إسعافات أولية ( الكسور )

Share your love

كيف يحدث الكسر؟

يعتقد الكثير من الناس أن الشرخ ليس كسر، في الواقع إن الشرخ في العظم هو الكسر ولكنه لا يكون كسر متبدل عن موضعه.

عظام الجسم تكوّن الإطار أو الهيكل الذي يسند ويحمي الأجزاء الرخوة من الجسم. إن العظم مادة صلبة بطبيعته لكنه يسمح بانحناء أو التواء بسيط عندما يتعرض لقوة خارجية مؤثرة وبسيطة ثم ما يبرح أن يعود الى حالته الأولى بعد تلاشي تأثير القوة الخارجية. فمثلاً عندما نقع على الأرض وتتحمل اليد معظم الوزن عند السقوط، فقد يمتص العظم الصدمة ويسمح بانحناء بسيط ثم يعود الى طبيعته بعد تلاشي القوة المؤثرة، إلاّ أنه إذا ما عظمت القوة أكثر من طاقة تحمل العظم على الانحناء فإنه ينكسر كما يحدث مثلاً لمسطرة بلاستيكية عندما نزيد عليها من قوة الانحناء.

أنواع الكسور:

إن خطورة ودرجة تبدل الكسر عادةً ما تعتمد على مقدار القوة المؤثرة التي سببت الكسر. فإذا ما تعرضت نقطة ما الى قوة قليلة فإن العظم قد ينشرخ دون أن يتبدل أو يتحرك من مكانه. أما إذا زادت القوة بدرجة كبيرة كما في حوادث التصادم أو الإصابات النارية فإن العظم قد يتفتت وتتبعثر أجزاؤه، وإذا برزت أجزاء من العظم خارج الجلد أو غار الجرح من الخارج حتى العظم فإنه يطلق على هذه الكسور ” بالكسور المفتوحة” حيث تعتبر هذه الحالات خطرة لما قد يتعرض له الجرح ومن ثم العظم الى التهابات جرثومية خطرة.

كيف تعالج الكسور؟

إن غالبية الكسور مؤلمة جداً وتستدعي مراجعة قسم الطوارئ أو استدعاء طبيب فوراً مع أنه في بعض الحالات القليلة يمكن للمرء أن يستخدم القدم أو الساق أو الذراع المكسورة مع تحمّل ألم بسيط ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد كسور.

فإذا ما ظننا أن العظم قد تعرض لإصابة شديدة أو كسر فإنه من الواجب عليك طلب مساعدة طبية حالاً حتى لا تتفاقم الإصابة. فالفحص الطبي والأشعة ضروريان حتى تلقى العناية اللازمة.

من المهم جداً التحكم في حركة العظام المكسورة، لأن تحريك العظم المكسور قد يؤذي العظام والأنسجة المحيطة به كالأوعية الدموية والأعصاب والأوتار والأنسجة الأخرى.

ولذلك نلحظ أن العاملين بالإسعاف مثلاً أول ما يقوموا به هو وضع دعامة أو جبس على الطرف المصاب قبل إعطاء أي علاج طبي، وإذا كان هناك أية جروح فلابد من أن تغطى بضماد طبي أو نسيج نظيف حتى نصل الى أقرب نقطة توفر علاجاً طبياً.

وفي غرفة الطوارئ يقوم الطبيب المعالج بوضع جبيرة جيدة لتقليل الألم ووقف النزيف إن وجد، ومنع أية إصابات أخرى وقد يطلب الى المريض رفع الطرف المصاب لتقليل النزف والورم على حد سواء. ثم قد يطلب الطبيب من المريض القيام بفحص أشعة للطرف المصاب حيث سوف يتحدد وجود كسر أم لا، و ما نوع الكسر، وبعدها سوف يقرر الطبيب كيفية رد الكسر الى وضعه الأول ووضع الجبيرة المناسبة.

