اتفاق روسي تركي أوكراني أولي لشحن الحبوب من أوديسا.. بوتين يربط توسع عمليته العسكرية بزيادة الأسلحة الغربية لكييف

قال وزير الخارجية الروسي إن بوتين أبلغ الغرب أنه كلما زاد أسلحته إلى أوكرانيا فستُزيد موسكو مساحة العملية العسكرية في أوكرانيا، في حين تحدثت أنباء عن اتفاق روسي تركي أوكراني أولي لشحن الحبوب.

Share your love

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الدول الغربية أنه كلما زادت أسلحتها إلى أوكرانيا فستُزيد موسكو مساحة العملية العسكرية في أوكرانيا. وبعد أنباء عن اتفاق روسي تركي أوكراني أولي لشحن الحبوب الأوكرانية من أوديسا عبر البحر الأسود، قال لافروف إن وفدا روسيّا سيبحث في تركيا تفاصيل مقترحات تصدير الحبوب والغذاء.

وأكد لافروف -في مؤتمر صحفي- أن ما حصل من جانب الغرب يؤكد صحة موقف بلاده في بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، حسب تصريحه.

وفي ملف أزمة الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية، قال لافروف إن وفدا روسيّا سيبحث في تركيا تفاصيل مقترحات تصدير الغذاء والحبوب من أوكرانيا إلى الدول الأخرى.

ويأتي تصريح لافروف بعدما أفادت وكالة بلومبيرغ -نقلا عن صحيفة إزفستيا الروسية- بأن روسيا اتفقت مع تركيا وأوكرانيا على خطة أولية لشحن الحبوب الأوكرانية من أوديسا.

وأضافت الصحيفة -نقلا عن مسؤول رفيع المستوى- أن السفن التركية سترافق السفن المحملة بالحبوب من أوديسا إلى المياه المحايدة للبحر الأسود. وأوضحت الصحيفة أن خارطة الطريق ستتم الموافقة عليها الأربعاء المقبل خلال زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لتركيا.

لكن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا شبّه تصريحات الرئيس الروسي بأنه لن يستخدم طرق التجارة لمهاجمة أوديسا، بقوله للمستشار الألماني وللرئيس الفرنسي إنه لن يهاجم أوكرانيا قبل أيام من شن الغزو. وأضاف وزير الخارجية الأوكراني -في تغريدة على تويتر- أن ما يقوله الرئيس بوتين “كلام فارغ ولا يمكن الثقة فيه”، على حد تعبيره.

ويأتي تهديد روسيا بتوسيع العملية العسكرية إذا زاد الغرب دعمه العسكري لأوكرانيا في وقت أجرى فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتصالا صباح اليوم الاثنين ناقشا فيه المعركة المستمرة ضد روسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، كما ناقشا المفاوضات الدبلوماسية والجهود المبذولة لإنهاء الحصار الروسي على صادرات الحبوب الأوكرانية.

وكان جونسون أعلن -في تغريدة على تويتر- أن بلاده ستمنح القوات المسلحة الأوكرانية أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق لتتمكن من صد الهجوم الروسي بشكل فعال. وأضاف جونسون أن بريطانيا لن تقف مكتوفة الأيدي بينما المدفعية الروسية تستهدف المدن وتقتل المدنيين الأبرياء، وفق تعبيره.

وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بلاده ستمنح أوكرانيا أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي، حسب تعبيره.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن نظام الأسلحة الصاروخي “إم-270” (M-270) المتطور -الذي يمكنه ضرب أهداف تصل إلى 80 كيلومترا بدقة بالغة- سيعزز بشكل كبير قدرة القوات الأوكرانية. وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أنه تم التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن نوع نظام الصواريخ متعددة الإطلاق التي سترسل إلى أوكرانيا.

احتدام القتال

وأعلنت السلطات الأوكرانية سيطرتها على نصف مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية في الشرق حيث يحتدم القتال، في وقت أكدت فيه الاستخبارات البريطانية تقدم القوات الروسية نحو سلوفيانسك.

وقال حاكم منطقة لوغانسك (شرقي أوكرانيا) سيرغي غايداي إن القتال العنيف يتواصل في سيفيرودونيتسك وإن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على مواقع بالمنطقة الصناعية.

وأضاف أن القوات الأوكرانية استعادت جزءا من مدينة سيفيرودونيتسك في هجوم مضاد وباتت تسيطر الآن على نصف المدينة وتواصل دفع القوات الروسية إلى التراجع.

وتعد مدينة سيفيرودونيتسك آخر معقل مهم لأوكرانيا في إقليم دونباس، وتشهد واحدة من أكبر المعارك البرية في ظل تركيز القوات الروسية والانفصاليين الموالين لها في الأسابيع الماضية على محاولة السيطرة عليها.

