ألمانيا تؤكد تسميم المعارض الروسي نافالني بغاز أعصاب وباريس تندد بـ”الاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول” لمادة نوفيتشوك.. ولندن تدعو روسيا إلى “قول الحقيقة”

Share your love

الفهرس

عواصم- (أ ف ب): أعلنت الحكومة الألمانية الأربعاء أن الفحوص الطبية التي أُجريت للمعارض الروسي أليكسي نافالني في مختبر تابع للجيش الألماني أكدت وجود “دليل قاطع” على أنه كان ضحية تسميم بـ”غاز أعصاب من نوع نوفيتشوك”.

وقالت الحكومة في بيان إنها “تدين هذا الاعتداء بأشد العبارات” وتطلب من روسيا إيضاحات “عاجلة” حول هذا التسميم.

وأجرى مختبر تابع للقوات المسلحة الألمانية فحوصاً لنافالني الذي أُدخل إلى المستشفى في برلين في أواخر آب/ أغسطس إثر نقله من سيبيريا.

وكشفت الحكومة الألمانية أن هذه الفحوص أعطت “دليلاً قاطعاً على وجود مادة كيميائية عصبية سامة من نوع نوفيتشوك” لدى نافالني.

واعتبرت “أنه لأمر صادم أن أليكسي نافالني كان ضحية اعتداء بمادة كيميائية عصبية سامة في روسيا”.

وستلقي المستشارة أنغيلا ميركل التي اجتمعت مع الوزراء المعنيين بهذه القضية، كلمة الأربعاء عند الساعة 15,30 ت غ.

وقالت الحكومة إن “وزارة الخارجية ستُبلغ السفير الروسي بنتائج التحقيق”.

وأشارت إلى أن ألمانيا ستُبلغ أيضاً “شركاءها في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي بنتائج التحقيق” مضيفةً أنها “ستناقش رداً مشتركاً ملائماً مع شركائها على ضوء الإعلان الروسي”.

وتعتزم الحكومة الألمانية أيضاً “التواصل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية” التي تمنع استخدام المواد من نوع نوفيتشوك.

وختمت الحكومة بالقول “نأمل الشفاء التام لنافالني”.

ومن جانبها، نددت فرنسا الأربعاء بـ”الاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول” لغاز أعصاب من نوع نوفيتشوك ضد أليكسي نافالني، بحسب نتائج تحاليل أجريت للمعارض الروسي في ألمانيا وأثبتت تسميمه بهذه المادة المحظورة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان “أود التنديد بأشد العبارات بالاستخدام المثير للصدمة وغير المسؤول لمثل هذه المادة”.

وتابع “نظرا إلى موقع نافالني السياسي في روسيا، يثير الاعتداء عليه تساؤلات ملحة. من مسؤولية السلطات الروسية الإجابة عليها”.

وأوضح أن “فرنسا على تواصل وثيق مع السلطات الألمانية كما مع شركائنا لتنسيق الرد الواجب” على العملية التي أثارت موجة تنديد في الغرب.

وشدد لودريان في البيان على أن “استخدام الأسلحة الكيميائية في أي مكان وفي أي وقت، من أي كان وفي أي ظرف، أمر غير مقبول ومخالف للمعايير الدولية ضد استخدام هذه الأسلحة.

وفي السياق، دعت بريطانيا الأربعاء روسيا إلى “قول الحقيقة” بشأن مصير المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي تعرّض بحسب برلين للتسميم بواسطة مادة عصبية سامة من نوع نوفيتشوك، معتبرةً أن “من غير المقبول إطلاقاً” استخدام “سلاح كيميائي محظور”.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب “من غير المقبول إطلاقاً استخدام هذا السلاح الكيميائي المحظور مرة جديدة وأن يستهدف العنف من جديد شخصية معارضة روسية”.

وأضاف “على الحكومة الروسية (…) أن تقول الحقيقة بشأن ما حصل لنافالني”. وتعهّد “بالعمل بشكل وثيق مع ألمانيا وحلفائنا وشركائنا الدوليين لإثبات أن استخدام أسلحة كيميائية محظورة، أينما كان في العالم، له عواقب”.

كما ندد الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء بتسميم المعارض الروسي “المثير للصدمة” بواسطة مادة سامة من نوع نوفيتشوك على ما أكدت برلين، مطالبا روسيا بالتحقيق في القضية.

وقال ستولتنبرغ في بيان “أعلنت الحكومة الألمانية أن أليكسي نافالني كان ضحية هجوم بمادة سامة للأعصاب من نوع نوفيتشوك. هذا مثير للصدمة، وأدينه بأشد العبارات”.

واعتبر ستولتنبرغ أن “استخدام مادة سامة للأعصاب من النوع العسكري يجعل أكثر إلحاحاً أن تجري السلطات الروسية تحقيقاً شاملاً وشفافاً” مشدداً على أن المسؤولين عن الاعتداء يجب أن يُحاسبوا.

وأضاف “سنتشاور مع ألمانيا وجميع الحلفاء بشأن الآثار المترتبة عن هذه النتائج. وينظر حلف الأطلسي إلى أي استخدام للأسلحة الكيميائية كتهديد للسلام والأمن الدوليين”.

واستُخدم غاز الأعصاب نوفيتشوك الذي تمّ تطويره في الحقبة السوفياتية لتسميم العميل السابق المزدوج سيرغي سكريبال عام 2018 على الأراضي البريطانية.

وفي الرابع من آذار/ مارس 2018، عُثر على سكريبال وابنته يوليا فاقدين الوعي على مقعد في سالزبري في جنوب انكلترا وأُدخلا إلى المستشفى في حال خطيرة.

ونجا سكريبال وابنته من الهجوم، غير أن امرأة من سكان المنطقة قضت بعدما عثرت على قارورة واستخدمتها ظنا منها أنها عطر. ويعتقد المحققون أنه تم جلب غاز نوفيتشوك من روسيا في القارورة.

وتسببت القضية بعمليات طرد دبلوماسيين غير مسبوقة منذ الحرب الباردة بين روسيا والدول الغربية.

ونافالني هو المعارض الأبرز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويتمّ تشارك منشورات المنددة بفساد النخبة الروسية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

Source: Raialyoum.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!