أهمية الرعاية الذاتية لتحقيق السلامة النفسية والعقلية

الرعاية الذاتية هى الاهتمام بالنفس بأكثر من طريقة. إليكِ كيف تفعلين ذلك وما تأثيره على سلامتك النفسية والعقلية وكيف سيؤثر على حياتك بإيجابية...

المحتوى

مفهوم الرعاية الذاتية

أهمية الرعاية الذاتية

طرق الرعاية الذاتية

كل يوم ننتقل من مهمة لأخرى بدون راحة من العمل لثمان ساعات أو أكثر، لمتابعة الأحداث الجارية، لوسائل التكنولوجيا التي تقتل الوقت ببطىء…إلخ. لذلك لم يعد لدينا وقت “لأنفسنا” ما يُسمى بالإنجليزي بالـ “ME Time”، والأسوأ أننا قد نشعر بالذنب إذا خصصنا وقتا في اليوم أو في الأسبوع حتى لراحتنا فقط. 

ولكن هذا ليس خبرا سارا أبدا، فدراسات العلمية الحديث تثبت أهمية الرعاية الذاتية وكيف تُساعدنا على شحن طاقتنا من جديد لاستكمال مهامنا اليومية والتخطيط للمستقبل بشكل أفضل. لذلك إليكم أهمية الرعاية الذاتية وكيف يُمكننا الاستفادة منها لأقصى درجة.

مفهوم الرعاية الذاتية

الرعاية الذاتية أو مفهوم الـ Self Care هى أي فعل نقوم به بهدف تحسين صحتنا النفسية أو البدنية أو العاطفية. فكل فعل تفعله للاهتمام بنفسك وتحسين أدائك بشكل عام يقع أسفل شمسية الرعاية الذاتية. فعلى سبيل المثال الذهاب للجيم يُعتبر رعاية ذاتية، الاسترخاء وتصفية الذهن رعاية ذاتية وإلى آخر ما هنالك من الأمثلة.

أهمية الرعاية الذاتية

ولكن لماذا يُعتبر تخصيص وقت للنفس والعمل على تحسين الحالة النفسية والبدنية أمر هام؟ ببساطة لأن ذلك يُعتبر مثل مصدر لتجديد الطاقة، فحتى الأجهزة التي نستخدمها تفصل بعد فترة وتحتاج للشحن للعمل من جديد. وكذلك الإنسان يحتاج لرعاية واهتمام ليظل أدائه في تحسن لمهامه اليومية. ومن أهم فوائد الرعاية الذاتية ما يلي:

  • زيادة الثقة بالنفس: عندما تُخصص بعض الوقت أو أفعال أو روتين معين لنفسك فقط، أنت تُرسل رسالة غير مباشرة لعقلك بأنك محور اهتمام وذو قيمة وبالتالي تزداد ثقتك بنفسك واحترامك لها.
  • ارتفاع المناعة ضد الأمراض: أثبتت الكثير من الدراسات أن الرعاية المستمرة للذات تُعتبر أقوى مناعة ضد الإصابة بالكثير من الأمراض.
  • زيادة معرفتك بنفسك: عندما تقوم ببعض الأفعال أو الأنشطة لنفسك فقط، فأنت بدون أن تشعر تستثمر وقتك في معرفة واكتشاف نفسك باستمرار، ماذا تُحب ما الذي تُريد أن تفعله حقا بدون ضغوط. وهذا قد ينتج عنه اختيارات أفضل في حياتك عموما.
  • زيادة الإنتاجية: عندما تعرف جيدا ما الذي تُريد أن تفعله ويكون لديك القدرة للرفض في بعض الأحيان حفاظا على صحتك النفسية والعقلية والبدنية، ستبدأ بالتركيز على ما تُريد تحقيقه وبالتالي سيكون إنتاجك أفضل وأكثر.
  • سيكون لديك الكثير لتُعطيه: الأشخاص الذين يستنفزون طاقتهم دائما بعد فترة من الوقت يشعرون وكأن ليس لديهم شىء ليعطوه للآخرين، هذا لن يحدث أبدا إذا بدأت بالرعاية الذاتية من هذه اللحظة.

طرق الرعاية الذاتية

الرعاية الذاتية لا تقتصر فقط على تخصيص بعض الوقت للاسترخاء وكفى، هى أقرب ما تكون للروتين وأسلوب الحياة، فالاهتمام بالذات هو نظام كامل تؤسسه وتتبعه يوميا. لذلك إليك بعض الأفكار لطرق الرعاية الذاتية…
 
1- قسّم وقتك جيدا 

قد يكون الأمر صعب بالنسبة للبعض لإيجاد وقت إضافي لنفسك فقط، ولكن إذا قومت بتقسيم اليوم بشكل جيد واستغلال كل دقيقة سيكون أفضل. فمثلا يُمكنك الاستيقاظ مبكرة 15 أو 20 دقيقة والاستمتاع بكوب شاي أو قهوة في الصباح والتأمل قبل ازدحام اليوم والركض من هنا لهناك. ونفس الأمر ليلا يُمكنك تخصيص 15 دقيقة قبل النوم للقراءة أو الاسترخاء لتصفية الذهن من عناء وعمل اليوم.

