أشهر أمراض الأطفال في الصيف وطرق العلاج والوقاية

على الرغم من أنَّ الصيف هو فصل الإجازات والرحلات والبحر والسباحة، غير أنَّه فصل تكثر فيه أمراض الأطفال، نتيجة تزايد فترات خروج العائلة من المنزل إلى المتنزهات والمنتجعات؛ لذا غالباً ما تجد الأم نفسها مُحاصرة بأطفالها المرضى. وفي مقالنا هذا سنتعرف على أشهر هذه الأمراض، وطرائق العلاج والوقاية منها.

لماذا يمرض الأطفال في الصيف؟

تكثر الأمراض بين أطفالنا في فصل الصيف لعدة أسباب؛ نذكر منها:

  • تنمو وتتكاثر البكتيريا والميكروبات المسببة للأمراض عند الأطفال بشكل أسرع في فصل الصيف، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
  • تفشي الذباب بكثرة في الصيف؛ إذ يُقال إنَّ الذبابة الواحدة تحمل على أجنحتها وجسمها، ستة ملايين من البكتريا المختلفة.
  • انتشار الحشرات الضارة مثل: الناموس والبعوض، وغيرها من الحشرات التي تنقل الأمراض.
  • كثرة تعرق الجسم في الصيف، ممَّا يُسبب التهابات الجلد وأمراضه.

أشهر أمراض الأطفال في الصيف:

يُصاب الأطفال بمجموعة من الأمراض في فصل الصيف؛ من أشهرها:

1. ضربات الشمس:

تُعدُّ ضربة الشمس الحالة المرضية الأكثر حدوثاً وشيوعاً لدى الأطفال في فصل الصيف، وذلك بسبب تعرض الطفل لأشعة الشمس لفترات طويلة. وتتمثل أعراضها بالآتي: سخونة الجلد، سرعة النبض، الجفاف، صداع، إقياء. ويكون العلاج بتبريد الجسم وشرب السوائل، وتجنب تعرض الطفل لأشعة الشمس.

2. الأمراض الجلدية:

يُعدُّ الأطفال من أكثر الفئات العمرية تأثراً بحرارة الشمس، وذلك نظراً إلى حساسية جلدهم العالية، وعدم قدرته على تحمُّل حرارة الجو. وتختلف بشرة الأطفال كلياً عن بشرة الكبار، فهي حساسة إلى أبعد الحدود؛ لذا تكون عُرضة للطفح الجلدي، وحروق الشمس، وتلف الجلد، والأكزيما، بشكل أكبر بكثير، كونها أرقُّ بعشر مرات من بشرة البالغين، ولا تُنتج كثيراً من صبغة الميلانين. يضاف إلى ذلك أنَّها لا تُنتج أي دهون حتى سن البلوغ؛ لذا فهي بحاجة إلى الترطيب بشكل دائم.

ومن الأمراض الجلدية التي تُصيب الأطفال في فصل الصيف حروق الجلد؛ إذ يتعرض الأطفال للإصابة بحروق الجلد عادةً خلال فصل الصيف، فيتحول لون جلدهم إلى الأحمر، ويسبب آلاماً عند لمسه، ثم مع مرور الوقت يتغير لونه إلى اللون البني، ويبدأ التقشر. ويكون العلاج باستخدام كريمات الحروق، وتطبيق واقٍ شمسي مناسب للطفل، والاهتمام برطوبة البشرة من خلال شرب الماء، واستخدام كريم مرطب للبشرة.

3. أمراض الجهاز الهضمي:

يُصاب الأطفال خلال فصل الصيف، بأمراض الجهاز الهضمي والفيروسات المعوية، عن طريق ابتلاع مياه حمامات السباحة، أو تناول الأطعمة المكشوفة.

ومن هذه الأمراض التسمم الغذائي، وهي حالة تُصيب الأطفال بنسبة أكبر من الكبار، وذلك لأنَّ جهازهم المناعي غير قادر على مُحاربة البكتيريا والميكروبات بشكل جيد، ثم إنَّ معدتهم لا تحتوي الكمية نفسها من الحمض الذي يقتل الميكروبات الضارة، والموجودة لدى الكبار. ومن أعراض التسمم الغذائي: الإسهال، الإقياء، ارتفاع درجة الحرارة، مغص البطن، صعوبة في التنفس، حيث يكون العلاج بتعويض الطفل ما خسر من سوائل ومعادن عن طريق إعطائه محاليل الجفاف، واستخدام خوافض الحرارة. ولا بدَّ من زيارة الطبيب في حال لم تختفِ الأعراض بعد أكثر من يومين أو ثلاثة.

4. جدري الماء:

ينتشر جدري الماء بين الأطفال في فصل الصيف، ويظهر عادةً على شكل طفح جلدي أحمر اللون، تُصاحبه حمى، وفقدان للشهية، وصداع، ويُسبب شعوراً بحكة في الجلد، وتعباً عاماً. ليس لجدري الماء أي علاج محدد؛ إذ إنَّ معظم حالات الإصابة به بسيطة، ولا تدعو إلى القلق، فهي تزول من تلقاء نفسها، من دون علاج. ويُمكن لتخفيف الأعراض استخدام مُسكنات الألم البسيطة، مثل: الباراسيتامول، وأدوية الحكة، مثل: مضادات الحساسية.