إن جميع أشكال العلاج تعتمد على رد الكسر الى وضعه الطبيعي وتمنع تحريك الكسر من مكانه لتسمح له بالالتئام. وتلتئم الكسور بالتحام الأجزاء المكسورة معاً وذلك من خلال تشكل عظم جديد حول الأجزاء المكسورة وتلحمها معاً وتعتمد طريقة العلاج على عدة عوامل أهمها:

– فداحة وخطورة الكسر.

– طبيعة الكسر إذا كان مفتوحاً أو مغلقاً.

 – مكان الكسر، فإن كسور العمود الفقري تختلف طريقة التعامل معها عن كسور الأطراف.

طرق العلاج:

العلاج بالجبيرة: معظم الكسور البسيطة تعالج بواسطة جبيرة من الجبس أو من بعض الألياف الصناعية، لأن معظم كسور العظام تلتئم بنجاح إذا ما استطعنا أن نمنع الحركة على الأجزاء المكسورة بوضع الطرف المصاب بالجبيرة فترة 6-8 أسابيع وقد نحتاج الى رد الكسر الى وضعه الطبيعي ثم وضع الطرف المصاب في جبيرة.

جبيرة أو دعامة وظيفية:

يمكن وضع نوع من الجبائر بحيث تسمح بالقيام بوظيفة معينة طيلة فترة العلاج، أو زمن معين كالشد مثلاً أو الثني في اتجاه معين، وقد نستخدم معها المواد اللاصقة أو الإبر داخل العظم وإن معظم هذه الجبائر تكون مؤقتة حتى نقوم بطريقة العلاج النهائية.

طريقة الشد: وهي طريقة تستخدم لرد الكسور وتعديل وضع الطرف المصاب بواسطة شد لطيف ومستمر، وتكون قوة الشد مثبته على الجلد من الخارج، وتستخدم كثيراُ هذه الطريقة لدى الأطفال أو مؤقتاً لدى الكبار حتى نقرر طريقة العلاج النهائية ونقوم بها.

تثبيت الكسور جراحياً:

في بعض الحالات نضطر للقيام برد الكسر جراحياً وتثبيته بواسطة مثبتات ومسامير معدنية خاصة. وتختلف أنواع المثبتات كثيراً باختلاف الكسر وخبرة الجراح، والمواد المتوفرة والمستعملة، ولا نلجأ الى هذه الطريقة إلاّ إذا قرر الجراح أنها الطريقة المثلى للعلاج، أو كانت هناك بعض المضاعفات من الكسور، كالكسور المفتوحة أو المصاحبة لانضغاطات عصبية أو وريدية أو نزف، ومن عيوب هذه الطريقة أنها قد تعرّض منطقة الكسر لالتهابات بكتيرية وخاصة في الكسور المفتوحة.

المثبتات الخارجية:

في بعض الحالات التي يكون فيها الكسر مفتتاً جداً والأنسجة المحيطة قد تعرّضت لكثير من التهتك، قد يلجأ الجراح ىإستعمال طريقة المثبت الخارجي، بحيث يقوم بتثبيت بعض الأقطاب المعدنية قبل وبعد منطقة الكسر، بحيث يكون أحد أطرافها مغروساً بالعظم والآخر خارجاً في الهواء، ثم يقوم الجراح برد الكسر وإعادة الطرف المصاب الى وضعه الطبيعي، ثم يصل بين الأقطاب التي في الهواء بقضيب معدني بحيث يمنع تماماً تحرك الكسر، وإعادة الطرف المصاب دون خوف من تحرك منطقة الكسر. ويمكن للجراح لاحقاً أن يقرر، إما أن يبقى هذا المثبت الخارجي حتى التئام الكسر، أو استبداله بآخر داخلي إذا وجد هناك ضرورة لذلك.

