاج النفسي مع العملية الإبداعية لتحسين الصحة العقلية، وتصف جمعية العلاج بالفن الأمريكية العلاج بالفن على أنه منهج للصحة العقلية يستخدم عملية إنشاء الفن لتحسين الصحة النفسية والعقلية والبدنية والانفعالية، والهدف من العلاج بالفنّ هو الاستفادة من العملية الإبداعية لمساعدة الأطفال على استكشاف التعبير عن الذات، ومن خلال ذلك، يجب إيجاد طرق جديدة لاكتساب البصيرة الذاتية وتطوير مهارات جديدة عند الطفل، قد يستخدم معالج الفن مجموعة متنوعة من الأساليب الفنية بما في ذلك الرسم، والنحت، وفن المسرحية، والتمثيل، والفن التشكيلي، وتصميم المجسمات كذلك, ويستخدم العلاج بالفن للأطفال والمراهقين، وتستخدم عدة طرق حسب عمر الطفل أو المراهق، ويعالج الفن الأطفال الذين عانوا من صدمة عاطفيّة أو عنفٍ بدنيّ أو عنف منزلي أو القلق والاكتئاب ومشاكل نفسيّة أخرى.[٤]

أهمية اللعب في التشخيص

إنّ سلوك اللعب يعدّ مؤشرا مهمًّا على الصحّة النفسية للأطفال، ويمكن تشخيص بعض الاضطرابات النفسية والعقلية والجسدية عبر ملاحظة بعض سلوكيات اللعب لديهم، فقد يشعر الأطفال الذين يُعانون من اضطرابات معيّنة بالانزعاج أثناء اللعب، والقلق والتوتر، وقد يعانون حتى من نوبات من الهلع، إذ قد يعانون من ضيق في التنفّس وسرعة في ضربات القلب وتعرّق اليدين. وغالبًا ما تكون الأعراض الجسدية والنفسية شائعة أثناء اللعب، والتي يمكن عن طريقها تشخيص بعض الامراض، ففي اضطرابات القلق قد يشكو الطفل من الصداع أو ألم المعدة أو مشاكل جسدية أخرى. وغالبًا ما يشعر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق بالعجز ويكون لديهم أحيانًا مخاوف كبيرة من أنّ كل عملية الّلعب تسير على نحو خاطئ، وأنّ الأمور ستتحوّل إلى حالة سيئة. وقد يواجهون صعوبة في اللعب، وقد يحاولون تجنب اللعب؛ لأنهم قلقون من أن شيئًا ما سيّئًا يحدث هناك.[٥]

وقد تظهر أعراض الوسواس القهري لدى بعض الأطفال أثناء اللعب، إذ قد يلمس الأطفال المصابون باضطراب الوسواس القهري الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا، ويكرّرون ويراجعون الأشياء باستمرار، أو يفكرون في الأمر نفسه مرارًا وتكرارًا. وعندما يحدث هذا، قد لا يشعرون بالسيطرة على أفعالهم. وفي بعض الأحيان قد تصبح الأنشطة القهرية مستهلكة للوقت، بحيث لا يجد الطفل الكثير للعب في أشياء أخرى، وقد يتجنبون الأصدقاء أو العائلة أو المدرسة خشية أن يتعرف الآخرون على سلوكياتهم الغريبة أو يحاولون إيقافها، وقد يكون الأطفال المصابون باضطراب الوسواس القهري مهووسين بالكمال أثناء ترتيب الألعاب مثلًا، ولديهم مشاكل في التركيز وحتى الشعور بالقلق أو الاكتئاب، وقد يواجهون أيضًا صعوبة في توصيل احتياجاتهم وإعلام أصدقائهم بما يحدث وكيف يشعرون.[٥]