2- اهتم بنظام الأكل

نظامك الغذائي والمكونات التي تتناولها لها تأثير كبير على صحتك ولياقتك البدنية. والرعاية الذاتية بالتأكيد تشمل فكرة الأكل والصحة، لذلك فجزء من الاهتمام بنفسك هو الاهتمام بصحتك وطريقة أكلك واختياراتك لما تتناوله. حاول تجنب كل ما هو غير صحي، واذهب دائما لتناول الأكلات الصحية أو الطبخ في المنزل بدلا من شراء الوجبات الجاهزة وهكذا. 

3- النوم بانتظام ولفترة مناسبة

نظام نومك يؤثر بشكل مباشر على نظام حياتك، فأخذ فترة كافية من النوم يُخلصك من التوتر والقلق ويزيد من نشاطك وتركيزك، بينما يمنعك الأرق من ممارسة الكثير من أنشطتك اليومية. 

ضع روتين مُعين للنوم، فمثلا امتنع عن تناول الأطعمة الدسمة والمنبهات قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات. توقف عن التفكير في أي شىء سلبي وحاول التفكير في صورة تُحبها أو منظر طبيعي أو شخص مهم في حياتك. استمع لشىء يهدىء الأعصاب واستمتع بالقراءة مثلا أو مارس اليوجا أو رياضة التأمل قبل النوم.

4- ممارسة الرياضة يوميا

يبدو الأمر صعب؟ لا تقلق ليس بهذه الصعوبة، لا أقصد بالرياضة هنا الذهاب للجيم باستمرار وأداء تمارين صعبة، يكفي قضاء 15 إلى 30 دقيقة يوميا في المشي أو الركض الخفيف، هذا الأمر يُساعدك على استعادة صحتك النفسية والعقلية وتنشيط جسمك ولياقتك البدنية.

5- تعلم أن تقول “لا”

فكرة الموافقة على أي طلب أو فكرة من الأشخاص المقربين والأصدقاء والأهل وحتى العمل فكرة مُرهقة جدا. فإذا استمر الأمر هكذا ستجد أنك تُهدر طاقتك لأنك ترغب في إرضاء الجميع. اهتم بنفسك أولا، حدد أولوياتك وتعلم كيف تقول لا أو ترفض بطريقة مُهذبة كل شىء لا تستطيع فعله أو لا تملك الوقت لذلك أو حتى لا ترغب فيه. بهذه الطريقة ستستعيد طاقتك وسلامك النفسي، وستُركز أكثر على نجاحك.

6- خذ عطلة من كل شىء

احرص على تنظيم وقتك بحيث تستطيع أن تأخذ إجازة من كل شىء بين حين وآخر، اقضي يوما بمفردك تحرص فيه على إرضاء نفسك فقط. مثلا اذهب لمطعم تُحبه، مارس هواية تُحبها، اقضي وقتك كما تشاء بدون ضغط أو شعور بأن هناك شخص آخر يجب أن تُسعده.
 
7- مارس بعض الأنشطة بمفردك

لا شك أن دائرة معارفنا تُشكل نسبة كبيرة من حياتنا واهتماماتنا، ولكن بين كل فترة وأخرى احرص أن تكون بمفردك. أن تذهب في رحلة طويلة أو قصيرة ليس معك سوى نفسك، ستكتشف الكثير عما يُمكنك فعله والأشياء التي ستتعلمها من كونك بمفردك. اقضي وقتا مُمتعا بصحبة نفسك، سيجعلك ذلك تُقدر قيمة ذاتك وتُعيد حساباتك في الكثير من الأمور.

8- اشتر هدية لنفسك

طوال الوقت نحرص على تقديم هدايا للآخرين، أو ننتظرها منهم. ولكن أليس من الممتع أن تُهدي نفسك شىء مُميز؟ في رحلة البحث عن الهدية ستجد أن مُجرد التخطيط لشراء هدية لنفسك، أكثر متعة من طريقة شرائك العادية للكثير من الأشياء. يُمكنك أن تفعل ذلك في يوم ميلادك أو حتى عند إنجاز أي شىء في حياتك، ستشعر وكأنك تُقدر نفسك ولا تنتظر هذا التقدير من أحد.

9- اخلق التوازن في حياتك

في أوقات العمل، اعمل بكل طاقتك، أما في العطلات، احرص على الاستمتاع فقط! هكذا هى الحياة المتوازنة والتي تُحقق لك شكل من أشكال السلام النفسي.

وأخيرا وليس آخر، الرعاية الذاتية وتقدير النفس ليس نوعا من الأنانية، ولكنه أمر ضروري لتستمر في هذه الحياة بنفس الطاقة والشغف ويكون لديك استعداد دائم على العطاء.

 

Source: E7kky.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!