أين ينظر المصلي أثناء الصلاة

‘);
}

أين ينظر المصلِّي أثناء الصَّلاة

يختلف محل النَّظر في الصَّلاة بحسب الموضع في الصَّلاة، وبحسب نوع الصَّلاة، فقد ذهب الشَّافعيَّة والحنابلة إلى سُنِّيّة النَّظر إلى محلِّ السُّجود في جميع الصلوات، حيث جاء عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- أنَّ الصَّحابة الكرام كانوا يرفعون أبصارهم إلى السَّماء في الصَّلاة، فلمَّا نزل قولهُ -تعالى-: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ)،[١] صاروا ينظرون إلى محلِّ سُجودهم، واستثنى الشَّافعيّة صلاة الجنازة من النظر لموضع السُّجود فيها؛ لأنَّ السُّنَّة النَّظر إلى الجنازة، واستثنوا كذلك موضع التَّشهُّد في الصلاة؛ فالسُّنَّة النَّظر إلى السبَّابة عند رفعها أثناء التَّشهُّد، وقال الإمام البغويّ إنَّ المُصلِّي ينظر في حال قيامه إلى موضع سُجوده، وفي الرُّكوع ينظر إلى ظهر قدميه، وفي سُجوده إلى أنفه، وفي الجُلوس ينظر إلى حِجره؛ لأنَّ قُرب النظر أقرب إلى الخُشوع في الصَّلاة، واستثنى الحنابلة من النَّظر إلى موضع السُّجود حالة الخوف.[٢]

والنَّظر إلى موضع السُّجود عند الحنفيَّة من الآداب المتعلِّقة بالصلاة، والسُّنَّة أن ينظر المُصلّي حال قيامه إلى موضع سُجوده، وفي الرُّكوع إلى ظهر قدميه، وفي سُجوده إلى أنفه، وفي الجُلوس ينظر إلى حجره، وإلى منكبه الأيمن عند التَّسليمة الأُولى، وإلى منكبه الأيسر عند التَّسليمة الثَّانية؛ لأنَّ ذلك أقرب إلى الخُشوع في الصَّلاة، ويُعدل إلى غيرها إن كان الخُشوع في غيرها، ويرى المالكيَّة كراهة النَّظر إلى موضع السُّجود، وإنَّما يكون النَّظر إلى أمامه في جهة القِبلة؛ لِقولهِ -تعالى-: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)،[٣] ولأنَّ النظر إلى موضع السُجود فيه انحناءٌ للرأس وتنكيسٌ له.[٢][٤]

وجاء عن الشّافعي أنَّه يُسنُّ للمُصلِّي النَّظر إلى محل سُجوده في جميع صلاته بالإضافة إلى صلاة الجنازة، وكذلك الأعمى وضعيف البصر؛ فإنَّه يكون كحالة النَّاظر لمحل سجوده؛ لأنَّه أقرب لتحقيق الخشوع المطلوب في الصَّلاة.[٥]وأكثر أهل العلم ذهبوا إلى سُنيَّة النَّظر إلى موضع السُّجود، ولذلك يُسنُّ للمُصلِّي جعل سُترةٍ أمامه -والسُترة هي الحاجز-؛ لتحقيق هذا المقصد، واستثنوا من ذلك النّظر إلى السّبابة حال رفعها بالتّشهّد، أمّا في حال الخوف والحرب فيكون النَّظر إلى جهة العدو.[٤][٦]