أما المصابون باضطراب السلوك، فقد يتميزون بالسلوكيات التخريبية، وقد يتسبب الأطفال المصابون باضطراب السلوك في التنمر أو تهديد الآخرين، أو الكذب، أو السرقة، أو الشجار، أو تدمير الممتلكات، وسيكون لديهم قدر ضئيل من احترام الذات الذي تحجبه الشجاعة، ويظهرون القليل من التعاطف أو الندم للآخرين، ويبدو أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب السلوك يحبون الانخراط في صراعات على السلطة، وغالبًا ما يتفاعلون بشكل سيّئ مع الأوامر والقوانين الخاصة بالألعاب، وقد يرفضون القيام بالمهام والواجبات ويتجادلون مع الآخرين، ويمكن لهذه السلوكيات أن تضر بشكل كبير بالنّجاح الأكاديمي والأداء الاجتماعي في المدرسة وفي المنزل والمجتمع.[٦]

فوائد العلاج باللعب

من عام 1942 حتى الوقت الحاضر، تم إجراء مجموعة من البحوث عن العلاج باللعب للتحقيق في مجموعة من القضايا، منها التجارب العلاجية للعب، ومشاركة الوالدين، وتحليل تقنيات محددة، ولتوضيح بعض نتائج الأبحاث الخاصة بفوائد العلاج باللعب [٧]، تم تلخيص ثلاث دراسات بحثية على النحو الآتي: بحثت دراسة كوت عام 1995 فعالية العلاج باللعب غير الموجه على الأطفال الذي عانوا من العنف المنزلي، وتمت مقارنة نتائج هذه المجموعة مع مجموعة ضابطة أخرى من الأطفال الذين لم يتم معالجتهم، وتم تقييم المجموعتين باستخدام مقياس ما قبل المدرسة ومقياس المفهوم الذاتي الأساسي، وقائمة التحقق من سلوك الطفل ومقياس تصنيف سلوك اللعب للأطفال، وتم التوصل على أن الأطفال في مجموعة العلاج تناقصت لديهم بشكل كبير المشاكل الخاصة بالسلوك الخارجي، وقد استخدمت هذه الدراسة مجموعة متكونة من 20 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و 10 سنوات.[٧]

بينما حاولت دراسة سبرينغر في عام 1992 تشخيص فعالية العلاج باللعب والعلاج بالفن لدى الأطفال الذين تم تحديدهم على أنهم يمتلكون واحدًا من الوالدين يعاني من إدمان الكحول أو المخدرات، وتم استخدام مجموعة من الأطفال والمراهقين متكونة من 132 فردًا بأعمار تتراوح من 7 سنوات إلى 17 سنة، وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص داخل مجموعات العلاج شهدوا تحسينات كبيرة من الاكتئاب وفرط النشاط والسلوك العدواني.[٧]

وكذلك في عام 1994 أجرى دوجرا دراسة عن العلاج باللعب، وتوصّلت الدراسة بأن الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب السلوك العدواني والذين تلقوا 16 جلسة من جلسات العلاج باللعب غير الموجّه وجلسات من الإرشاد الأبوي أظهروا اختلافات كبيرة في سلوكهم، وفقًا لمقياس تصنيف سلوك الطفل، وقد أظهرت مجموعة الأطفال الخاضعة للعلاج تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في المنزل والمدرسة من الناحيتين الاجتماعية والصحية البدنية، وأتضح في الدراسة بأن الأطفال الذي تمت معالجتهم تغير سلوكهم وقل عنفهم نحو البالغين وزملائهم في المدرسة، واتضح كذلك أنه تم تقليل نوبات الغضب، واستخدمت هذه الدراسة في مجموعة من 20 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات إلى 12 سنة.[٧]

المراجع[+]

  1. “Play_therapy”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-05-19. Edited.
  2. “How Play Therapy Treats and Benefits Children and Some Adults”, www.healthline.com, Retrieved 2020-05-19. Edited.
  3. “non-directive-play-therapy”, www.goodtherapy.org, Retrieved 2020-05-19. Edited.
  4. “How Art Therapy Is Used to Help People Heal”, www.verywellmind.com, Retrieved 2020-05-19. Edited.
  5. ^أب“common-diagnosis”, www.acmh-mi.org, Retrieved 2020-05-19. Edited.
  6. “Handbook of Autism and Pervasive Developmental Disorders, Diagnosis”, books.google.jo, Retrieved 2020-05-19. Edited.
  7. ^أبتث“history-play-therapy”, www.bapt.info, Retrieved 2020-05-19. Edited.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!