‘);
}

ماهية السعادة

يسعى البشر عادةً لتَحقيق السّعادة التي يتمنونها، إلا أنّ هذه السعادة تختلفُ من شخصٍ إلى آخر؛ فبعض الأشخاص يرون السعادة مالاً فيقضون عمرهم راكضين يجمعون المال من هنا وهناك، وهم يغفلون عن حقيقة أنّ المال غير دائم، وسعادته هي لحظيّة، قال تعالى: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ)[١]، وآخرون يرون أنّ السعادة هي وظيفة مرموقةٌ ومركز متميّز، يسعون لنيله بكافة الوسائل والسُبل، وغيرهم يَرون أنّ السعادة تكون في الصِحَّة البدنيّة والنفسية، وغيرهم يرونها في الأمان والاستقرار، وآخرون يَرونها إيمانًا وطاعة لله تعالى، والفوز بجنّته عزَّ وجل.

إنّ سبب اختلاف مفهوم السعادة عند الناس يرجع إلى حقيقةِ الفقدِ؛ فالشخصُ الذي يفقد شيئاً يرى سعادتهُ بامتلاكهِ؛ ففاقدُ المالِ يجدُ السعادة في المال، وفي كسبهِ وتوافرهِ بين يديهِ، وفاقد الصحة الذي عاش زمناً مع المرض يصارعهُ ويواجه صِعابهِ يرى السعادةَ في أن يكون سليم الجسد.[٢]