5. النكاف:

يُعدُّ النكاف من أمراض الصيف المنتشرة بين الأطفال بشكل خاص، وهو مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل عن طريق التنفس، أو العطس أو السعال، وتتمثل أعراضه بتضخم الغدد اللعابية قرب الأذنين؛ الأمر الذي يتسبب في انتفاخ الوجنتين، وصداع، وحمى، وغثيان، وآلام في العضلات، وضعف عام، وفقدان للشهية. ويكون العلاج بشرب كثير من السوائل، كالماء، واليانسون، والنعناع، وتناول الطعام الصحي، والبقاء في السرير للراحة، بالإضافة إلى استخدام ضمادات دافئة أو باردة لتخفيف التورم. وتكون الوقاية من مرض النكاف، بتلقيح الطفل باللقاح الخاص به.

6. الحصبة:

تُعدُّ الحصبة من الأمراض الشائعة بين الأطفال، وسببها فيروس موجود في الهواء، يُسبب في انتقال العدوى من شخص إلى آخر، حيث يُصيب هذا الفيروس حلق الطفل، ويُسبب في دخوله المستشفى. وتظهر أعراض الحصبة بطفح جلدي، وبقع حمراء على الوجه بالقرب من الشعر، وسيلان في الأنف، وسعال، وحمى، واحمرار العين، والتهاب الحلق، وصعوبة في البلع. ويحتاج علاجها إلى تناول مضاد حيوي، وكثير من السوائل.

7. حساسية الصدر:

تُحفز حبوب اللقاح، والغبار، والأتربة، والرطوبة العالية في الصيف، حساسية الصدر (الربو الشعبي)، والذي يُعاني منه بعض الأطفال. وتكون أعراض حساسية الصدر، الكحة المستمرة، وضيق التنفس لدى الطفل، وتزييق في الصدر، وأحياناً في الحالات الشديدة قد يحدث ازرقاق في لون الجلد. يكون العلاج باستخدام موسِّع شُعب، وجلسات استنشاق بخار، أو باللجوء إلى البخاخات التي تكون بناءً على وصفة الطبيب المختص.

8. الإسهال:

كثيراً ما يُصاب الأطفال بالإسهال في فصل الصيف، وهو عدوى بكتيرية أو فيروسية، تنتج من تناول طعام ملوث. وعلاجات الإسهال تكون بالإكثار من السوائل، واتباع حمية غذائية والابتعاد عن اللحوم والدسم، وإعطاء الطفل الأطعمة سهلة الهضم التي لا تُجهد الأمعاء كالزبادي مثلاً.

في حال استمرار الإسهال أكثر من أسبوعين، نكون في حالة إسهال مُزمن، أو ما يُعرف بالتهاب الأمعاء، وفيها يفقد الطفل كمية كبيرة من السوائل والأملاح، ويُعاني من مغص شديد، وغازات متكررة، وهنا يجب منح الطفل كثيراً من السوائل والشوربات، واتِّباع حمية غذائية خاصة.

9. عدوى الفيروسات:

تحثُّ حرارة الشمس في فصل الصيف، الفيروسات والبكتيريا على التكاثر والانتقال من شخص إلى آخر. ومن أشهر هذه الفيروسات التي تنتشر في فصل الصيف، فيروسات الإنفلونزا، مثل: فيروس “رينو فيروس” المسؤول عن نزلات البرد العادية.

10. الطفح في الفم واليدين:

يظهر الطفح الجلدي في يدي الطفل، أو رجليه، أو فمه، وغالباً ما يكون سببه فيروس “كوكساكي”، وتبدأ أعراض هذا المرض بارتفاع درجة حرارة الطفل، وشعور بالإعياء، وفقدان للشهية، والتهاب في الحلق، ثم بعد يومين أو ثلاثة يبدأ ظهور الطفح والبثور في الفم أو اليدين أو القدمين، وغالباً ما يكون مؤلماً. ليس للطفح الجلدي علاج محدد، ولكن غالباً ما يصف الطبيب للطفل، تناول مسكنات للآلام، وخافضات الحرارة.

11. التهاب العين:

يُعاني الأطفال في فصل الصيف من التهاب العين أو التهاب الملتحمة، نتيجة التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة، أو فرك العين بيدين ملوثتين، أو بسبب السباحة في مسابح ليست صحية. ويكون العلاج باستخدام قطرات مخصصة للالتهاب، وعدم التعرض للشمس قدر الإمكان.

12. السعال الديكي:

يُعدُّ السعال الديكي أحد الأمراض التي تُصيب الأطفال بشكل خاص خلال فصل الصيف، وهو عدوى بكتيرية شديدة في الرئة (الشعب الهوائية)، تتسبب في نوبات مُتكررة من السعال، ويكون العلاج باستخدام أدوية يصفها الطبيب.