كل من هذه الطرق سالفة الذكر يمكن أن تؤدي الى شفاء الكسر بشكل تام، والطرف المستقيم يمكن أن يقوم بوظيفته بشكل طبيعي ويجب أن نتذكر أن طريقة العلاج تعتمد بالدرجة الأولى على مكان وطبيعة الكسر، ومدى فداحة الإصابة، ومن ثم حالة المريض العام، وماذا ينتظر من الجراحة، ولابد من خبرة الجراح وحكمة قراره بعد مناقشة كل التفاصيل مع المريض وذويه. كما لابد أن نتذكر أن نجاح العلاج في الكسور خاصة تعتمد على تعاون المريض، لأن فترة العلاج قد تطول وقد تكون الجبيرة أو المثبت المستخدم غير مريحة، أو مضايقة للمريض ولكن بدونها لا تلتأم الكسور جيداً.

وقد يتعرض المريض لبعض المضاعفات، كالألم أو تيبس المفاصل، ولابد أن يلتزم ببرنامج العلاج الفيزيائي أثناء وبعد عملية الشفاء والتئام العظم، حتى نستطيع أن نعيد العضلات أيضاً الى وظيفتها وقوتها التي تتأثر كثيراً من جراء الكسور، وكذلك حركة المفاصل وليونتها. ونرجوا من مرضانا الكرام أن يساعدوا أخصائي العظام باتباع ارشاداته ونصائحه حتى تلتأم الكسور ويعود المريض الى سابق حياته ونشاطه.

كيف نمنع الكسور ( الوقاية خير من العلاج):

نحن نعلم أن العظام السليمة عادةً قوية جداً، لكن في الواقع أن أيّ عظم يتعرض لقوة كبيرة سوف تعرضه للكسر. أما العظام التي تتعرض للوهن والضعف بسبب بعض الأمراض أو سوء تعاملنا أو استخدامنا للعظام، فإنها تتعرض للكسر بسهولة أكبر بكثير من العظام السليمة. ولكي نقوي عظامنا ونحافظ عليها سليمة وصحية فلابد أن نأخذ كميات كافية من أملاح الكالسيوم والفوسفات، والقيام بعمل التمرينات الرياضية الضرورية.

وحسب تركيبة العظام الفريدة فإن أملاح الكالسيوم من الأهمية بمكان لنمو العظام والحفاظ على حيويتها وقوتها وخاصةً عند الأطفال، حتى ينمو هيكلهم العظمي بشكل طبيعي وعند النساء بشكل خاص، لأن هرمونات الإستروجين تنظم استخدام جسم المرأة لأملاح الكالسيوم، ولذلك فإن غياب هذه الهرمونات بعد سن اليأس يؤدي الى أن أملاح الكالسيوم عندها تضطرب، وتصاب بما يسمى بهشاشة العظام وتعرضها للكسور بسهولة. ولذلك على النساء أن تحافظ على صحة وقوة عظامها في مرحلة الشباب المبكر، من خلال التمارين وأخذ كميات مناسبة من أملاح الكالسيوم في الوجبات اليومية، ومن خلال اختيار نوعية الغذاء وبسبب تركيبة العظام الفريدة فإنها تصبح أقوى وأصلب مع ممارسة الرياضة بمعدل معقول فإن الشخص الخامل أو المقعد فإن العظام عنده تكون ضعيفة وهشّة وعرضة للكسر بسهولة أكثر بكثير من الأشخاص النشيطين أو الممارسين للرياضة بانتظام.

إن اتباع نظام غذائي جيد مع ممارسة تمارين رياضية مناسبة لكل الأعمار مع فهم صحيح لتكوين العظام وكيف يحافظ عليها يساعدنا كثيراً لمنع بعض الكسور، أما إذا تعرضت لحادث وتسبب ذلك بكسر في إحدى العظام، فلابد من استشارة الطبيب وتذكر أن تتبع ارشادات أخصائي العظام حتى يلتئم الكسر سريعاً ولا تصاب بالمضاعفات.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!