وتعد المكاسب الأوكرانية في سيفيرودونيتسك، التي أعلنها حاكم منطقة لوغانسك، تقدّما مهما لقوات كييف التي واجهت في وقت سابق خطر إخراجها من المدينة.

من جهتها، أوضحت استخبارات الجيش البريطاني أن القتال مستمر في سيفيرودونيتسك وأن القوات الروسية تواصل تقدمها نحو سلوفيانسك.

كما قالت إن القوات الروسية استهدفت أمس الأحد البنية التحتية للسكك الحديدية في كييف بصواريخ كروز.

وأشارت استخبارات الجيش البريطاني إلى أن المحاولة تهدف -على الأرجح- إلى تعطيل إمداد الوحدات العسكرية الغربية للوحدات الأوكرانية في الخطوط الأمامية.

زيارة زيلينسكي

في الأثناء، قال حساب الرئاسة الأوكرانية إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي زار الخطوط الأمامية لقوات بلاده في مقاطعة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا، واطلع على الوضع العملياتي على خط الدفاع المتقدم في المقاطعة.

وتعد هذه الزيارة هي الثانية التي يغادر فيها الرئيس الأوكراني محيط العاصمة كييف منذ بدء الحرب، بعد زيارة مماثلة لخطوط القتال في مقاطعة خاركيف عند الحدود الشرقية لأوكرانيا مع روسيا.

جزيرة الأفعى

وفي سياق التطورات الميدانية، قالت استخبارات الجيش البريطاني إن نشاط روسيا في جزيرة الأفعى يسهم في حصار سواحل أوكرانيا ويعيق استئناف التجارة البحرية، بما في ذلك صادرات الحبوب.

وأضافت أنه من المحتمل أن يكون الغرض من نقل آليات الدفاع الجوي إلى جزيرة الأفعى هو ضمان وجود دفاع جوي للسفن البحرية الروسية التي تعمل حول الجزيرة.

وباتت القوات الروسية الآن تحتل خُمس الأراضي الأوكرانية، حسب كييف، وفرضت موسكو حصارا على موانئها المطلة على البحر الأسود، مما أثار مخاوف من أزمة غذائية عالمية.

تعهدات غربية

وطالبت أوكرانيا الدول الداعمة لها بتقديم أسلحة أكثر فتكا لمساعدتها على صد الهجمات الروسية. وشدد نائب وزير دفاعها -أمس الأحد- على أن هذه المساعدات ضرورية إلى حين هزيمة موسكو.

وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستزود أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطوّرة، هي الأخيرة ضمن قائمة طويلة من الأسلحة التي أرسلت أو تم التعهّد بتقديمها للدولة الموالية للغرب.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أنه إذا تم تسليم صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا “فسنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا… لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن”.

وفي إطار كشْفه عن آخر مساهمات بلاده، شدد وزير الدفاع البريطاني بن والاس على أهمية أن يواصل حلفاء أوكرانيا الغربيون إرسال الأسلحة إليها لمساعدتها على الانتصار.

وقال إن لندن نسّقت بشكل وثيق مع واشنطن في مسألة تزويد أوكرانيا بأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة “إم إل آر إس” (MLRS).

وأضافت الوزارة أن قاذفات “إم 270” (M270) القادرة على ضرب أهداف على بعد مسافة تصل إلى 80 كيلومترا بصواريخ دقيقة التوجّه “ستعزز بشكل كبير إمكانيات القوات الأوكرانية”.

وفرضت القوى الغربية عقوبات أكثر تشددا على روسيا، لكن برزت انقسامات بشأن كيفية التحرّك، خصوصا في مسألة إن كان يتعيّن الانخراط في حوار مع موسكو.

اختراق إلكتروني

وبالتوازي مع التطورات الميدانية، أفادت “رويترز” بأن الموقع الإلكتروني لوزارة البناء والإسكان والمرافق الروسية تعرض -على ما يبدو- للاختراق، إذ تؤدي عمليات البحث على الإنترنت عن الموقع إلى عبارة “المجد لأوكرانيا” باللغة الأوكرانية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية -في وقت متأخر أمس الأحد- عن ممثل الوزارة قوله إن الموقع مُعطل لكن البيانات الشخصية للمستخدمين محمية.

وقالت الوكالة إن وسائل إعلام أخرى ذكرت أن المتسللين يطالبون بفدية مقابل منع الكشف عن بيانات المستخدمين. ولم يتم التمكن من التأكد من وسائل الإعلام التي استشهدت بها وكالة الإعلام الروسية.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!