13. التهاب الأذن الخارجية (أذن السباح):

مرض أذن السباح هو عدوى تُصيب قناة الأذن الخارجية، نتيجة بقاء الماء عالقاً في قناة الأذن، فتنمو البكتيريا فيها، وتكون الأعراض: شعور بالحكة والامتلاء بالأذن، وضعف مؤقت في السمع، وقد تكون مؤلمة للغاية، والعلاج منها يكون بالذهاب إلى الطبيب لتنظيف الأذن.

نصائح لوقاية الأطفال من أمراض الصيف:

  • الانتباه لعدم تعرض الطفل لأشعة الشمس ساعات طويلة، ومنع خروجه للعب في الهواء الطلق في الوقت ما بين 10 صباحاً و4 مساءً.
  • أن يكون الواقي الشمسي جزءاً أساسياً من روتين العناية بالطفل، واختياره بعامل حماية 15 أو أعلى، وتكرار وضعه مرة كل ساعتين، قبل خروجه بنصف ساعة من المنزل، حتى في أيام الضباب أو الغيوم، حيث تكون الشمس مُختفية؛ ذلك لأنَّ أشعة الشمس فوق البنفسجية، تضر ببشرة الطفل ولو لم يكن هناك أي شعاع شمس.
  • استخدام المظلة في حال الاضطرار إلى الخروج أوقات الظهيرة الحارة.
  • أن تحرص الأم على شرب الطفل للسوائل (الماء، والعصائر الطبيعية)، بعرضها عليه طوال اليوم، ومن وقت إلى آخر؛ إذ يتعرض الطفل لفقد الماء والأملاح من جسمه بسبب التعرق، أو الإصابة بالحمى أو الإسهال أو القيء.
  • الاهتمام بغذاء الطفل، واحتوائه على الفيتامينات والعناصر، التي يحتاج إليها جسمه، والضرورية لرفع المناعة وتعزيزها.
  • يجب أن تتضمن وجبة الطفل مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه، الغنية بالألياف والسوائل، والتي تُقلل من العطش والجفاف؛ مثل: الكرز والبطيخ والشمام.
  • تقليل تناول الطفل للوجبات الجاهزة، التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات والدهون، وكذلك تجنب الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من السكريات المعقدة، المضرة لجسم الطفل ومناعته.
  • يُعدُّ اختيار الأقمشة المناسبة لبشرة الأطفال الحساسة، من الأمور الهامة لحماية بشرة الطفل في فصل الصيف؛ كالأقمشة القطنية، والناعمة والفضفاضة، والابتعاد عن الملابس الزائدة والثقيلة.
  • الانتباه لتغيير ملابس الطفل باستمرار، وخاصة في حال تعرقه.
  • الانتباه لعدم تعريض الطفل لهواء المراوح، أو المكيفات بشكل مباشر.
  • تنبيه الطفل إلى خطورة أن يشرب من كأس أو قنينة أحد، وألَّا يأكل بملعقة أحد.
  • استخدام النظارات الشمسية المخصصة للأطفال، لحماية العيون من أشعة الشمس العالية.
  • يُعدُّ الاهتمام بنظافة الطفل، من أهم وسائل الوقاية من أمراض الصيف، وذلك من خلال استحمام الطفل يومياً، وتعويده على غسل يديه قبل تناول الطعام، وبعد عودته من اللعب.
  • الاهتمام بنظافة الأطعمة التي يتناولها الطفل، ومنعه من الأطعمة المكشوفة، وحمايته من الأكل المُلوث، والتأكد من تاريخ صلاحية المعلبات.
  • الانتباه للطفل في أثناء اللعب، والحرص على نظافة ألعابه والأدوات التي يلعب بها.
  • الحرص على ارتداء الأطفال سدادات الأذن في أثناء السباحة، لوقاية الأذن من الالتهابات.
  • الاهتمام بتنظيف المنزل وتعقيمه، والتهوية وتنقية الجو من البكتيريا والفيروسات.
  • يجب عرض الطفل على الطبيب المختص، في حال ظهور أعراض مثل:
    1. صداع مع ارتفاع حرارة.
    2. وجود قيء مُصاحب للصداع.
    3. شكوى من آلام في الحلق، أو أعراض الأنفلونزا.
    4. حالات إسهال متكرر.
    5. أي أعراض فقدان الطفل لوعيه أو اتزانه.
    6. تشنجات في الرقبة.
    7. عدم القدرة على مواجهة الضوء.

في الختام “لا تستهيني بفصل الصيف وأمراضه”:

تطمئن أغلب الأمهات إلى فصل الصيف باعتباره فصلاً دافئاً، فيستهنَّ به، بينما يخشين الشتاء وبرده، ولكنَّ حقيقة الأمر أنَّ فصل الصيف لا يقل خطورة عن فصل الشتاء، ويجب عليهنَّ ألَّا يتغافلن عن هذه الحقيقة، بل يمنحن كل الاهتمام والرعاية إلى الأطفال لحمايتهم من الصيف وأمراضه.

المصادر: 1، 2، 3

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!